خبر ودعوا الواي فاي: فلنرحب بغريمه الأقوى بـ100 مرة

الساعة 06:43 م|18 مارس 2016

فلسطين اليوم

تخيل أن يتحول ضوء الصالة الذي تجلس تحته الآن، إلى مصدر لشبكة الإنترنت، ليس وحده، بل بالإضافة إلى كل مصابيح الـ”ليد” في البيت، وبسرعة خيالية لا تصدق، يمكنك أن تحمل 18 فيلماً كاملاً بجودة عالية، في ثانية واحدة !

استعد لكي تسمع اسم “لاي فاي” في كل وسائل الإعلام، ومن كل الذين حولك قريباً جداً، في غضون عدة أشهر، فقد حان وقت وداع تكنولوجيا “الواي فاي” التي أصبحت قديمة منذ الآن، بعد أن ظهرت هذه التكنولوجيا اللاسلكية الجديدة، التي تنقل البيانات عالية السرعة باستخدام الضوء المرئي، والتي قال العلماء إنهم استطاعوا باستخدامها، الوصول إلى سرعة نقل وصلت إلى 224 جيجا بايت في الثانية الواحدة في المختبر، وذلك حين جربوها مطلع هذه السنة، وتأكدوا من ذلك أن قدرة هذه التكنولوجيا الجديدة على تغيير كل شئ حولنا، سوف تكون مذهلة حقاً.

عندما قرر العلماء بعد ذلك أن يجربوا شبكة “لاي فاي” خارج المختبرات لأول مرة، في المكاتب والمناطق الصناعية في تالين بإستونيا، قالوا إنهم حققوا معدل نقل بيانات وصل إلى 1 جيجابايت في الثانية الواحدة، أي إنها أسرع بـ100 مرة من سرعات الواي فاي المتوسطة الحالية.

وقد قال المدير التنفيذي لشركة التكنولوجيا الإستوينة، ديباك سولانكي، أن الشركة تقوم الآن بعمل عدد من المشاريع الرائدة في صناعات مختلفة، تستغل الاتصالات القائمة على الضوء المرئي، فقد قاموا حالياً بتصميم حل يعتمد على الإضاءة الذكية في المناطق الصناعية، حيث يقومون بنقل البيانات اعتماداً على الضوء، كما إنهم يقومون بعمل مشروع آخر مع عميل خاص، طلب استخدام “لاي فاي” للوصول للإنترنت في مكتبه.

المبتكر الذي يعود إليه فضل اختراع الشبكة القوية “لاي فاي”، هو هيرالد هاس، من جامعة أدنبرة في سكوتلندا، عندما استطاع في عام 2011 أن ينقل البيانات عبر وميض الضوء من مصباح “ليد” واحد، أفضل بكثير من برج الخليوي.

وإذا نجحت تجارب الشبكة الجديدة في إثبات كفاءتها، فإننا نستطيع أن نحقق الحلم الذي تحدث عنه هاس في مؤتمر لشركة “تيد” عام 2011، عندما قال “إن الجميع سوف يستطيع الوصول إلى الإنترنت من خلال مصابيح “الليد” في البيوت”، مضيفاً، أن كل ما نحتاجه هو وضع شريحة صغيرة في أي مصدر إضاءة لدينا في المنزل، وبهذا يصبح للمصباح وظيفتين، الإضاءة، وشبكة الإنترنت اللاسلكي.

فكرة هذه الطريقة تعتمد على استخدام الاتصالات الضوئية المرئية، والتي يتراوح فيها الضوء المرئي ما بين 400 و 800 تيرا هيرتز، يمكنك أن تعدها نموذجاً متقدماً جداً من “شفرة مورس”، فهي تشبه أن تضئ وتغلق الكشاف حسب نمط معين لتوصل رسالة سرية، هنا أيضاً، يغلق ويفتح ضوء الـ”ليد” في سرعات خارقة، يمكنها أن تستخدم لكتابة ونقل الأشياء بالنظام الرقمي الثنائي.

لكن، لابد أن فكرة ضوء وامض يطفئ ويفتح بسرعات خارقة، قد تسبب لك الجنون وأنت في مكتبك أو منزلك، لا تقلق، نحن نتحدث عن وميض لمصابيح الـ”ليد” أسرع من أن تشعر به العين.

السرعة الفائقة ليست الميزة الوحيدة التي يتغلب بها “لاي فاي” على الواي فاي، ففكرة عدم عبور الضوء المرئي الناقل للبيانات خلال الحوائط، تجعل الشبكة أكثر أماناً بكثير، كما إنه يعني تداخلاً أقل بين الأجهزة المختلفة.

ويقول أنتوني كوزبيرستون، العضو في الشركة، إنه لا يعتقد أن “لاي فاي” سوف تستبدل “الواي فاي” بشكل كلي في العشرين سنة القادمة، وإنما سوف تستخدم الطريقتان معاً للوصول إلى شبكات أكثر كفاءة وأمناً، والسبب هو أن منازلنا ومكاتبنا بالإضافة إلى المباني الصناعية، كلها تم تزويدها بالبنية التحتية للواي فاي، وإخراجها من هذا لتبني تكنولوجيا جديدة لن يكون بهذه السهولة، ولهذا، يفضل أن يبدأ تبني “لاي فاي” في الأجهزة التي سوف تصنع منذ الآن فصاعداً، وهو ما يعمل عليه فرق الباحثين في العالم الآن.

وقد قال خبراء لاي فاي، أن هاس وفريقه قد أطلقوا شركة PureLiFi، وهي شركة تقوم بتقديم خدمات الإنترنت اللاسلكي الآمن، بسعة تبلغ 11.5 ميجابايت في الثانية الواحدة، وهي الانطلاقة التي تشبه بدايات الواي فاي، كما إن هناك شركة فرنسية أخرى تسمى “أوليدكوم”، تقوم بتثبيت شبكات لاي فاي الخاصة بها في المستشفيات المحلية، وهو ما يبشر ببداية مشرقة لعهد جديد من شبكات الإنترنت قريباً.