خبر يوم الأسير .. الشامخون في مقابر الأحياء ..قلم / غسان مصطفى الشامي

الساعة 10:14 ص|17 ابريل 2016

أيام السجن وساعات الأسر التي يقضيها أسرانا البواسل بين أقبية السجون وجدران الزنازين، لا تكفيها مقالة أو اثنتان، أو كتاب أو اثنان، بل هي تجارب نضالية أسطورية تسطر نضال شعبا وكفاح أمة من أجل الحرية والاستقلال؛ كيف لا وقد تعرض أكثر من ربع مليون فلسطيني للاعتقال في سجون الاحتلال... هي تجارب مقاومة وفداء سطرها أسرانا البواسل .. تجارب صنعها أبطال السجون ورجالات الصبر والصمود، من أجل حرية الوطن وبناء الدولة الفلسطينية ودحر الاحتلال عن أرضنا المباركة .

تعجز أقلامنا عن وصف حالة الصمود الأسطوري لأسرانا الأبطال خلف جدران السجون، ولا تمتلك عقولنا الحديث عن حالة النضال الأسطوري لهؤلاء الرجال، كيف نكرم من قدموا الغالي والنفيس من أجل حرية الوطن، كيف نكرم أسرانا البواسل، وكيف نحيي جهودهم، وكيف نتحدث عن صمودهم وإرادتهم الكبيرة في وجه السجن وظلمة السجان؟!

إن يوم الأسير هو يوم خالد في ذاكرة فلسطين، هو يوم تاريخي سطر بأحرف من نور على جدران فلسطين وعلى ترابهم سطره شهداء الحركة الأسيرة بدمائهم وعرقهم ونضالاتهم خلف أسوار السجون، هذا اليوم الذي تعود به الذاكرة إلى أول عملية تبادل أسرى مع الاحتلال الإسرائيلي في السابع عشر من نيسان عام 1974م .

مطلوب من الأمتين العربية والإسلامية أن تضعا قضية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين على رأس الأولويات في القمم والتجمعات والمؤتمرات العربية.

ويشدد كاتب السطور على أن حوالي  مليون فلسطيني تعرضوا للاعتقال، وأنه حسب آخر الإحصائيات الإعلامية فإن هناك حوالي (7200) أسير فلسطيني في سجون العدو، منهم قرابة (450) طفلا وحوالي (55) أسيرة، وبينهم عدد كبير من الأسرى والأسيرات مرضى بأمراض مزمنة ويتعرضون للموت في كل لحظة نتيجة تدهور أوضاعهم الصحية إلى حد الخطورة القصوى وسط استهتار واضح ومتعمد من قبل الاحتلال.

ولا ينسى كاتب السطور أن يوجه التحية لأصحاب المحكوميات العالية، فهناك (40) أسيرا يقضون أكثر من 20 عاما في سجون العدو الصهيوني أقدمهم الأسير كريم يونس، وماهر يونس اللذان يقضيان (34 )عاما بشكل متواصل في سجون الاحتلال، ونائل البرغوثي الذي قضى (35)عاما وأعيد اعتقاله بعد الإفراج عنه في صفقة شاليط، كما لا أنسى أن أبعث بالتحية الكبيرة للأسير المغوار حس سلامة، ولا ننسى أن أحيي الأسيرة لينا جربوني وهي أقدم الأسيرات الفلسطينيات في السجون حيث تقضي 14 عاما، والأسيرة ديما الواوي (12 عاما) وهي أصغر أسيرة فلسطينية في السجون، ولا ننسى الأسير اللواء فؤاد الشوبكي (76) عاما يعد أكبر الأسرى سنا في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

إن العدو يمارس في سجونه سيئة السمعة والصيت أبشع أساليب ووسائل التعذيب، وقد شرع الاحتلال عبر قوانينه العنصرية ما يسمى قانون (مصلحة السجون الإسرائيلية) أجاز للمحقق الصهيوني ابتكار أي أسلوب تعذيبي من أجل نزع المعلومة من الأسير الفلسطيني، كما أجاز القانون (الإسرائيلي) العنصري إتباع أي طريق في سبيل تحويل الحياة اليومية للأسير الفلسطيني إلى جحيم، وتم تخصيص لجان للتعذيب وطرق جديدة في التعذيب الجسدي والنفسي خلال التحقيق، ومن أقسى أساليب التعذيب تكرار عزل الأسير، ووضعه في زنازين ضيقة جدا، وسحب الإنجازات التي حققها الأسرى عبر تضحياتهم الجسام من أجل نيل الحرية وتحقيق المطالب العادلة.

إن قضية الأسرى بالنسبة للفلسطينيين ثابت من الثوابت الوطنية، فهي كالأرض والعرض وحق العودة واللاجئين، هي قضية ثابت، والعمل على تحريرهم من السجون الصهيونية اليوم قبل الغد على رأس الأولويات في برامج المقاومة الفلسطينية.

إن أسرانا الأبطال بحاجة ماسة إلى كل صوت عربي ودولي وأممي، بحاجة إلى كافة الجهود الداعمة والمساندة لمطالبهم وحقهم في الحرية والكرامة، وحقهم في الإفراج عنهم من سجون الاحتلال.

لا بد من عقد مؤتمر دولي أممي كبير يحمل عنوان الأسرى الفلسطينيون ملحمة صمود، يحمل أهداف تحرير الأسرى وهموم الأسرى وآلامهم، كما أطالب بضرورة أن تكون هناك لجنة عربية دولية تحمل قضايا الأسرى وتحركها دوليا وتأخذ على عاتقها تنظيم عدد من الفعاليات والأنشطة الخارجية من أجل إيصال صوت الأسرى إلى كافة العالم وتحريك قضيتهم على المستوى الدولي.

ولا أنسى أن دولة فلسطين الآن عضو مراقب في الأمم المتحدة وأصبحنا أعضاء في محكمة الجنايات الدولية، والمطلوب أن تكون قضية الأسرى على رأس الأولويات من أجل إدانة ومحاكمة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه بحق أسرانا البواسل في السجون .

أسرانا البواسل نخاطب فيكم الصبر نخاطب فيكم الثبات والصمود، نحن بعيدون عنكم في المسافات، ولكن قريبون منكم في الهموم والقضية وأنتم في مهجة قلوبنا، وفي ديمومة يومنا، ونشعر بأنفاسكم ونشعر بهمومكم وآلامكم .. ونشد على صمودكم وثباتكم في مواجهة السجان، وستشرق يوما الحرية ويبزغ الفجر الجديد، وستخرجون بإذن الله منتصرين بعزيمتكم وإرادتكم التي قهرت السجن والسجان .

إلى الملتقى ،،