خبر تقرير: 1500 طفل مصاب بالسكري بغزة يعانون جراء نقص الأدوية

الساعة 07:26 ص|26 ابريل 2016

فلسطين اليوم

لا يستطيع الطفل « ح.ع » أن يتوجه لمدرسته دون أن يحمل في حقيبته جهاز فحص السكر وعلاجاً خاصاً، تفادياً لتغيرات قد تطرأ على نسبة السكر في دمه.

أصيب الطفل « ع » (15 عاماً) منذ فترة طويلة بمرض « السكر »، ويواجه معاناة كبيرة عندما يتعرض لارتفاع أو انخفاض في نسبة السكر نتيجة قيامه بجهد عضلي أو ذهني بداخل مدرسته.

وقال لـ« الأيام »، إنه مصاب بالمرض منذ أن كان بعمر (ثلاث سنوات) حيث تم اكتشاف المرض بعد أن دخل في غيبوبة نجمت عن انخفاض نسبة السكر بدمه، وحينها بينت الفحوص المخبرية أنه مصاب بالمرض ويحتاج للعلاج الدائم.

وقدرت مصادر طبية محلية، عدد الأطفال المصابين بمرض السكر في الدم في قطاع غزة بنحو (1500 طفل وطفلة)، يحتاجون لعلاجات مستمرة وفحوصات مخبرية دائمة.

قال الطفل « ع » لـ« الأيام »، إنه يقوم بحقن نفسه بحقنة من « الأنسولين » في حال شعر بتعب ما أو ظهرت عليه أعراض المرض، مشيراً إلى أنه قد يتعرض لشيء من الحرج من زملائه الذين يبدون اندهاشاً في بعض الأحيان.

ويحتاج الأطفال المصابون بمرض « السكر » خصوصاً ما يعرف طبياً بالنوع الأول، إلى إجراء فحوص ما بين ثلاثة إلى خمس مرات يومياً، قبل أن يتناولوا جرعة « الأنسولين ».

وتتطلب الأدوية ومعدات الفحص الطبية تكاليف مالية مرتفعة، لا يستطيع ذوو الأطفال المنتمون لأسر فقيرة شراءها، وهو ما قد يفاقم معاناتهم، ويعرض حياتهم للخطر.

يذكر أن منظمة الصحة العالمية حددت « مرض السكر » كعنوان لإحياء اليوم العالمي للصحة، باعتباره مرضاً ذا أولوية، ومثيراً للقلق في مجال الصحة العامة.

وتعد معاناة المواطن نعيم أبو روس، من غزة، مضاعفة نتيجة إصابة ابنيه « هبة »، و« حسين » بمرض السكر.

قال إن ابنته هبة التي تبلغ (17 عاماً) أصيبت بالمرض في عمر (9 سنوات)، بينما أصيب شقيقها « حسين »، (15 عاماً) وهو بعمر عشر سنوات، مشيراً إلى أنه يواجه معاناة كبيرة بسبب ذلك.

وأضاف، إنه يبحث عن العلاج في عيادة وكالة الغوث الدولية « الأونروا » والذي لا يكون متوافراً في غالب الأحيان، بينما يحاول شراءه من الصيدليات أو الحصول عليه من مؤسسات طبية أهلية.

300 طفل وطفلة مصابون

قال الطبيب حسن زين الدين مدير عيادة الأمراض المزمنة التابعة لجمعية الإغاثة الطبية، إن جمعيته تتابع بعناية فائقة حالة نحو 300 طفل وطفلة من عمر عام وحتى (16 عاماً) مصابين بمرض السكر في مراكز الرعاية لديها.

وأوضح لـ« الأيام » أن هؤلاء يحتاجون لإجراء الفحوص بشكل يومي، خصوصاً أنهم يمارسون حركة نشطة ويتعرضون لمجهودات عصبية ويتناولون وجبات غير متوازنة، مؤكداً أن ذلك من أبرز الأسباب التي قد تذبذب نسبة السكر في الدم، لديهم.

وأوضح أن من الأسباب المؤدية للإصابة بالمرض، قد تكون وراثية أو ناجمة عن سوء التغذية أو حتى صدمات عصبية بسبب العدوان، لافتاً إلى قصة الطفل حسام العسلي (14 عاماً) الذي أصيب بالمرض نتيجة هلع بسبب قصف جوي مرعب في العدوان الأخير.

خطورة حقيقية

من جهته، قال مصدر طبي من مستشفى « الشهيد عبد العزيز الرنتيسي » التخصصي للأطفال، أن مرضى « السكر » لاسيما الأطفال منهم، يواجهون « خطورة حقيقية جراء نقص شرائح الفحص والأنسولين ».

وأضاف المصدر الطبي لـ« الأيام »، إن حالة فقر هؤلاء الأطفال قد تؤدي إلى قيامهم بتلقي جرعات « الأنسولين » دون إجراء الفحوص اللازمة بشكل يومي، وهو ما يعرضهم للمخاطر الصحية التي قد تصل إلى حد الوفاة.

وأوضح: أن عدد الأطفال المرضى بالسكر المسجلين لديهم في المستشفى، قدر بنحو (150 طفلاً)، تتراوح أعمارهم بين شهرين و(12 عاماً).

يذكر أن وزارة الصحة في قطاع غزة، تعاني من نقص في الأدوية والمستهلكات الطبية، بشكل عام.

محاولات الاستشفاء

عن احتمالات استشفاء هؤلاء الأطفال من المرض بشكل نهائي، قال الطبيب زين الدين أن المرض يُعد من الأمراض المزمنة التي تلازم المريض طيلة حياته، لكنه أشار إلى محاولات الاستشفاء الدائم عن طريق تركيب مضخة « أنسولين » في أجساد هؤلاء الأطفال، مشيراً إلى التكلفة المالية العالية التي تمنع غالبيتهم من تركيبها.

وأوضح أن نحو (12 طفلاً) فقط، استطاعوا تركيب تلك المضخة، التي تحتاج لمتابعات طبية وصيانة دائمة وهو ما يزيد التكلفة المالية، أيضاً.

توزيع علاج وأدوية مجانية

يذكر أن الإغاثة الطبية نظمت لقاء خاصاً لمناسبة اليوم العالمي للصحة في قاعة « اللاتيرنا »، أول من أمس، تم من خلاله الإعلان عن توزيع علاج وحقن « أنسولين » على الأطفال المسجلين لديها، بدعم من مؤسسة بريطانية.

وقال مدير الإغاثة الطبية د. عائد ياغي: أن مؤسسته تولي اهتماما كبيرا بأصحاب الأمراض المزمنة خصوصاً مرض « السكر »، الذي أعلنته منظمة الصحة العالمية كعنوان لإحياء اليوم العالمي للصحة.

وأكد أن الإغاثة تهتم بتقديم خدماتها لأصحاب مرض السكر، خصوصاً الأطفال، بشكل متواصل وستقوم بإجراء كافة التحاليل المخبرية وتقديم العلاج اللازم، بشكل مجاني لمدة ثلاثة شهور.

وفي سياق متصل، عبر بعض ذوي هؤلاء الأطفال المصابين بالسكر عن حاجة أطفالهم، لهذه الأدوية، مطالبين زيادة الاهتمام والعمل على تخفيف معاناة أبنائهم المرضى، لاسيما في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية الصعبة التي يعيشها المواطنون في قطاع غزة.

المصدر:صحيفة الايام

كلمات دلالية