قائمة الموقع

خبر تقديرات « إسرائيلية » متضاربة بشأن « حماس » والمواجهة المحتملة

2016-04-16T05:31:27+03:00
فلسطين اليوم

شهد الأسبوع الحالي سيلاً من التصريحات المتضاربة لمسؤولين إسرائيليين، وفي مقدمتهم وزير الحرب الإسرائيلي، موشيه يعالون، بشأن جاهزية حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة لمواجهة مقبلة مع إسرائيل، و« نوايا الحركة » في هذا السياق. كما طُرحت تساؤلات عما إذا كانت « حماس » لا تزال ملتزمة بوقف إطلاق النار، وتثبيته على أرض الواقع مع « منع الفصائل والجهات الخارجة عن طوعها من تصعيد الأوضاع وتسخين الجبهة ».

وأعلن وزير الحرب الإسرائيلي، يوم الاثنين الماضي، في سياق كشفه لواقعة موافقة إسرائيل المسبقة على نقل جزيرتَي صنافير وتيران للسعودية، ضمن الاتفاقية التي وُقّعت بين القاهرة والرياض، قائلاً إن « حماس لا تطلق النار علينا ولا تنشط ضدنا على الرغم من محاولات زرع عبوات ناسفة، لكنها لا تنفذ عمليات هجومية. وذلك نتيجة لقدرة الردع الإسرائيلية ولسياسة الحركة نفسها. مع ذلك، فإن حماس تواصل بناء قوتها العسكرية، لكنها تواجه صعوبات في تهريب الأسلحة والوسائل القتالية والمواد اللازمة لإنتاج الصواريخ والقذائف »، وفقاً للوزير الإسرائيلي.

وشكّل تصريح يعالون ضوءاً أخضر لتصريحات متناقضة، إذ سرعان ما بدأت المواقع الإسرائيلية تتحدث عن تسريبات وتصريحات لـ« ضباط كبار » في الجيش الإسرائيلي، وعناصر أمنية رفيعة المستوى تحدثت عن سعي دائم لدى الحركة لاستعادة قوتها إلى ما كانت عليه قبل عدوان « الجرف الصامد » 2014، بحسب التسمية الإسرائيلية. كما طاولت التقارير قيام « حماس » بتعزيز قواتها النظامية التي تتشكل حالياً من نحو 20 ألف عنصر، ينتمي 5 ألاف منهم لوحدة النخبة التابعة لكتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري للحركة).

وخلقت هذه التقارير أجواء تصعيدية، على الأقل، في الخطاب الإعلامي الإسرائيلي في ما يتعلق بقطاع غزة، الذي يبدو أنه أثار نوعاً من القلق الإسرائيلي من أن تفسر هذه التقارير كرسائل إسرائيلية متوعّدة لحركة « حماس »، خصوصاً ما أبرزته هذه التقارير من جهوزية إسرائيلية لمواجهة أي سيناريو محتمل من تصعيد وانفجار للأوضاع على حدود غزة. وهو خط اعتمدته صحيفة « يديعوت أحرونوت »، في عددها أمس الجمعة، بتقرير للمحلل العسكري رون بن يشاي، فيما اعتبرت صحف أخرى أن ذروة هذه التصريحات كانت في ما قاله رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الحرب الجنرال المتقاعد عاموس جلعاد الذي اعتبر أنه « على الرغم من استبعاد اندلاع جولة من المواجهة العسكرية مع حماس، إلا أنّ الحركة تملك نفساً طويلاً. كما أنّ حماس لم تغيّر من أيديولوجيتها المناهضة لإسرائيل بل تنتظر الفرصة المناسبة، مع تركيزها حالياً على السعي لتأجيج الأوضاع بالذات في الضفة الغربية والقدس، لعدم قدرتهاً حالياً على المجازفة برد عسكري إسرائيلي ضدها في القطاع »، وفقاً لعاموس.

ويبدو أن هذه الأجواء التي بثّتها الصحف الإسرائيلية مع « تفسير خاطئ » من قبل المراسلين العسكريين لبعض الايجازات التي يقدمها قادة الجيش عشية عيد الفصح اليهودي، أثارت قلقاً لدى الاحتلال من أن يؤدي هذا التفسير الخاطئ أو القراءة غير الصحيحة من « حماس » لهذه الرسائل إلى ايقاد شرارة قد تشعل الجبهة الإسرائيلية مع « الحركة » في قطاع غزة.

ودفع هذا القلق بجيش الاحتلال الإسرائيلي، بحسب ما جاء في صحيفة « هآرتس »، أمس الجمعة، إلى نفي وجود توتر أمني على الحدود مع قطاع غزة. كما تمّ توضيح أن التدريبات الأمنية الجارية على الحدود هي عادية ومنتظمة منذ نهاية عدوان 2014. وفي السياق، أبرزت « هآرتس » تصريحات ضابط وصفته بأنه رفيع المستوى، قال في حديثه مع المراسلين العسكريين، أول من أمس الخميس، إن « حماس معنيّة باستكمال جهوزيتها لحرب محتملة، لكنها لا تسعى في المرحلة الراهنة إلى الخوض في تصعيد عسكري ضد إسرائيل. الحركة مشغولة حالياً بترميم قدراتها العسكرية لكن ليس لها أي مصلحة بتدهور الأوضاع في غزة بسبب الردع الإسرائيلي لها »، على حدّ تعبير الضابط. وبحسب الضابط المذكور فإنّ القوة التي شكّلتها « حماس لردع حركات وفصائل أخرى عن إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل تعمل من أجل تحقيق ذلك، وهم يقومون باعتقال الجهات التي تطلق صواريخ باتجاه إسرائيل »، على حد قوله.

اخبار ذات صلة