بالصور ضنك الحياة يدفع مواطن غزي لعرض كليته للبيع

الساعة 09:06 م|29 مارس 2016

فلسطين اليوم

ليست المرة الأولى التي يتجرأ فيها مواطن على بيع جزء من جسده، لكي يقاوم ضنك العيش في أحد الأماكن التي تصنف الأكثر كثافةً وفقراً على مستوى العالم، فالحروب الثلاثة على غزة لم ترحم الأطفال قبل الرجال، والنساء قبل الشباب.

مشاهد لربما لم ترى مثلها، أمست من شعارات حقوق الإنسان والأخوة والمساواة، والتي تُدرس باستحياء في مجتمعاتنا ومؤسساتنا الاجتماعية، فالكلمات تتجرد أمام هذه الحالات، والشباب الغزي وسط دوامة لا يعرف بدايتها من نهايتها.

"محمد إبراهيم شراب"، (31) عاماً، من سكان مدينة خان يونس جنوب القطاع، ويحمل شهادة جامعية من جامعة القدس المفتوحة، والأخرى من الجامعة الإسلامية، يبلغ من العمر ما يكفي ليروي حكايته بكل حزن و آسى.

يقول الشاب محمد لـوكالة "فلسطين اليوم" الإخبارية، " بعد موت والدي عام 2000 م ، انقطعت بنا كافة السبل، فعائلتي مكونة من 7 أفراد ، اثنان منهم يعانون من " الإعاقة الذهنية"، وترفض مراكز الاحتياجات الخاصة استقبالهم، لصعوبة التعامل مع حالتهم، بالإضافة لعدم وجود مصدر دخل ثابت، حتى نعيل أنفسنا، الأمر الذي دفعني للتفكير في بيع كليتي.

وفي إحصائية للمرصد الأورومتوسطي، أنه ونتيجةً للحصار الإسرائيلي المستمر منذ عشرة أعوام، فإن 40% من سكان القطاع البالغ عددهم 1.95 مليون نسمة يقعون تحت خط الفقر، فيما يتلقى 80% منهم مساعدات إغاثية ، و922 ألف لاجئ في القطاع أصبحوا بحاجة للمساعدات، إلى جانب حاجتهم الملحة للرعاية الصحية والمأوى والتعليم والحماية الأساسية والأمن.

وأشار شراب، إلى بذله جهداً كبيراً في البحث عن عمل، لكن محاولاته باءت بالفشل، مستطرداً بقوله: " حصلت على المركز الأول في امتحانات التوظيف عام 2013م ، متفائل بوظيفة تنتشلني من قاع البئر، ولكن لا وظائف لمن لا يملك سلطة " على حد قوله.

وأوضح شراب، أنه لن يندم على بيع كليته في سبيل توفير حياة كريمة، وبناء بيتهم المهترئ، وعمل مشروع يعينه على إعالة أسرته المكلومة.

وفي ذات السياق، حذر الاتحاد الأوروبي من خطورة الوضع الإنساني والإقتصادي في غزة ، بسبب الحصار المستمر على القطاع، والنقص في الوقود والمياه النقية والأدوية والمعدات الطبية، وبالإضافة إلى وقف إدخال مواد البناء وارتفاع الأسعار وغياب الأمن الغذائي، والذي من شأنه أن يؤثر سلباُ على الحياة في غزة.

وطالب محمد شراب، في نهاية حديثه، أصحاب  الضمائر الحية والجهات المعنية، النظر في حالتهم و مساعدتهم في الخروج من هذا المأزق .

ويواصل الاحتلال حصاره البري والبحري المشدد لعزل القطاع كلياً عن العالم، ما خلف انتهاكاً صارخاً لحقوق سكانه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبشكل أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية لنحو 1,95 مليون نسمة من سكانه.

شراب4

شراب2

شراب3

شراب1