خبر الحاجة نعمة تروي لفلسطين اليوم تفاصيل اغتيال عائلتها في مجزرة دير ياسين

الساعة 05:06 م|09 ابريل 2016

فلسطين اليوم

نعمة، والتي يقترب عمرها الأن من 90 عاما، لم تنس أيه من تفاصيل تلك الساعات التي غيرت حياتها وحياه أهالي بلدتها دير ياسين بالكامل، قالت:« دخلوا القرية الساعة الرابعة والنصف فجرا ولم يأت المساء حتى كنا نحن النساء أسيرات لديهم والرجال ما بين مقتول وما بين مقاوم في الجبال المحيطة بالقرية ».

وبينما يستذكر الكثيرون على مستوى فلسطين والعرب هذه المجزرة في التاسع من نيسان من كل عام، والتي كانت مقدمة لنكبة فلسطين ومهيأه لها، تستذكر نعمة ومن بقي من الأحياء الذين خرجوا من دير ياسين في حينها تفاصيل مجزرة مريعة كل يوم.

والدها ووالدتها وإثنين من أشقائها الأربعة وأعمامها قتلوا:« 27 شهيدا من عائلتي قتلوا في حوش منزلنا في وسط البلد بالإضافة إلى عدد آخر من أبناء البلد، لم أكن أعلم أنهم قتلوا عندما خرجت من القرية قاموا اليهود بتجميعنا في منزل خالي »مصطضفى عيد« على الطريق العام، وعندما حاولت الوصول إلى أهلي للإطمئنان عليهم لم أستطيع ».

نعمة كانت متزوجة من عائلة آخرى في القرية وتسكن في منزل بعيد عن وسط القرية، بينما عائلتها كانت قريبة من طريق الكبانية « المستوطنة » القريبة التي خرج منها المستوطنين الذين نفذوا المجزرة في القرية.

وتتابع:« كانوا حاقدين على عائلتي والمنطقة كلها لأن أربعة من اليهود قتلوا في نفس المنطقة حيث أستطاع المقاتل مصطفى حميدة، أحد المقاتلين الذي يملك سلاحا في القرية، من تقلهم أمام بيتنا وسط القرية، فكانوا يتقتلوا كل رجل يرونه أمامهم ».

لم يمض الكثير حتى علمت نعمة بمقتل عائلتها، قالوا لها أنهم كانوا ضمن 40 شهيدا قتلوا في وسط القرية، وأنها خسرت معظم أقاربها« .

باقي شهداء القرية أستشهدوا في منطقة المحاجر القرية، ولكن اكثر العائلات التي خسرت أبنائها كانت عائلة نعمة »آل زهران« .

خرجت نعمة وأبنائها محمد وزينب وفاطمة وعائشة الرضيعه، في حافلات أحضرتها القوات الصهيونية وجمعت نساء البلدة فيها، وطافت بها في المستوطنة القريبة، للتفاخر بأنهم أحلتوا القرية. تقول: » كانوا يتباهون بأنهم تمكنوا من أسرنا وإخراجنا من القرية، كانوا يغنون ويتضاحكون والحافلات تجول بنا، والمستوطنين في المستوطنة « الكبانية » القرية من القرية يهتفون على المسلخ على المسلخ".

وصلت الحافلات التي كانت تقل نساء القرية إلى القدس وهناك تم تسليمهم إلى الصليب الأحمر، ومن هناك أنتقلت نعمة وعدد من سكان القرية إلى بلدة أبو ديس شمال شرق القدس، وبقيت هناك لسنوات حتى أستطاع زوجها شراء قطعة أرض في بتين شمال شرق رام الله وبناء منزل فيها حيث لا تزال تعيش حتى الأن.

زوج نعمة، عيسى خليل، كان من ضمن رجال المقاومة، وبعد أنتهاء المعركة تمكن من الوصول إلى القدس والإنضمام لعائلته، كما باقي أفراد المقاومة، فمعظم الشهداء كانوا من كبار السن والنساء وسكان البلدة فيما لم تتمكن هذه العصابات من المساس برجال المقاومة في القرية.

لم تعرف نعمة مصير جثاميين أهلها، ولا شهداء القرية الذين تجاوز عددهم 106 شهداء بحسب جمعية دير ياسين، البعض قال أنهم حرقوا جثامينهم والبعض قال أنهم ضمن الشهداء الذين ألقيت جثامينهم في البئر الغربي للقرية، ولكن لا حقيقة مؤكدة عن مصيرهم.