خبر الجهاد الإسلامي وانتفاضة القدس.. ثابت العمور

الساعة 02:07 م|30 مارس 2016

 (الانتفاضة كانت إزالة للطلاء وتعرية للزيف وتفجيرا لمخزون الطاقة المؤمنة تحت جلد شعبنا الفلسطيني المسلم وفي شرايين دمه، واندفاعا من الحائط الذي دفعونا إليه وألصقونا به، اندفاعا إلى بوابات الأقصى وإلى وعد الآخرة.

ولكن أية ذات وأية هوية، هل هي تلك الذات التي حاولوا تشكيلها بعد تقسيم وحدود سايكس- بيكو، وفي ظل أطروحة الدولة اللقيطة التي كانت إفرازا للمشروع الاستعماري الصليبي الصهيوني؟). عقدين وربما أكثر قليلا مرت على هذه النظرية الإسلامية الثورية النضالية التي خطها الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي، لتكون هناك دوما علاقة حضور علاقة ترابطية تلازمية جهادية ثورية ما بين الانتفاضة كفعل والجهاد الإسلامي كحركة دائمة ومستمرة، ربما لا يتسع المقام هنا ولا المقال للعودة لإحداثيات وحيثيات ما قبل انتفاضة العام 1987 ودور الجهاد الإسلامي فيها على صعيدي الفكر والممارسة بشهادة العام والخاص والتاريخ والجغرافيا، وشواهد عملياتها النوعية التي كانت باكورة ومقدمات لاندلاع الانتفاضة الشعبية الأولى.

الجهاد الإسلامي اختارت أن يكون الفعل هو الانتفاضة والفكر هو الإجابة على السؤال المحوري فلسطين القضية المركزية للأمة الإسلامية. ولست بمعرض الحديث عن التعرض لدور ومركزية ومحورية دور الجهاد الإسلامي في الانتفاضة الأولى « مرحلة الانطلاقة » أو انتفاضة الأقصى العام 2000 « مرحلة الانتشار »، وإن كان هذا الدور وذاك لم ينصفان حتى اللحظة؛ لكن ما يقتضي التوقف الآن هو قراءة الجهاد الإسلامي لحيثيات وإحداثيات انتفاضة القدس، والتي اختصت الجهاد الإسلامي بتسميتها « بانتفاضة القدس » وقبل ذلك تنبأ أمينها العام الدكتور رمضان عبد الله باندلاعها في حواره مع فضائية الميادين عندما قال نحن على موعد مع انتفاضة القدس، وما هي إلا أيام حتى اندلعت الانتفاضة « انتفاضة القدس » وكان أحد صواعقها الشهيد مهند الحلبي المنتمي للرابطة الإسلامية في جامعة القدس الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي، والذي أعلن قبل استشهاده على صفحة التواصل الاجتماعي الخاصة به « فيسبوك » أن الانتفاضة الثالثة قد انطلقت. ليكون حضورا متقدما ومتميزا للجهاد الإسلامي وكوادرها وعناصرها في الفكر وفي الممارسة.

ستة شهور وبلغة السنين نصف عام يمضي الآن على انتفاضة القدس التي همس البعض بأنها في أفضل الأحوال قد تكون هبة، باستثناء الجهاد الإسلامي ومكوناتها ومؤسساتها وعلى رأسهم فضائية فلسطين اليوم ذهبا بالدفع أنها انتفاضة وأنها انتفاضة القدس  حتى بات الأمر عاما والمصطلح شائعا، وهي ذات الإحداثية التي تستحضر وتستذكر ما قالت به وذهبت إليه حركة الجهاد الإسلامي عندما قالت بأن فلسطين هي القضية المركزية للأمة الإسلامية، وبعد عقدين ونصف قال الجميع وأقروا بما قالت به وذهبت إليه حركة الجهاد الإسلامي.

(..إن رؤية الجهاد الإسلامي  تقوم على استمرار الجهاد والمقاومة، حتى دحر الاحتلال عن كامل أراضي الضفة والقطاع، من دون قيد أو شرط، وهذا لا يعني أننا نختزل حقنا في فلسطين في حدود 67...) هذه الرؤية يقدمها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان عبد الله في حواره مع مجلة الدراسات الفلسطينية العدد 100 في خريف 2014 وعقب الحرب الأخيرة قطاع غزة، وتحمل الرؤية في دلالاتها التلازمية في الفكر وفي الممارسة وفي الحضور والبقاء والاستمرارية ما بين حركة الجهاد الإسلامي والانتفاضة، وكأن الجزء المسكوت عنه هنا في هذا الخطاب وهذه الرؤية أنه لا يمكن الحديث عن وجود وفاعلية للحركة الإسلامية عموما والجهاد الإسلامي خاصة دون انتفاضة ودون مقاومة ودون مفاعلة واشتباك مع العدو الصهيوني. وأن هذا الأصل في النشأة والتأسيس والاستمرارية والحضور والفاعلية.

إن إجراء حسبة أو عملية إحصائية للعمليات والمنتمين والمعتقلين والمصابين، وحصر الدعوات والفعاليات والمسيرات والمواجهات والندوات واللقاءات والتعميمات، تفضي كلها أن حركة الجهاد الإسلامي قد أخذت - وهي تدرك وتعلم تبعات وتداعيات ذلك- على عاتقها أن تكون رأس الحربة في انتفاضة القدس وأن تتقدم صوب القدس بالفعل والفكر والممارسة،  لا لأن موقع الجهاد سياسيا وتنظيميا يتيحان لها مساحة ومسافة لتبني النهج الانتفاضي الجهادي المقاوم، ولكن لأن الجهاد الإسلامي ارتبطت كل حساباتها بالمقاومة والانتفاضة الجهاد.

اليوم نستذكر ونستحضر يوم الأرض وانتفاضة القدس تتجاوز شهرها السادس مكملة طريقها صوب القدس وصوب الأرض وصوب التحرير لا تلتفت ولا تثنيها كل الحسابات، لتثبت وتبرهن أن كل الخيارات صفرية إلا خيار المقاومة والانتفاضة والجهاد.

كلمات دلالية