تعرف على مراحل جني العسل...

بالصور النحل يفرض حظر التجوال على طاقم « فلسطين اليوم » والنهاية « عسل »

الساعة 08:04 ص|27 ابريل 2016

فلسطين اليوم

لم تكن رحلة التعرف على مراحل جني العسل بالسهولة التي يتخيلها أي إنسان، فقد تعرض فريق العمل في « وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » لعدة مخاطر أهمها حظر التجول الذي فرضه النحل الهائج بشكل جنوني بعد رفع صاحب المنحلة لما ينتجه النحل داخل الخلية من عسلٍ وشموع.

على بعد نحو ثلاثمائة مترٍ فقط من الحدود الشرقية لحي الشجاعية أو ما يعرف بمنطقة « الطاقة »، يضع المواطن بلال حلس خلايا النحل، وهي أولى المخاطر التي واجهتنا حيث أننا على مقربة من مرمى جنود الاحتلال وآلياته ومواقعه العسكرية.

وما أن مكثنا لدقائق معدودة تحت أشعة الشمس الحارقة وبين الأشجار والأشواك وخلايا النحل حتى تفاجئنا بوصول « جب » لناطور المنطقة ليتأكد من هويتنا وما أن شاهد كاميراتنا حتى توقف عن السؤال ومر بجانبنا مرور الكرام.

« مصور الوكالة » ارتدى الزي الوحيد لجني العسل وهو عبارة عن رداءٍ أبيض وصندوق محاط بشباك « سلك » طويل، إضافة إلى ربط أكياس نايلون في الكفين والقدمين ليمنع دخول النحل إلى الجسد، وبقي طاقم الوكالة محاصراً داخل السيارة ينتظر انتهاء المرحلة الأولى وهي نقل البراويز المليئة بالشمع والعسل من خلايا النحل إلى صناديق فارغة ومنها إلى البيت حيث المرحلة الثانية.

استغل طاقم الوكالة داخل السيارة ابتعاد المصور وصاحب المنحلة لعدة أمتار، وخرجا من « الفرن الحراري » عدة دقائق لُيجففوا ملابسهم التي تصببت عرقاً، قبل أن يتعرضا للسعات النحل الهائج الذي أعادهم مجبرين إلى السيارة « الفرن ».

خلال ما يقارب من نصف ساعة انتهت المرحلة الأولى بنقل 10 صناديق كل واحد منهم يحتوي على 10 (براويز) وهي مكونة من مادة الشمع والعسل.

صوت النحل كاد أن يخترق أذني..

ويروي المصور تفاصيل دخوله إلى المنحلة لالتقاط بعض الصور حيث أكد أن (دوى أو طنين) صوت النحل كاد أن يخترق طبلة أذنه وشعر حينها بدوار أجبره للجلوس على الأرض أكثر من مرة بعدما تعرض لعدة لسعات من النحل رغم ارتدائه الملابس الخاصة.

وقال: « أردت التقاط بعض الصور والمغادرة على الفور لكن الدخان المهدئ الذي يتم رشه على النحل خلال عملية نقل (البراويز)، دفعني لمواصلة التصوير حتى الرمق الأخير ».

عقب انتهاء أخطر مراحل جني العسل، توجهنا إلى منزل النحال بلال حلس لإتمام باقي المراحل.

العيد وأكل الملوك في انتظارنا..

رجالُ كبار وأطفال صغار يتجمهرون أمام المنزل وكأنهم بانتظار ذبيحة عيد الأضحى المبارك عيونهم تراقب سيارة النحال حيث العسل وقلوبهم تخفق بسرعة لتذوقه ونقله إلى منازلهم حيث تنتظر النساء، خاصة وأن النحال حلس يقوم بتوزيع بروازين لمن يحضر عملية طرد العسل.

في غرفة صغيرة يتجمع أبناء النحال كلٌ في مكانه حيث المرحلة الثانية أحدهم يقوم برفع « الشهد » من على البراويز وهي عبارة عن مادة شمعية ينتجها النحل لإغلاق الفتحات سداسية الشكل التي ينتجها داخل البرواز، وأخر يتفقد ثقل البراويز وكمية العسل وأخر يقوم بتجميع « الشهد » ليتذوقه طاقم الوكالة قائلاً لهم: « هذا أكل الملوك ».

