خبر استنفار بريطاني تحسباً لهجمات محتملة: خطة لتدريب مليون موظف

الساعة 06:30 ص|23 ابريل 2016

فلسطين اليوم

يحذّر خبراء أمنيون في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي من تحضير تنظيم « الدولة الإسلامية » (داعش) لشنّ هجمات بيولوجية ونووية على بريطانيا وأوروبا بشكل عام. وأكّد المشاركون في مؤتمر أمني دولي عُقد في لندن، قبل أيام، أنّ هناك « قلقاً له ما يبرّره » بأنّ « الإرهابيين في كل من العراق وسورية سيحاولون الحصول على أسلحة الدمار الشامل، مثل الأسلحة الإشعاعية البيولوجية والكيميائية. بموازاة ذلك، يطالب خبراء أمنيّون رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، بضرورة تكثيف قوات حرس الحدود لوقف هجمات محتملة لتنظيم »داعش« تستهدف بريطانيا، مماثلة للهجمات التي وقعت في كل من فرنسا وبلجيكا، في الأشهر القليلة الماضية.

وتلقي التقارير الأمنية بظلالها داخل المجتمع البريطاني، لا سيما بعد اعتقال الشرطة البريطانية، الأسبوع الماضي، خمسة أشخاص في مدينة برمنغهام، ومطار »غاتويك« في ضواحي العاصمة البريطانية لندن، للاشتباه في »إعدادهم لأنشطة إرهابية« ، وصلاتهم بالخلايا التي نفّذت عمليات باريس وبروكسل. ويكشف تحقيق خاص، نشرته صحيفة »« ذا إندبندنت » البريطانية، أخيراً، أنّ « الأجهزة الأمنية البريطانية تحقق في امتداد العلاقة وجذورها بين الإسلاميين في بريطانيا ونظرائهم في كل من بلجيكا وفرنسا، التي تعود إلى أكثر من 15 عاماً ». ويعتبر ضباط الاستخبارات في أوروبا الغربية أنّ الروابط بين المتشددين في المملكة المتحدة ومدن أوروبية أخرى تعود إلى 15 سنة، وأصبحت أكثر نشاطاً منذ بداية الحرب السورية عام 2011.

وتشير الصحيفة ذاتها إلى أنّ التحقيقات الأمنية توصّلت إلى خيوط تربط بين الخلايا المتشددة في بريطانيا وعموم أوروبا، يمكن تتبعها إلى عبد الرحمن أمرود، الذي اعتقلته السلطات البلجيكية، الشهر الماضي، والذي كان فارّاً من العدالة لمدة تسع سنوات منذ محاكمته غيابياً وإدانته عام 2007 بالعاصمة الفرنسية باريس، في قضية تجنيد متشددين وتسهيل سفرهم إلى الحدود الأفغانية ـ الباكستانية للقتال في صفوف تنظيمَي « القاعدة » و« طالبان ». وتلفت العديد من وسائل الإعلام البلجيكية إلى أن عبد الرحمن أمرود ورد اسمه ضمن لائحة المتهمين في قضية اغتيال القائد الأفغاني، أحمد شاه مسعود، زعيم تحالف الشمال في الحرب ضد حركة طالبان وتنظيم القاعدة.

 

وكشفت التحقيقات في تلك القضية أنّ تنظيم « القاعدة » أرسل عنصرَين لاغتياله بطريقة استعراضية من خلال تفجير نفسَيهما باستعمال كاميرا مفخخة بعدما انتحلا صفة صحافيَّين، وذلك قبل يومين من وقوع هجمات 11 سبتمبر/أيلول في نيويورك عام 2001. وعلى الرغم من أنّ التحقيقات لم تُثبت تورُّط منظمة إسلامية مقرّها لندن، ويديرها المصري ياسر السري، بتزويد منفذي اغتيال شاه مسعود بالبطاقات الصحافية المزوّرة، كشفت التحقيقات أنّ طارق معروفي الذي أدين بتورّطه في مقتل شاه مسعود قام بزيارات متكررة إلى لندن، وأصبح من أتباع رجل الدين المتشدد أبو قتادة، في مسجد فينسبري بارك بالعاصمة.

وتقول صحيفة « ذي اندبندنت » إن التحقيقات التي أدت إلى اعتقال الأشخاص الخمسة في بيرمنغهام وغاتويك، كشفت أن محمد عبريني أو « رجل القبعة »، الذي ظهر مع الانتحاريَّين في مطار بروكسل، زار مدينة بيرمنغهام الصيف الماضي. كما زار عبد الحميد أباعود، العقل المدبّر لهجمات باريس، بريطانيا العام الماضي. كما تردّد الفرنسي من أصل جزائري، جمال بقال، على مسجد فينسبري بارك في لندن أوائل عام 2000، وأصبح من أتباع أبو قتادة ورجل الدين المتشدد أبو حمزة ، الذي تم ترحيله، لاحقاً، إلى الولايات المتحدة وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بعد إدانته بتهم تتعلق بالإرهاب، وفقاً للصحيفة.

وكلما تكشّفت خيوط العلاقات والصلات المُعقّدة بين الشبكات المتشددة الأوروبية في الأراضي البريطانية، ترفع الأجهزة الأمنية البريطانية من درجة التأهب لمواجهة أية هجمات محتملة. في هذا الإطار، أعلن مجلس رؤساء الشرطة الوطنية البريطانية، يوم الأربعاء الماضي، عن تدريب أكثر من مليون موظف يعملون في الأماكن المزدحمة، مثل دور السينما، والملاعب الرياضية والتجمعات التجارية، على التعامل مع الهجمات. ويقوم البرنامج على تدريب نحو 100 ألف عامل سنوياً حول كيفية التصرف في حالة الاعتداءات الدامية. وتنقل صحيفة « ذا تلغراف » البريطانية عن خبراء ومسؤولين أمنيين، أنّ هناك ضرورة لتشديد الإجراءات الأمنية في بريطانيا، في أعقاب الهجمات التي استهدفت كلاً من باريس وبروكسل، أخيراً، ولا سيما أنّ أحد الذين اتُهموا بهجمات بروكسل سبق له أن سافر إلى بريطانيا، وكان ينتمي إلى تنظيم « داعش » الذي سبق أن هدد بريطانيا بهجمات عدة.

كلمات دلالية