قضية رأي عام لتبرئة قاتل الشهيد الشريف

تقرير بطل من ورق!

الساعة 10:45 ص|27 مارس 2016

فلسطين اليوم

الكاميرات التي وثقت , جريمة إعدام الشاب الشهيد« عبد الفتاح الشريف قد تكون هي المدان الأكبر من قبل الاحتلال سواء كان من حكومة الاحتلال او من قادة الجيش او حتى من المجتمع نفسه, كون ان الجريمة التي نُفذت  لم تكن الأولى وليست الأخيرة , كون ان الجريمة نفذت بحق 209 شهداً بينهم 43 طفلاً , ولكن ما حدث وتوثيق الكاميرات اضطر الاحتلال »لحَبِك« قصة تقنع العالم بنزاهته , بتقديمه للجندي الصهيوني وادانه ما أقدم عليه , بالرغم من ان الإعلام الصهيوني , وبعض الشخصيات »أعطت لمن هو مجرماً وسام البطولة« .

حراك مدروس

رسالة صوتية من عائلة الجندي الإسرائيلي المتهم بإعدام الشاب عبدالفتاح الشريف، الرسالة قرأتها شقيقته وخاطبت الإسرائيليين بصوت عاطفي مؤثر وهي تبكي. ودافعت عن شقيقها وذكرت بطولاته في الدفاع عن الإسرائيليين، وانه قبل ستة دقائق من قتل »الشهيد« كان بطل من الجميع وبعد القتل أصبح متهم، وانه من عائلة خدمت اسرائيل ويتعرض لمحاكمة ميدانية من دون الدفاع عن نفسه، وانه سقط تحت غبار احذية رئيس الأركان ووزير الحرب ورئيس الوزراء.

المحلل مصطفى ابراهيم أشار الي ان عائلة الجندي استعانت بمستشار إعلامي ووظفته لمتابعة الحملة الإعلامية لمخاطبة الرأي العام للدفاع عن ابنها، والتي بدأتها اليوم.

وفي الوقت ذاته نشر موقع والاه الاسرائيلي خبر حول مبادرة قام بها جندي احتياط وقال ان الجندي المتهم »بطل اسرائيل« وطالب الحكومة بالإفراج عنه وانه قام بجمع تواقيع على عريضة من ٧ آلاف إسرائيلي و جندي للإفراج عنه.

المجرم الضحية »

وتابع ابراهيم في اسرائيل يثار جدل حول القضية، وتحاول اسرائيل الرسمية جعله ضحية أمام الرأي العام الدولي مع انها هي من تصدر أوامر القتل وتثني على الجنود والشرطة والمستوطنين الذين يقتلوا الفلسطينيين، وانها تحاكمه وفقا للقانون بعد انتشار الفيديو، وتصريحات نتانياهو ويعلون بأن ما قام به الجندي هو عمل غير أخلاقي ولا يمثل أخلاق الجيش, الأهم في كل ذلك ان هناك اجماع حول قتل الفلسطينيين وان الاسرائيلين، مع ذلك يمارسون ديمقراطيتهم الخاصة بهم والقانون في الدفاع عن قضاياهم الداخلية بحرية وضمن سيادة القانون والحريات المتاحة لهم من دون خوف.

واعتبر المحلل ابراهيم ان تشكيل رأي عام من العائلة من دون خوف او تهديد وقمع واستبداد من احد، ويجدوا في المؤسسة الرسمية من يتضامن ويدافع عنهم ويحاولون تحويل المجرم لضحية. هم ينجحون في ما فشلنا وما زلنا نفشل به نحن في الدفاع عن قضايانا العادلة حتى اليومية، في ظل غياب الحريات العامة وسيادة القانون والقمع والاستبداد الممارس بحقنا.

 النتيجة :محاكمة صورية

ومن جانبه قال المحلل المختص بالشأن الإسرائيلي شاكر شبات  , أكد ان قتل الفلسطيني سياسة تربى عليها « الإسرائيليين » وهي جزء من الثقافة التوراتية , فلكل يعرف ان القتل مبدأ لا يختلف عليه احد, سوى بعض مؤسسات المجتمع المدني التي لا تجد لها آذان صاغية.

وأكد شبات انه من ناحية دينية فإن قتل الفلسطيني غير محرمة , المجتمع الإسرائيلي حاضن لهذه الجرائم , ونهج اسرائيل خلال هذة الأيام نهج يمين متطرف

, فنحن أمام مجتمع يستمد قوته من تشريعات دينية , وقتل الفلسطيني مسموح وغير محرم , ولو علم الجندي ان قتل الفلسطيني ممنوع لما أقدم على فعلته.

وبتابع شبات ان قوة أسرة الجندي المجرم وحديث والده كانت أكير دليل, عندما قال :ابني يفعل ما يطلب منه كجندي, متوقعاً ان يكون الجندي محمي بحاضنة سياسية واجتماعية , وحتى الإعلام الإسرائيلي انظم أيضا لهم , واعتبروا جنود الاحتلال ملح الأرض , فلا يوجد أي متابع لنتنياهو من ناحية إقليمية ولا غيرها فالمحصلة ان المحاكمة ستكون المحاكمة صورية .