خبر العودة الى جزيرتي تيران وسنفير -اسرائيل اليوم

الساعة 10:42 ص|12 ابريل 2016

فلسطين اليوم

العودة الى جزيرتي تيران وسنفير -اسرائيل اليوم

بقلم: ايال زيسر

          (المضمون: الاقتصاد والامن هما الاسمنت الذي بُني بهما الجسر المصري – السعودي، والجسر الذي تحاول الدولتان بناءه الآن فوق مياه البحر الاحمر - المصدر).

          اندلعت حرب الايام الستة بسبب جزيرتي تيران وسنفير، أما الآن، بعد مرور خمسين سنة على ذلك، تتحول الجزيرتان الصغيرتان في جنوب خليج ايلات، تيران وسنفير، الى لبنة هامة في الحفاظ على اتفاق السلام بين اسرائيل ومصر وتعميق التفاهم الهاديء بين اسرائيل والرياض.

          في أيار 1967 أعلن الرئيس المصري جمال عبد الناصر عن اغلاق خليج ايلات أمام الملاحة الاسرائيلية. وبذلك حاول أن يخنق مدينة ايلات التي كانت تعزز مكانتها كبوابة جنوبية لاسرائيل نحو افريقيا والشرق الاقصى. وقد قال المصريون إنه بسبب كون تيران وسنفير تحت سيادتهم، فمن حقهم منع الملاحة الاسرائيلية بين الجزر وبين شرم الشيخ والمدخل الجنوبي لخليج ايلات.

          كانت جزيرتي تيران وسنفير في الأصل غير هامتين ولا يوجد فيهما سكان وجزء من الاراضي السعودية. ولكن في الخمسينيات نقلت سيادتهما السعودية لمصر لأنهما لم تكونا مهمتين. أما بالنسبة لمصر فقد كانت جزء من تعزيز التواجد المصري في جنوب سيناء وخليج ايلان. الحصار الذي قام المصريون بفرضه على ايلات في تلك السنين ساهم في القرار الاسرائيلي في تشرين الاول 1956 في الخروج الى عملية « كديش » التي كان أحد انجازاتها اعطاء ضمانات دولية للملاحة الاسرائيلية في ايلات. وفي خطاب الانتصار أمام جنود الجيش الاسرائيلي طلب بن غوريون التمسك بالأدلة على التواجد اليهودي في زمن الهيكل الثاني في جزيرة تيران.

          الضمانات الدولية التي منحت لاسرائيل لم تكن لها أهمية فعلية. وعندما توجهت اسرائيل للولايات المتحدة في 1967 وطلبت منهم التدخل في هذه الازمة لاجبار عبد الناصر على فتح الجزر أمام الملاحة الاسرائيلية. كانت اجابة واشنطن أنه لا توجد أي ضمانات كهذه.

          وكما هو معروف، اسرائيل فتحت الخليج بالقوة وسيطرت خلال حرب الايام الستة على جزر تيران وسنفير. ولكن عندما تم توقيع اتفاق السلام بين اسرائيل ومصر، قامت باعادة هذه الجزر الى السيادة المصرية. بالنسبة للسعودية، هذه الجزر لم تقدم أو تؤخر، لا سيما أن العلاقات مع مصر كانت تشهد المد والجزر واحيانا الصدامات الشديدة. وقد قطعت السعودية كما هو معروف علاقتها مع القاهرة بعد التوقيع على اتفاق السلام مع اسرائيل. إلا انهما حرصتا على أن لا تؤدي هذه الازمة الى مواجهة علنية.

          منذ ذلك الحين تغيرت خريطة المنطقة، وعادت مصر والسعودية الى التعاون – ليس ضد اسرائيل، بل العكس، بالتنسيق والتعاون معها. التعاون السعودي المصري هو أمر ضروري لبناء خط الدول العربية السنية المعتدلة الذي سيواجه موجة التطرف الاسلامي التي تهدد مصر والمملكة العربية السعودية ايضا. إن التعاون مهم ايضا لمواجهة التحدي الايراني الذي يعتبره السعوديون التهديد المركزي لهم. أهمية هذا الخط كبيرة لا سيما في الفترة التي تدير فيها واشنطن ظهرها لاصدقائها في المنطقة وتمتنع عن تقديم أي التزامات قد تغرقها من جديد في المنطقة مثل تدخلها في العراق.

          الاقتصاد والامن هما الاسمنت الذي أقيم بهما الجسر المصري – السعودي، والجسر الذي تحاول الدولتان بناءه فوق مياه البحر الاحمر. وكجزء من هذه الخطوة وقعت الدولتان على اتفاقيات ترسم مجددا الحدود والملكية لسنفير وتيران. وهذا الامر احتاج موافقة اسرائيل التي تم منحها بتواصل غير رسمي وغير مباشر، لكنه ليس نادرا بين الرياض والقدس. فقد منحت السعودية مباركتها للالتزام الذي أخذته مصر على عاتقها حينما وقعت على اتفاق السلام مع اسرائيل حول التواجد الدولي الذي يضمن أن هذه الجزر ستبقى منزوعة السلاح وأن يبقى خليج ايلان مفتوحا أمام الملاحة الاسرائيلية.

          إن مصالحة اسرائيل وتركيا، وفي نفس الوقت المصالحة بين مصر وتركيا اذا حدثت، ستكون لبنة اخرى في هذا الخط حول الامن والاستقرار، الامر الذي سيخدم مصالح جميع الجهات المعتدلة في المنطقة أمام التحديات والتهديدات التي تقف أمامها.