خبر عمال.. تتوقف حياتهم على « كيس اسمنت »

الساعة 07:46 ص|30 ابريل 2016

فلسطين اليوم

يتلهف لسماع نشرات الأخبار اليومية والتقارير الإخبارية، ليس لمعرفة آخر أخبار المصالحة الوطنية ولقاءات الفصائل الفلسطينية، أو التعرف على حالة الطقس وأسعار العملات، ولكن لمعرفة كل صغيرةٍ وكبيرةٍ تتعلق بإعادة إدخال الاسمنت لقطاع غزة، الذي يعتاش منه آلاف العمال.

جهاد محمود، أحد عمال مواد البناء، الذي يعمل ضمن مجموعة من العمال لدى مقاول بناء، يعملون في بناء المنازل التي تضررت أغلبها في الحرب الأخيرة على قطاع غزة في صيف 2014، إلا أن عملهم قد توقف مع منع الاحتلال إدخال الاسمنت للقطاع بحجج واهية.

محمود الذي يُعيل أسرة مكونة من خمسة أشخاص بينهم والدته المريضة، يوضح لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » أن عائلته تعيش أوضاعاً مريرة جراء استمرار منع الاسمنت، الذي يعد مصدر رزقه حيث يعتمد عمله الوحيد على « كيس الاسمنت » ومتوقف عليه، حيث يضطر وكافة زملائه العمال للجلوس في المنزل بعد فقدان عملهم اليومي المرهون بإدخال كيس الاسمنت.

عامل البلاط، سالم خوالدة، كان خلال الفترة الماضية حتى توقف إدخال الاسمنت لا يتوقف عن العمل، خاصةً أن عمله مرتبط بكيس الاسمنت، فمن يقوم بتشييد منزله يقوم بتبليطه، وهو ما يسنح له فرصة عمل ولو مؤقتة في ظل الاستمرار في الأوضاع المأسوية الخانقة في قطاع غزة.

ويضيف لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »: للأسف لا أحد يشعر بهذه الفئة من العمال، خاصةً أن عملهم مرهون بـ« كيس اسمنت » إذا توفر سنحت لهم بالعمل، وإذا منع يتوقفون عن توفير لقمة العيش، الأمر الذي يفاقم حياتهم ويزيدها مرارا.

استمرار توقف إدخال الاسمنت أفقد أكثر من 40 ألف مواطن أماكن عملهم، وفقاً لإحصائيات نشرتها هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار وإعادة الإعمار عن غزة.

الهيئة حذرت كذلك من استمرار وقف الأمم المتحدة لمشاريع الإعمار في غزة، حيث اعتبرته تهديداً بتفاقم الوضع الإنساني الكارثي، على الرغم من أن نحو 75 ألف مواطن مهجرين داخل القطاع، بسبب تدمير بيوتهم خلال العدوان الأخير على غزة صيف عام 2014.

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أوضح أن « منظمات المساعدات الدولية ستعلق نشاطاتها في إعادة إعمار المساكن التي دمرتها الحرب »الإسرائيلية« الأخيرة على قطاع غزة، جراء منع السلطات الإسرائيلية إدخال الإسمنت إلى القطاع منذ نحو شهر ».

وشنّ الاحتلال الإسرائيلي حربًا على قطاع غزة، في السابع من يوليو 2014، أسفرت عن استشهاد 2320 فلسطينيًا، وهدم 12 ألف وحدة سكنية، بشكل كلي، فيما بلغ عدد الوحدات المهدمة جزئيًا 160 ألف وحدة، منها 6600 وحدة غير صالحة للسكن.

وترتفع في قطاع غزة، الذي يسكنه مايقارب من مليون و90 ألف مواطن، معدل البطالة حيث بلغ عددهم 193 ألفاً في قطاع غزة أي حوالي 41% من المشاركين في القوى العاملة 15 سنة فأكثر؛ 36% للذكور و60% للإناث، وهي نسبة أكبر من الضفة المحتلة التي تبلغ 17% فقط..

كلمات دلالية