تستخدم في أعمال "اللحام"

تقرير غزيون يبتكرون مادة بديلة لغاز « الاستيلين » الممنوع من الدخول لغزة

الساعة 07:09 م|26 ابريل 2016

فلسطين اليوم

ابتكرت مجموعة من أصحاب ورش سمكرة السيارات في قطاع غزة مادة جديدة يستخلص منها غاز الهيدروجين لاستخدامه بدلاً من غاز الاستيلين الذي يستخدم لأغراض اللحام، و تمنع « اسرائيل » ادخاله لقطاع غزة، ضمن مئات السلع و المواد الممنوعة من الدخول للقطاع، منذ عدة سنوات

وأجرى « ابراهيم.ج »، الذي طلب عدم ذكر اسمه الكامل، تجارب على هذه المادة و تمكن من استخدامها و عدد من سماكرة السيارات في القطاع، في أغراض اللحام.

وقال في حديث لــ وكالة فلسطين اليوم الاخبارية« : » كنا خلال السنوات الماضية نعتمد على مادة الكربيد، التي يتم جلبها عن طريق الانفاق من مصر، بسعر 10 شيكل للكيلو، بسبب عدم ادخال غاز الاستيلين الى قطاع غزة بسبب الحصار، و لكن ازدادت المشكلة و تفاقمت بعد اغلاق الانفاق، حيث أصبح يباع الكيلو من هذه المادة بمبلغ 170 شيكل، إن وجدت و هذا يكلفنا الكثير لانجاز أعمالنا« .

و يعد الكربيد، »كربيد الكالسيوم« مادة صلبة بيضاء اللون صيغتها الكيميائية CaC2 ، تحضر بصهر الحجر الجيري وفحم الكوك معاً في فرن كهربائي ، ويكتسب كربيد الكالسيوم أهمية خاصة كمصدر للحصول على غاز الأسيتيلين المستخدم في عمليات اللحام .

و تابع يقول: »بعد بحث طويل عن بديل لمادة الكربيد توصلت مع مجموعة من الزملاء الى طريقة لاستخلاص غاز الهيدروجين من مواد أخرى موجودة في القطاع، و هي بخلط مادة الصودا الكاوية مع برادة الألمنيوم و الماء، و نجحنا في استخدامه في اعمال اللحام بدلاً من الاستيلين و الكربيد، اللذين كانا يستخدما سابقاً« .

و عن التكلفة الاقتصادية لهذه المواد أشار الى أن تكلفتها زهيدة جداً مقارنة مع المواد الأخرى التي كانت تستخدم و غير موجودة الان بسبب الحصار، لا سيما و أن الحصول على برادة الألمنيوم يتم من خلال ورش الألمنيوم و لا تكلف شيئاً.

من جهته عبد الرحمن.غ صاحب أحد ورش السمكرة في القطاع، و استخدم هذه المادة قال: إن المادة المكتشفة يمكن أن يتم تداولها في السوق و استخدامها من قبل كافة الورش التي أغلق معظمها أبوابه بسبب تشديد الحصار، و منع ادخال المواد اللازمة لها، و لا سيما غاز اللحام و اغراض أخرى ».

و أوضح في حديث لـــ « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية »، بأنه قبل نحو شهر من الآن، كان مشروع سمكرة السيارة يكلف ما يزيد عن 5000 شيكل، إن توفرت المواد في الورشة، لكن الآن فقط يتم عمل سمكرة السيارة بتكلفة 2000 شيكل، بعد اكتشاف هذه المادة التي استخدمت بدلاً من غاز الاستيلين و الكربيد.

و لفت الى أنه على سبيل المثال أصبحت تكلفة لحام شاسية السيارة تكلف 200 شيكل فقط بعد أن تجاوزت التكلفة 600 شيكل.

و عبر عن أمله في أن يتم تداول هذه المادة في السوق، و أن يتمكن اصحاب الورش في القطاع من استخدامها، و أن تعود حركة العمل لما كانت عليه سابقاً، لافتاً الى أن إعادة عمل الورش في قطاع غزة من شأنه فتح أبواب الرزق للكثير من العاملين في هذا المجال، و قطعت أرزاقهم بسبب شح المواد الخام اللازمة للعمل من قبل الاحتلال، و احكام الحصار بعد اغلاق الأنفاق الحدودية التي كانت تدخل منها الكثير من المواد التي ساهمت في انعاش عمل الورش الصناعية في فترة سابقة.

بدوره أكد يوسف الدشت، سائق سيارة بأن مشروع سمكرة سيارته كلفه قبل نحو شهرين أكثر من 6000 شيكل بسبب ارتفاع أسعار المواد

و توقع بأن تنخفض تكاليف اعمال صيانة السيارات و السمكرة في القطاع بعد اكتشاف هذه المادة .

ويعانى قطاع غزة نقصا مزمنا في الوقود وغاز الطهي، ومن انقطاع التيار الكهربائي يوميا بسبب الحصار، الذي تفرضه عليه سلطات الاحتلال منذ عام 2006، بالإضافة الى منع سلطات الاحتلال إدخال الكثير من المواد اللازمة للمصانع و الورش في القطاع، بدعوى أنها تستخدم لأعمال المقاومة.

كلمات دلالية