تقرير في يوم الأرض... صغار فلسطين يصفعون « بنغوريون » و يقودون المرحلة!

الساعة 07:24 م|29 مارس 2016

فلسطين اليوم

يوم الأرض، ذكرى أليمة تتجدد في كل عام، و تأبى النسيان رغم الاحداث و المستجدات المتلاحقة التي تمر بها الساحة الفلسطينية، و التي كانت ابرزها العام المنصرم، اندلاع انتفاضة القدس.

و تعود أحداث يوم الأرض الى يوم السبت الموافق 30-3 -1976 ، اثر الانتهاكات الصهيونية و العنصرية و حملات التهويد التي تعرضت لها الارض، و التي قرر الفلسطينيون على اثرها الإضراب، حيث هبت الجماهير العربية في الداخل المحتل في إضراب عم البلدات و القرى الفلسطينية المحتلة، مما دفع قوات الاحتلال لانزال قواتها مدججة بالدبابات والمصفحات واندلعت اشتباكات عنيفة سقط على إثرها ستة شهداء فلسطينيين.

و لعل ما تشهده الأراضي الفلسطينية من بطش و قتل و سرقة و عدوان متواصل من قبل سلطات الاحتلال، يُبقي أحداث يوم الأرض في وجدان كل فلسطيني عاش النكبة الفلسطينية و هُجر من أرضه عنوة بفعل الإجرام الصهيوني الذي شهده ذلك اليوم.

« وكالة فلسطين اليوم الاخبارية »، رصدت ما يجول بخواطر العديد ممن عاشوا يوم الأرض و الهجرة و ممن لا زالوا يعيشون المشهد ذاته و يعانون ممارسات الاحتلال الاجرامية التي لا تتوقف، بل إنها تزداد و تتعدد أدواتها و تتطور.

الحاجة مليحة حمد، 85 عاماً قالت انها عندما هُجرت من أرضها في بلدة « مغار » كانت صغيرة في السن و لم تكن تدرك ما الذي يدور حولها، سوى رؤيتها لدموع والدتها و حزن والدها الذي ترك أرضه و منزله في البلدة بسبب ما قامت به العصابات الصهيونية من قتل و ارهاب طال الأطفال و النساء و الشيوخ، و لم يشفع ضعف هؤلاء عند الاحتلال الذي أمعن في قتله و بطشه.

و تتابع بألم و حسرة: « إن يوم الأرض جرح يتجدد في كل عام، و لا يمكن أن يندمل »، متسائلة: « كيف ننسى ما جرى و كيف ننسى هذا الوجع و نحن نعيشه بشكل يومي، فما زال الاحتلال ينهب الأراضي و يقتل الفلسطيني أينما ذهب ».

و قالت إن عزائنا الوحيد هو أننا استطعنا أن نزرع حب الأرض في نفوس ابنائنا الذين هم بدورهم يحملون الأمانة و يُورثوها لأبنائهم من بعدهم، و لن يتخلوا يوماً عن حقهم في أرضهم التي سرقها الاحتلال.

بدوره قال الكاتب الصحفي، محمد الجمل: « أنا كلاجئ تعود أصولي لبلدة يبنا يافا، فإن يوم الارض يمثل لي الكثير، و في السابق كان يمثل أمر واحد وهو حبي لارضي ورغبتي بالعودة الها وتحقيق حلم جدي وابي بأن اعود للديار التي هجروا منها قسرا..، إلا أن يوم الارض في حالتنا صار يمثل لي معنىً اضافياً، و أصبحت أتمنى وحدة الارض الممزقة والمقسمة وانهاء الانقسام السياسي والجغرافي البغيض الذي اصبح اسود صفحة في تاريخ نضالنا الطويل ».

و أضاف في حديث لمراسلة « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية »: « إن الاختلاف الجوهري بين يوم الأرض في هذا العام و الأعوام السابقة هو أنه في هذا العام يتزامن مع هبة جماهيرية واسعة في الضفة والقدس، انطلقت من اجل الارض، و رفض التهويد والاستيطان ومصادرة الاراضي وحرمان المواطن الفلسطيني في الضفة من حقه الطبيعي في التنقل بين بقاع الارض وتفتيت المدن واقامة الحواجز ».

و لفت الى أن مما يميز هذا اليوم في هذا العام هو أن الجيل الجديد الذي راهن عليه « بنغريون » ومؤسسي الكيان الزائل انه سينسى، جاء اكثر قوة وصلابة وتمسكاً بارضه وارض اجداده رغم كل الخيبات والانتكاسات التي جرعنا إياها السياسيون .

و عبر الجمل عن فخره و اعتزازه بهذا الجيل من أبناء شعبنا الذي هو يقود المرحلة و يتصدى لكل محاولات الاحتلال طمس الهوية العربية الفلسطينية عن وطننا، مشدداً على انه في هذه الأيام أصبح يوم الأرض مختلفاً ، فكل يوم نحن نحيي يوم الارض، و كل استشهادي ينفذ عملية طعن او اطلاق نار او دهس هو احياء ليوم الارض، و كل حجر يلقى على الاحتلال هو تمسك بالارض.

الناشط الإعلامي يوسف أبو وطفة من جانبه قال: « إن يوم الأرض يمثل الكثير بالرغم من كونه يوماً عادياً كباقي الأيام إلا أنه يذكرنا بالوطن المسلوب من الاحتلال الإسرائيلي على مدار سنوات طويلة في ظل استمرار الجرائم وحالة الصمت الدولي ».

و أوضح أبو وطفة في حديث لمراسلة « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » بأن ذكرى يوم الأرض اليوم هو فرصة للشعب الفلسطيني لأن يعزز حضوره في ظل استمرار انتفاضة القدس لشهرها السادس على التوالي.

و أشار الى أن ما يميز هذا اليوم في هذا العام هو الدور البارز لانتفاضة القدس، واستمرار العمليات الفدائية بالرغم من كل محاولات الالتفاف عليها من قبل الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي.

لكنه عبر عن خشيته من أن يبقى يوم الأرض كغيره من أيام فلسطين التي أصبحت للذكرى في ظل استمرار المشهد السياسي على حاله واستمرار الانقسام الفلسطيني كظاهرة أساسية لا تغادر المشهد الفلسطيني.