خبر لقد أصبح لاسرائيل جيشين- هآرتس

الساعة 09:49 ص|28 مارس 2016

فلسطين اليوم

بقلم: يغيل ليفي

 (المضمون: أصبحيوجد في اسرائيل جيشين هما الجيش الرسمي الخاضع للقادة والضباك والجيش الغير رسمي الذي يتكون من المستوطنين وخريجي المعاهد الدينية - المصدر).

 

          حادثة الاعدام في الخليل والحملة الجماهيرية التي تتصاعد بشأنها لا تقتصر فقط على الصراع ضد أوامر اطلاق النار، بل هي تعكس تغير بنيوي أساسي أدى منذ بداية سنوات الألفين لنشوء جيشين بشكل تدريجي.

 

          الجيش الرسمي هو الجيش الذي يخضع لسلطة سياسية عن طريق القيادة رفيعة المستوى. ويعمل هذا الجيش حسب فهمه وأنه أداة لتنفيذ السياسة التي يضعها السياسيون. والى جانبه ينشأ في الضفة الغربية جيش شرطي خاضع للوهلة الاولى للسلطة السياسية ولكن بشكل جزئي. انتشاره في الضفة سبّب له شيء يشبه « المليشيا الصهيونية » كقوة تضع السياسة التي تشذ في احيان كثيرة عن السياسة الرسمية.

 

          صحيح أن جيش الشرطة خاضع للتسلسل القيادي الرسمي، لكنه يتصرف كجيش مغروس في جالية المستوطنين. تعريف دوره الرسمي هو فرض القانون في الضفة، لكن القوات ملزمة أولا وقبل أي شيء بحماية المستوطنين. لذلك تطورت في داخله ثقافة تنظيمية تجد تعبيرها أكثر من مرة في جر الأرجل عند الحديث عن تطبيق القانون على المستوطنين وتجاهل الاخلالات بالقانون وعنف المستوطنين الذين نشأت في اوساطهم ظاهرة « شارة الثمن » والبؤر الاستيطانية الغير قانونية، اضافة الى اخفاء المعلومات والتسريبات وغيرها.

 

          في هذا الجيش تتشوش الحدود بين الوحدات الرسمية والمليشيات المسلحة للمستوطنين التي تعمل برعاية القيادة المحلية. كثيرون ممن يخدمون في جيش الشرطة وقادتهم هم من المستوطنين، خريجي المعاهد الدينية حيث تعلموا أن مهمتهم الاساسية هي الدفاع عن مشروع الاستيطان.

 

          اولئك الذين تلقوا تعليما مختلفا يتعرضون خلال خدمتهم العسكري الى عملية « اعادة تعليم » من خلال العلاقة الاجتماعية مع المستوطنين، بمساعدة العملية التعليمية اللافتة للحاخامية العسكرية، والتي تعتبر أن الفلسطيني « عمليق » وأن دمه مباح أو أنه أدنى من الجندي. عدد كبير من الجنود المتطوعين في كتيبة « كفير » ووحدات حرس الحدود يصلون الى الخدمة مع استعدادية قومية عالية. لقد فهم القادة منذ زمن أن نجاحهم سيقاس بقدرتهم على انهاء مناصبهم دون صراع مع المستوطنين. وليس فقط بمستوى ولاءهم لقيادة الجيش الرسمية.

 

          على مدى السنين نشأت الصورة الخاطئة وهي أن نشوء جيش الشرطة أعاق قدرة الجيش الرسمي لفرض النظام والقانون على المستوطنين. حيث أن عمله ضد الفلسطينيين أكثر نجاحا. عملية الاعدام والحملة بشأنها تظهر صورة اخرى. العملية تثبت الفجوة بين المسؤول وبين الوحدات. تحاول القيادة رفيعة المستوى فرض أوامر اطلاق نار مكبوحة نسبيا انطلاقا من الرغبة في الحفاظ على ما يسمى الانتفاضة الثالثة على نار هادئة نسبيا وكسب الوقت حتى العملية السياسية ومنع انتشار الانتفاضة وانهيار السلطة الفلسطينية. إنها قيادة حكيمة لا تريد الانجرار الى مواجهة عسكرية.

في المقابل، هناك وحدات تختلف في ثقافتها ومنطقها وافعالها وجاهزيتها. كيف يحدث الاعدام في ظل وجود قادة. في الجيش الذي يعتمد على التجنيد التطوعي بشكل جزئي وليس فيه تجنيد اجباري يكون للجنود فيه قدرة على الجدال أمام قائد رفيع المستوى، بغطاء وتأييد العائلات والمؤيدين السياسيين. وفي هذه الحالة ايضا المساعدة من  الصهيونية الدينية.

هذا ليس صراعا على صورة الجيش فقط، بل على مبدأ وجوده كجيش موحد.