تقرير « احلم عالحيط ».. شعار تبناه الشباب الغزي ليعلق أحلامه على الحائط

الساعة 08:33 م|26 ابريل 2016

فلسطين اليوم

أحلام على الحائط ترنو لأن تصبح حقيقة، يخطونها بأقلامهم المحاصرة، ملؤوها أمل وطموح وهدف، عله يتحقق رغم كل المعيقات والصعوبات التي تعترض طريق أمالهم . والكلمة هنا للحصار والواقع الذي فُرض عليهم بكل قسوة وجبروت الأيام.

 

الماضي الحاضر والمستقبل، تحديات كثيرة وإصرار كبير والآلام أكبر، وكل ذلك لا يهم طالما أن الحلم موجود و السؤال هنا كيف تجعل أحلامك تتحول إلى واقع

 

ففي إحدى الورشات الثقافية بإحدى المراكز الشبابية، وجدت مراسلة وكالة « فلسطين اليوم » مجموعة من الشباب الغزي الذي لا زال بعضهم ينتظر بصيص من أمل، يمحو به أحلامهم المعلقة على الحائط.

 

يقول الناشط الشبابي أ. محمد معمر، المدير التنفيذي لمركز السلام للثقافة والفنون، والذي كان يقود هذه الورشة،« بأن الواقع الذي فرض على الشباب في قطاع غزة، والذي من شأنه أن يدمر ما يطمح به أي إنسان، عجز تماماً أمام الإصرار الكبير في عيون هؤلاء الشباب، رغم كل ما مروا ويمروا به، لكن يبقى الفيصل هنا حسب قوله: هل سيحقق هؤلاء الشباب كل ما يطمحون بمساعدة من أحد، أم أنهم جاهزون لبناء ما يريدوه بأنفسهم ».

 

وأشار معمر، إلى أن السبب من وراء قيام المركز بمثل هذا النوع من الورشات التثقيفية، هو توعية الفئة الشبابية بكافة حقوقها وواجباتها تجاه أنفسهم وتجاه المجتمع، والعمل على تحفيزهم بالعديد من الطرق والوسائل بنوعيها المادي والمعنوي لأن يكونوا رواداَ في مجالاتهم، وأن يصنعوا فرصهم بأنفسهم وصولاً إلى النجاح الحقيقي.

 

في ذات السياق، تناول المشاركون الأحداث الأخيرة في غزة من جرائم القتل والسطو والسرقة، والتي حاولوا أن يضعوا العديد من الأسباب النفسية والمادية لحدوثها، بالإضافة إلى حالات الانتحار المنتشرة في الآونة الأخيرة، والتي كان السبب الرئيسي من ورائها هو الفقر المدقع الذي بدأ ينشر أجنحته فوق قطاع غزة بأكمله دون رادع له أو مواجهة.

 

الشاب بلال الزيني (29 عاما)، أحد المشاركين في الورشة، يرى أن الحلم الشبابي أصبح لا يقتصر على فئة الشباب وحدها، بل هو حلم جماعي، حتى أن الأهل أصبحوا يحلمون لأبنائهم أحلاماً، ليكتشفوا فيما بعد أن أبنائهم قد عجزوا عن تحقيقها، وبحسب تعبيره، « أن الحلم فعلاً في غزة لا مكان له إلا الحائط ».

 

على الصعيد ذاته، الشاب موسى أبو موسى، (27 عاماً) خريج العلاقات العامة، أبدى أسفه، بقوله: " إن النظرة الشبابية في الآونة الأخيرة أصبحت تشاؤمية جداً، إلا أن الأمل موجود، ولكن يكاد لا يرى في ظل حالة الانقسام والتفسخ الاجتماعي، مع كل ما يتبعه من تواطؤ عربي ودولي.

 

كما تخللّت الورشة العديد من الفقرات الساخرة من الواقع الأليم للشباب الفلسطيني عبّر عنها المشاركون على طريقتهم الخاصة بالمزاح والضحك من هذا الواقع تارة، وبالحيرة والبحث عن حلول تارةً أخرى، وبالاكتفاء بالصمت عند حاجز الحصار.

 

وفي نهاية الورشة قام المشاركين بتعليق عدد من أحلامهم على حائط بنوهُ بأنفسهم، لعله يصل إلى أسماع وأبصار من يهمه أمر الشباب الفلسطيني على وجه العموم، والشباب الغزّي على وجه الخصوص، وربما أحلامنا المتواضعة نحن الفلسطينين هي آخر حق لم يغتصب ، وما دام الأمر حُلماً فليحلم كما يحلم الحالمون، فعلى الأقل نستطيع أن نعيش داخل أحلامنا بحرية.




احلم عالحيط2

احلم عالحيط3

احلم عالحيط4

احلم عالحيط5 - Copy

احلم عالحيط6

احلم عالحيط7

احلم عالحيط9

أحلم