تقرير أقدم أسيرة في سجون الاحتلال لينا الجربوني ... سيدة السجون

الساعة 11:45 ص|02 ابريل 2016

فلسطين اليوم

في حديث سابق مع والد الأسيرة نورهان عواد 14 عاما، والتي أعتقلت بعد أصابتها في مدينة القدس بدعوى تنفيذها عملية طعن مع أبنه خالها الشهيدة هديل عواد، قال إن جراح أبنته خطيرة جدا ولم تتلقى العلاج اللازم في المستشفى وإن إدارة السجون نقلتها إلى سجن قسم الأسيرات قبل أن تتم علاجها، وهناك تقوم الأسيرة لينا الجربوني بالأعتناء بها وتمريضها وتغيير عن جروحها.

وفي حديث منفصل تحدثت والده الأسيرة من مدينه القدس شروق دويات 17 عاما،  عن خشيتها على أبنتها الطفله بعد نقلها من سجن هشارون إلى سجن الدامون وقالت:« في الأقسام هشارون كنت مطمئنه عليها بين الأسيرات القدامى، وتحديدا حيث الأسيرة لينا الجربوني التي تتعامل معهن كأنها أمهن، وتقوم بتوجيههن والحديث بأسمهن لدى الإدارة ».

الحديث عن الأسيرة لينا الجربوني يتكرر مع كل حديث مع أسيرة محررة أو ذوي الأسيرات في سجون الإحتلال وكل أسيرة سجنت خلال ال14 عاما الفائته لديها ما تقوله بحق الجربوني التي هي الأم والأخت والمربية و المعلمة لهن جميعا.

والجربوني 40 عاما، كانت قد أعتقلت في العام 2002 بتهمة مشاركتها في خلية تابعة لحركة الجهاد الإسلامي قامت بعمليات مقاومة بالداخل الفلسطيني وحكمت على أثرها بالسجن ل17 عاما وشهور، وكان من المقرر الإفراج عنها ضمن صفقة تبيض السجون من الأسيرات خلال صفقة شاليط، إلا أن الإحتلال تراجع عن الإفراج عنها وعن أسيرات الداخل المحتل بحجة أن الصفقة لا تشملهن.

تقول المحرر منى قعدان إن لينا ممثلة الأسيرات منذ 14 عاما وطوال هذه الفترة كانت هي المسؤولة عن الأسيرات أمام الإدارة، حيث لم تكن تسمح لأي ممن الأسيرات التعامل مع الإدارة بشكل مباشر، وهو ما يحفظ الإسيرات من الوقوع في مكائد الإدارة، ويساعدها على ذلك لغتها العبرية القوية.

وليست فقط تمثيل أمام الإدارة فلينا تقوم بمتابعة الأسيرات بكامل حياتهن داخل السجون، فهي بمثابة الطبيبة للإسيرات وخاصة الأسيرات المصابات منهن، حيث تقوم بمتابعة تغير عن الجروح وتنال الأدوية وتغذيتهن ونظافتهن، وتقوم بمرافقتهن إلى عيادة السجن والتعلم من الطبيب والممرض لتقوم بعلاجهن في الأقسام.

ويتضاعف أهتمام لينا بالأسيرات الزهرات « القاصرات » كما تقول قعدان، فعددهن وصل هذه الأيام إلى 20 زهرة، بعضهن مصابات حيث تحاول تعويض دراستهن وتعليمهن داخل السجون، فكانت أن طلبت وضغطت على إدارة السجون بتخصيص مدرسة ليومين في الأسبوع لتعليمهن تعليما مدرسيا، وخلال الأيام العادية تقوم بتعليمهن دورس الدين والتفسير والسنه النبوية واللغة العبرية.

وتقول قعدان أن في بعض الأيام كانت لا تتواجد في الأقسام لإنشغالها مع الأسيرات القاصرات في العيادات والعلاج الطبيعي وتحضير الوجبات لهن، وتتابع:« كانت تصحو كل يوم عند الساعة الثامنة لتحضر لهن الحليب كما الأم ».

وبحسب قعدان فإن الأسيرات في السجون يتقاسمن المهام فيما بينهن، ولكن الجربوني وبشكل طوعي تؤخذ على عاتقها الدور الأكبر، إنطلاقا من أحساسها بأنه واجبها.

وتتذكر قعدان موقف لينا من أبناء الإسيرات الذين ولدوا في السجون، وتحديدا يوسف الزق وبراء صبيح وعائشة الهودلي، حيث كانت بمثابة الأم بالنسبة لهم، وتحديدا يوسف الزق الذي لا يزال حتى الأن يناديها بكلمة « ماما »، وتستذكر كيف كان الطفل يبقى واقفا على باب الزنزانه ينادي « لينا لينا ».

وتستذكر مواقف لينا أمام الإدارة وتقول أنها لا تترك أيه حق لأي أسيرة دون أن تتمكن من إسترجاعه لهن، وفي أخر معركة لها مع الإدارة قبل الإفراج عن قعدان، كان رفض لينا أستقبال الأسيرة ياسمين الزرو بسبب صعوبة حالتها الصحية، حيث كانت بحاجة لعملية جراحية عاجلة وكانت إدارة السجون تصر على نقلها للأقسام العادية. وتتابع قعدان:« كان موقف لينا حازما أمام الإدارة ورفضت بشكل قاطع أن تبقى في الأقسام قبل أن إجراء العملية لها ».

ومن المواقف التي لن تنساها قعدان للينا، وهي التي أعقتلت أربعه مرات خلال وجود لينا في السجون، وقوفها بجانبها حين وفاه والدتها خلال وجودها وشقيقها طارق في السجون، وقالت:« وجود لينا إلى جانبي كان بمثابة وجود كل أهلي في هذا الموقف المؤلم ».