خبر يوجد لليبراليين قائد روحاني جديد- هآرتس

الساعة 10:52 ص|30 مارس 2016

فلسطين اليوم

بقلم: تسفي برئيل

 (المضمون: هل حقا يحافظ رئيس الاركان الاسرائيلي على المعايير الاخلاقية والانسانية؟ الاجابة هي لا، لأن الجيش يخضع للدولة وقيمها - المصدر).

 

          توجد دولة للجيش الاسرائيلي. ولكن بين قيمه وقيمها، كما يتضح، توجد فجوة بحجم محيط كامل. الجيش الاسرائيلي هو « الجيش الاكثر اخلاقية في العالم »، لكن دولة ليست كذلك. لا توجد طريقة اخرى لتفسير رد رئيس الاركان الانفعالي، غادي آيزنكوت، كما خرج من فم المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي. آيزنكوت لم يزعم أن الدولة لا تعدم الاشخاص، ولم يقل إن الجندي لا يمثل قيم الدولة وقيم اليهودية وقيم الصهيونية أو قيم جهاز التعليم الاسرائيلي. هذا الجندي لا يمثل « قيم الجيش الاسرائيلي »، قال المتحدث وكأنه يحاول بناء جدار فصل بين قيم الدولة وقيم الجيش.

 

          هذا التمييز ضروري في دولة أصيبت قيمها بالعفن وهي تحاول سرقة معطف الجيش الاسرائيلي كي تلف نفسها به وتخفي ما تعاني منه. هذا فصل ضروري بالنسبة للجيش الذي يشعر أن الدولة قد تجره الى زوايا مظلمة. وهكذا تحول رئيس الاركان الى حامل لواء القيم والى الشخص النزيه والمعتدل والاخلاقي. ففي لحظة واحدة تحول آيزنكوت من رجل جيش الى « حزب » وأصبح جيشه يشبه ميدان الدولة الذي يتنافس حوله السياسيون فيما يتعلق بتعريف وطنيتهم.

 

          فجأة لم يعد السؤال هو من يؤيد الاعدام ومن يعارضه. من يدافع عن الجندي ومن ضده، بل من مع ومن ضد آيزنكوت، ليس كرئيس للاركان بل كمهندس لقيم الدولة. منافسة مكاسرة الأيدي تتم بين من يطالبون بأن تتبنى الدولة قيم الجيش الاسرائيلي وبين من يطالبون الجيش الاسرائيلي بتبني قيم الدولة.

 

          في دولة سليمة وطبيعية، تكون الدولة هي التي تفرض سلوك الجيش وتحدد قيمه وليس العكس. ولكن في اسرائيل 2016 هذه وصفة للكارثة. لأن تبني قيم الدولة من قبل الجيش سيدفع الجيش الى اعدام للمواطنين أكثر مما فعله حتى الآن.

 

          كم هو جيدا أنه يوجد للدولة رئيس اركان يحافظ ليس فقط على الحدود، بل ايضا على القيم، حتى لا نتدهور الى الحضيض. رئيس الاركان الذي يضع لجيشه معايير اخلاقية وانسانية، في حين أن دولته تقوم بتحطيمها، أصبح عمود اللهب لليبرالية والقيم وحقوق الانسان. وهنا يوجد أمر أساسي ليس بالشكل الصحيح. حينما يحصل قائد الجيش على دور الأب الروحاني فان كل من يفترض أن يكونوا واضعي السياسة، يفشلون.

 

          اسرائيل مليئة حتى عنقها بالجنرالات الذين أصبحوا سياسيين أو رجال اعمال. ولكن أحدا منهم لم يكن اثناء وجوده في الجيش مثالا للاخلاق. وايضا آيزنكوت ليس كذلك. فجيشه وجيش أسلافه هو الذي انشأ القاتل من الخليل و« دافيد النحلاوي ». فهو قتل ويقتل الاطفال ويفرغ مشط الرصاص نحو طفلة تحمل مقصا ويحول آلاف الفلسطينيين الى عديمي المأوى. وكل ذلك يقوم به براحة وباسم « قيم الدولة ».

 

          حينما أصبحت الاعشاب الضارة التي نمت في ساحته تهدد بخنقه، تذكر رئيس الاركان « قيم الجيش الاسرائيلي » وكأن هناك فصل بينها وبين « قيم الدولة ». هكذا تصرف رؤساء اركان في تركيا ايضا حينما تم تعيينهم من اجل الحفاظ على قيم دولتهم، عندما أسقطوا حكومات لم تطبق حسب رأيهم نظرية أتاتورك الى أن جاء اردوغان ووضع الجيش في مكانه. فهو الذي وضع القيم والجيش سيخضع.

 

          لا يوجد خطر كهذا في اسرائيل. ففي اسرائيل يوجد جيش مطيع وقيمه لا تنافس في الحقيقة القيم المشوهة للدولة. لقد تم الحفاظ على الترتيب الصحيح.