خبر بعد التلوث المخيف ..حقيقة بيع « الهواء » في الصين

الساعة 06:50 م|18 مارس 2016

فلسطين اليوم

قد يكون خبر شراء الهواء النقي من قبل الصينيين من أغرب ما رأيناه وقرأنا عنه في العام الماضي، ولكن عند التعمق في هذا الموضوع نجد أن ذلك قد يصبح ضروريا ليس فقط في الصين ولكن في الكثير من مناطق العالم التي بلغت فيها معدلات التلوث أرقاما مخيفة.

للأسف تم تصنيف الهواء الذي نتنفسه هلى أنه مادة مسرطنة من قبل الوكالة الدولية لبحوث السرطان، وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية (WHO) تقديرات جديدة للوفيات الكارثية الناجمة عن هذه الآفة التي تعزى مباشرة إلى الأنشطة البشرية، حيث أصبح  اليوم، أصبح تلوث الهواء من أهم المخاطر البيئية على الصحة في جميع أنحاء العالم والذي يتسبب في وفاة أكثر من 7 ملايين شخص سنويا.

وكانت التقديرات السابقة بشأن الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء 2.3 مليون حالة وفاة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك 400.000 حالة في أوروبا منها 40 ألف في فرنسا، وفقا لمنظمة الصحة العالمية والمفوضية الأوروبية والوزارة الفرنسية للتنمية المستدامة. وفي المدن الآسيوية، تعتبر للجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ أن تلوث الهواء هو المسؤول عن ما يقرب من 500 000 حالة وفاة مبكرة، وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى أن ما يقرب من 7 مليون شخص توفوا قبل الأوان في عام 2012،  واحد من كل ثمانية منهم بسبب التعرض لتلوث الهواء، وهذه التقديرات الجديدة هي أكثر من ضعف البيانات السابقة مما يؤكد أن تلوث الهواء قد يصبح خطرا بيئيا كبيرا على الصحة في جميع أنحاء العالم.
 
ووفق ذات الإحصاءات فإن البلدان المتوسطة والمنخفضة الدخل في جنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ هي التي سجلت العبء الأكبر من تلوث الهواء في عام 2012، مع ما مجموعه 5.1 مليون حالة وفاة.
ولابد من التمييز بين الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء الداخلي وثلوث الهواء الخارجي، حيث أننا غالبا ما نعتقد أن التلوث يأتي من الخارج متجاهلين أن الأماكن الداخلية هي أيضا شديدة التلوث، بل أن هذا النوع من الثلوث هو الأفتك في البلدان ذات الدخل المنخفض حيث تتلوث المساكن بسبب وسائل التدفئة و الطبخ البدائية.
 
الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء في الخارج: في جميع أنحاء العالم، يموت 3.7 مليون شخص قبل الأوان بسبب الهواء الخارجي الملوث جدا، 88٪ من هؤلاء الضحايا هم من سكان البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط ​​، والذين يمثلون 82٪ من سكان العالم:
 
الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء في الأماكن المغلقة: يقول الدكتور فلافيا Bustreo، مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لصحة الأسرة والمرأة والطفل، أن النساء والأطفال الفقراء يدفعون ثمنا باهظا لتلوث الهواء في الأماكن المغلقة لأنهم يقضون المزيد من الوقت في المنزل يستنشقون الدخان والسناج المنبعثة من الخشب أو الفحم في المواقد السيئة التهوية.
 
 
أسباب الوفاة: مرض القلب والأوعية الدموية والسرطان
تشير البيانات الجديدة إلى وجود علاقة قوية ولا سيما بين تلوث الهواء وأمراض القلب والأوعية الدموية مثل السكتة الدماغية (CVA) ومرض نقص التروية القلبية، وكذلك بين تلوث الهواء و السرطان، هذا بالإضافة إلى دور تلوث الهواء في التسبب في أمراض الجهاز التنفسي التي تشمل التهابات الجهاز التنفسي الحادة ومرض الانسداد الرئوي المزمن.
 
أسباب الوفاة من جراء تلوث الهواء في الخارج:
 
40٪: أمراض نقص تروية القلب.
40٪: السكتة الدماغية.
11٪: مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)؛
6٪: سرطان الرئة.
3٪: التهابات الجهاز التنفسي الحادة لدى الأطفال.
أسباب الوفاة من جراء تلوث الهواء في الأماكن المغلقة
 
34٪: السكتة الدماغية.
26٪: أمراض نقص تروية القلب.
22٪: مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)؛
12٪: التهابات الجهاز التنفسي الحادة لدى الأطفال.
6٪: سرطان الرئة.
وتقول الدكتورة ماريا نيرا، مديرة إدارة الصحة العالمية “الصحة العامة والاجتماعية والمحددات البيئية للصحة”، أن المخاطر بسبب تلوث الهواء هي الآن أكثر أهمية مما كان يعتقد سابقا، لا سيما فيما يتعلق بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وأن الأدلة تشير إلى ضرورة اتخاذ إجراءات متضافرة لجعل الهواء الذي نتنفسه أنظف.
التنفس يقتل! وقد تم تصنيف الهواء كمادة مسرطنة، فهل سنضطر لشراء الهواء النقي كما يحدث في الصين؟
هذا السؤال يبقى بدون جواب لأن الإجابة رهينة بوعي السكان ومدى فهمهم لمخاطر التلوث كما أنه رهن أيضا للمبالغ التي سنضطر لدفعها للحصول على الهواء النقي علما أن الهواء الذي تنتجه شركة كندية وتقوم بتسويقه في الصين يكلف أثمانا باهظة، لذلك ربما على السلطات و الحكومات في العالم أن تفكر في حلول لتحسين جودة الهواء الذي نتنفسه.
ولكن في حال بيع الهواء فهل ستشتريه؟ وهل أنت مستعد لدفع ثمنه مهما كان باهظا؟