خبر إنتفاضة القدس تهدد عرش اليمين ... وإنزياح للمستوطنين عن الضفة

الساعة 12:02 م|10 ابريل 2016

فلسطين اليوم

خمسة أشهر على إندلاع إنتفاضة القدس في الأول من أكتوبر الفائت هذه الانتفاضة التي غيرت الحال على الأرض من الاستقرار الذي أستمر لسنوات في الضفة الغربية إلى عودة لكل مظاهر الإجراءات الأمنية الإسرائيلية المشددة في الشوارع الطرق وإنتشار الحواجز وعودة الإعتقالات والقتل.

وكما كان التأثير على الجانب الفلسطيني، كذلك الحال كان الأمر بالنسبة للمشهد الإسرائيلي العام الذي تأثر بكامل تفاصيله بهذه الإنتفاضة، ولكن إلى أيه مستوى؟؟؟

المحاضر في الشؤون الإسرائيلية في جامعة القدس المفتوحة، عادل شديد يرى تأثير هذه الانتفاضة أقوى مما يحاول الجانب الإسرائيلي تسويقه، ويذهب إلى أن الهدوء في الضفة والذي كان يعكس قوة اليمين في « إسرائيل » قلب هذه الصورة محليا داخل المجتمع الإسرائيلي ودوليا أيضا.

محلل سياسي: انتفاضة القدس تهدد عرش اليمين

وتابع في حديث لـ« فلسطين اليوم »:«   أن تأتي هذه الهبة في ظل سيطرة اليمين على الحكم في إسرائيل طوال السنوات السابقة، والذي كان يتغنى بقدرته على ضبط الأوضاع الأمنية والقضاء على المقاومة بالكامل بالضفة هو ضربة قوية لليمين ».

وليس فقط على المستوى السياسي، فعلى المستوى الإقتصادي كما يقول شديد لا يقل التأثير، وخاصة أن اليمين كان يسوق حلوله الإقتصادية على أنها مفتاح الأمن في البلاد.

ويرى شديد أن التأثير المباشر هو على المشروع الإستطياني في الضفة، فإنهيار الحاله الأمنية في الضفة سيؤثر سلبا على هذا المشروع الذي لولا الهدوء في الضفة لما يمكن أن يتمدد وتستطيع الحكومة إقناع مزيد من الإسرائيلين للإنتقال والعيش في مستوطنات الضفة.

وقال:« المشروع الإسيتطاني في الضفة ليس بالكامل مشروعا عقائديا وفكريا،  ولكنه أيضا مشروعا أقتصاديا فأكثر من 70 % من التوجهات للعيش في المستوطنات هي عوامل أقتصادية، من حيث قله تكاليف الحياه وأمتلاك الشقق والأعفاء من الضرائب.

انطوان شلحت: انتفاضة القدس خلطت أوراق الحكومة الإسرائيلية

وهذا التأثير سيضعف صورة الحكومة أمام المجتمع الإسرائيلي، كما يقول شديد، والتي لم تتمكن حتى الأن من تأمين الحماية للمستوطنين في الضفة، هو ما سيكون له تأثير قوي على رسم الخارطة الحزبية القادمة في إسرائيل.

ورغم تأكيد شديد على وجود تأثيرات إقتصادية وسياسية وإجتماعية لهذه الإنتفاضة، إلا أنه يقر على ضعفها في ظل إنعدام خطاب سياسي فلسطيني مرافق ومنسجم مع الإشتباك الميداني،  أصبح من الصعب ألحاق تأثير تراكمي يمكن أن يهدد الإسرائيلي بشكل مباشر كما في الإنتفاضات السابقة.

المحلل السياسي للشؤون الإسرائيلية أنطوان شلحت أيضا يقول بأن الإنتفاضة ومجرياتها على الأرض خلطت الاوراق الحكومة الإسرائيلية والتي كانت قد أخرجت القضية الفلسطينية من أجندتها، وأعادتها من جديد قلب هذه الأجندة.

وقال شلحت لـ »فلسطين اليوم« : » سياسيا أثرت الانتفاضة على ثلاث مستويات، فإلى جانب عودة القضية الفلسطينية للواجهة، كانت القدس والتي أنطلقت الإنتفاضة من قلبها، ولا زالت تزودها بكثير من الفعاليات، صدمة الحكومة والتي ظنت أنها أستطاعت السيطرة على المدينة أمنيا« .

ومن التأثيرات السياسية والأمنية أيضا، بروز فلسطينيين ال48 والذين كانوا جزء من الانتفاضة، على أنهم خطر أمني على إسرائيل، كما يقول شلحت: »هذه الإنتفاضة أعادت الخشية لدى المستويات السياسية والأمنية في إسرائيل من عودة إنتفاضة شامله بفلسطين التاريخية".

ولكن على المستوى الداخلي الإسرائيلي يقول شلحت إن هذه الإنتفاضة مختلفة عن سابقتها، إنتفاضة العام 2000، فأجواء الرعب التي شهدتها المدن الإسرائيلية حينها لم تظهر الأن، وذلك بسبب ردة الفعل العنيفة من قبل قوات الأمن الإسرائيلية، فكل من يشتبه به يتم قتله على الفور.

كلمات دلالية