وفي المرحلة الثالثة يتم وضع 10 براويز داخل ماكينة طرد العسل وتستمر العملية لمدة تزيد عن 20 دقيقة ثم يخرج العسل عبر فتحةٍ صغيرة أسفل المكينة، ليلتقطه (لجن أو صينية كبيرة) ثم تدخل المرحلة الأخيرة وهي تعبئة العسل في علب بلاستيكية.

الناس تبحث عن أكياس الطحين وأنا أبحث عن خلايا النحل..

النحال حلس أكد أن كمية العسل هذا العام أفضل بكثير من العام الماضي خاصة بعد عامين من تدمير الاحتلال الإسرائيلي نحو 200خلية لوالده « خالد » ولم يبقى منها شيء، معرباً عن أسفه لعدم تعويض والده من قبل وزارة الزراعة، قائلاً: « قدم والدي كافة الأوراق المطلوبة وحتى اللحظة لم يحصل على شيء ».

وعن خلايا النحل الجديدة قال النحال بلال: « مهنة النحل تعلمتها أباً عن جد ولا استطيع الجلوس دون أن يكون لي خلايا النحل حيث قمت بشراء 20 خلية بعد الحرب حيث كان الناس تبحث عن »أكياس الطحين« أما أنا فكنت أبحث عن خلايا النحل لمساعدة والدي ».

وأشار إلى أنه قام بشراء الخلايا بتمويله الشخصي بنحو 2.000 دولار وقام بوضعها قرب الحدود الشرقية« ، مؤكداً أنه تعرض لخطورة كبيرة وإطلاق نار في بعض الأحيان من قوات الاحتلال لكنه يُصر في العمل بمهنة الأجداد.

وأشار إلى أنه وضع الخلايا قرب الحدود بهدف جلب الخير من هناك؛ لأن الاحتلال الإسرائيلي دمر الحقول الزراعية في قطاع غزة ويقوم بالمقابل بزراعة حقوله بالأشجار والزهور.

العسل داخل البرواز له عدة ألوان...

وعن (البراويز) التي تأخذ أكثر من لون منها (الأصفر الفاتح، والأصفر الداكن على بُني) قال النحال حلس: »اللون الأصفر الفاتح المنقط بالأبيض عبارة عن « الشهد » يتم استئصاله ليفتح القنوات قبل مرحلة الطرد وهو العسل الصافي، أما اللون الأصفر الداكن فهو عسل الملكات أو ما يُسمى بعسل التلقيح لليرقات« .

أما القنوات المغلقة ذات اللون الأصفر قال: »هذه قنوات لليرقات بداخلها أبناء النحل يتم إرجاعها إلى الخلية قبل مرور 24 ساعة على خروجها خشية من موتها".

وبعد خروج اليرقات (النحل الجديد) يتم قتل كافة النحل القديم (العجوز) لتبقى العملية داخل الخلية نشطة وسريعة دون توقف، كما أن النحل عند تلقيح الملكة يقوم بقتل الذكور كافة لأنها تجلس في الخلية وتأكل العسل فقط دون أن تعمل شيء ووفقاً لقول النحال حلس.

إليكم بعض الصور خلال الجولة...



13048265_1035517483195270_5467014620664717709_o

 جني العسل بغزة ‫(1)‬ ‫‬

 جني العسل بغزة ‫(1)‬

 جني العسل بغزة ‫(29548940)‬ ‫‬

 جني العسل بغزة ‫(29548945)‬ ‫‬

 جني العسل بغزة ‫(29548944)‬ ‫‬

 جني العسل بغزة ‫(29548949)‬ ‫‬

 جني العسل بغزة ‫(29548948)‬ ‫‬

 جني العسل بغزة ‫(29548956)‬ ‫‬

 جني العسل بغزة ‫(29548957)‬ ‫‬

 جني العسل بغزة ‫(29548958)‬ ‫‬

 

 جني العسل بغزة ‫(29548959)‬ ‫‬


13071900_1035517559861929_4249488888600267672_o

13116094_1035517703195248_1382539209159254256_o



13106778_957932247623447_127360804_o

 

كلمات دلالية