خبر الإرهاب القادم من ليبيا يقلق دول الجوار

الساعة 03:41 م|21 مارس 2016

فلسطين اليوم

يأتي اجتماع دول جوار ليبيا في تونس بعد تكرار التحذير من مخاطر تحول ليبيا أكثر فأكثر إلى بؤرة للإرهاب، خاصة بعد الضغط على التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق.

ويصاحب ذلك عودة بعض المسلحين من سوريا عبر تركيا وصولا إلى ليبيا، إذ يسيطر تنظيم داعش على مساحات واسعة في شمال غرب ليبيا، وهو يتشارك في نفس التوجهات العدوانية مع تنظيمات أخرى مثل جماعة أنصار الشريعة التي تورطت في عدد من الهجمات من بينها الهجوم على البعثة الدبلوماسية الأميركية في بنغازي.

ويرى مراقبون أن هجوم بن قردان مرتبط بداعش ليبيا، كون الجماعات الإرهابية المنتشرة في تونس تم تدريب عناصرها في معسكرات داخل ليبيا، بعد أن توطدت العلاقات بين المقاتلين التونسيين والليبيين منذ ثمانينيات القرن الماضي وتم تقوية أواصرها منذ عام 2011.

وبحسب الأمم المتحدة وإحصاءات رسمية، يوجد 5 آلاف مسلح تونسي موزعين على مختلف التنظيمات الإرهابية، أكثرهم يقاتلون في صفوف داعش في سوريا والعراق وليبيا والجزائر.

وتمثل هذه الإحصائية إنذارا خطيرا بمدى التهديد الذي تتعرض له تونس من جراء عودة هؤلاء المقاتلين للقيام بعمليات في البلاد.

وفي مصر، يرتبط تنظيم « أنصار بيت المقدس »، الذي ينشط في شبة جزيرة سيناء وغير اسمه لولاية سيناء وبايع تنظيم داعش، بنفس أيدولوجية الجماعات التكفيرية المتشددة المنتشرة في شمال إفريقيا، في حين ينشط الجيش المصري على المناطق الحدودية مع ليبيا للحد من تسلل العناصر الإرهابية إلى داخل البلاد. 

إلا أن الجماعات المتطرفة في شمال إفريقيا تمثل أيضا حلقات مترابطة لا تفصل بينها الحدود، فبين ليبيا وتونس والجزائر، يتمتع المسلحون بحرية كبيرة في الحركة مما يجعل من جهود مكافحة الإرهاب تحديا يستلزم جهد جماعي من هذه البلدان.

فالتداخلات بين هذه الجماعات ينبع من وحدة النشأة، فأكثر التنظيمات الإرهابية خرجت بالتسلسل من رحم الجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر، والتي انبثقت عنها الجماعة السلفية للدعوة والقتال ثم دخلت في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والذي أصبح منذ مطلع القرن المظلة الأساسية للحركات التي ظهرت بعد ذلك، قبل ظهور تنظيم داعش واجتذابه للعديد من أعضاء تلك الجماعات.

ومع الأحداث الأخيرة في تونس، نجد أنها أصبحت بين شقي الرحى، حيث يحدها من الشرق ليبيا التي تشهد فوضى مسلحة، بينما من الغرب الجزائر التي تعد موطنا لحركات متطرفة تتنقل عبر صحرائها وحدودها الشرقية.

فكتيبة عقبة ابن نافع التابعة لجماعة أنصار الشريعة، وهي فرع من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب،  تتركز عملياتها في جبال الشعانبي المتاخمة للجزائر وقد قتلت في المناطق الجبلية 8 جنود تونسيين في يوليو 2013 و15 جنديا تونسيا في يوليو 2014، وهناك أيضا كتيبة الفرقان التي تدين بالولاء لتنظيم « داعش ليبيا » بحسب اعترافات أمير الكتيبة الذي اعتقلته السلطات التونسية في ديسمبر الماضي.