تقرير « الطلاق بعد 20 سنة زواج »... من يدفع الثمن؟

الساعة 08:41 م|15 مارس 2016

فلسطين اليوم

حقاً إن الزواج لم يشرع الا لنشر المودة و الألفة بين الناس، و خصوصاً بين كل شخص و شريك حياته، و كي يحافظ كل شريك حياة على مشاعر الأخر ويحترمها، و أن يؤدي كل طرف حقوق الطرف الاخر، لكن هذه القاعدة الإجتماعية يبدو انها غير معمول بها في زمننا هذا الا من رحم ربي.

مضت سنين و راء سنين أخرى و جاءت أم خالد« لتطلب الطلاق بعد 20 سنة من الزواج وهي تقول : »كان من المفروض أن أُطلق من 20 سنة لكني تحملت من أجل أولادي« .

قصة أم خالد هي واحدة من عشرات القصص التي يشهدها المجتمع، في هذه الأيام و هي العيش بتعاسة من أجل الأبناء، دون أن يعلموا أن الثمن الذي سيدفعه الأبناء بعد 20 عاماً هو أضعاف ما كانوا سيدفعوه و هم صغار.

مراسلة »وكالة فلسطين اليوم الاخبارية« تطرقت الى هذه القضية بعد تكرار هذه الحالات في المجتمع الفلسطيني، حيث وجدت أنه من الضروري تسليط الضوء على هذه القضايا و اظهار تداعياتها و تأثيرها على كل من الزوج و الزوجة و الأبناء.

و تحدثت مراسلتنا الى »أم خالد« ، اسم مستعار لمواطنة طلبت عدم ذكر اسمها بأنها قررت الانفصال عن زوجها بعد أكثر من 20 عاماً من الزواج، بسبب ضعف شخصيته و خضوعه لأهله في تدخلاتهم في شؤونهم العائلية منذ أن تزوجوا، مشيرة الى أنها تعرضت خلال هذه الفترة الطويلة للاهانات منه و الضرب المبرح امام الأولاد رغم كبر سنهم، بسبب هذه الخلافات مع عائلته.

و عند سؤالها لماذا انتظرت كل هذه المدة و قررت الانفصال، قالت: »كنت اتحمل الألم و الاهانات و التعاسة من أجل ان ابقى بجانب ابنائي الثلاثة، حيث لي 3 أبناء اكبرهم في الثانوية العامة و الأصغر في المرحلة الاعدادية، و لكني في لحظة من اللحظات لم استطع التحمل أكثر و خرجت الى بيت والدي، و طلبت الطلاق من زوجي، و كان قرار نهائي لا رجعة فيه« .

و عن حال الأبناء تقول: »كان أبنائي يحزنون لحالتي عندما يونني اتعرض للضرب و الاهانة، لدرجة أنهم تصدوا لوالدهم في ذات مرة و وقفوا في وجهه عدة مرات، و لكن الأمور ازدادت تعقيداً و اصبحنا أمام طريق مسدود« .

و أضافت: »كان لهذا القرار تأثير سلبي جداً على ابنائي خصوصاً هم الآن في سن يحتاجونني بجانبهم به، لا سيما الأكبر، لكنني على يقين بأنهم في النهاية سيقتنعون بأن هذا القرار كان لمصلحة استقرار العائلة بكاملها« .

الأخصائية الاجتماعية »فلسطين عابد« تقول بأن أن أكبر نسبة طلاق تكون في السنوات الأولى من الزواج، و لكن الطلاق بعد 10 سنوات و أكثر لا بد أن يكون له سبب مقنع ومؤثر لدرجة كبيرة على الحياة الزوجية و وجود مشاكل سابقة متراكمة.

و تؤكد عابد في حديث لــ »وكالة فلسطين اليوم الاخبارية« بأن مجتمعنا للأسف لا يعي مدى خطورة الطلاق و تأثيره على الأسرة، و أنه في معظم الأحيان يتم بقرارات متسرعة و غير محسوبة من قبل الطرفين، مما يؤثر على الأبناء خصوصا الكبار منهم، والتي قد تسيء للحياة الاجتماعية و النفسية و العملية و العلمية بالنسبة اليهم.

و شددت على ضرورة الاهتمام بتوعية الناس بخطر المشاكل العائلية التي تتراكم مع الوقت، و تؤدي في نهاية الطريق إلى الطلاق، و خصوصاً  للكبار سناً، وأن يكونوا اكثر وعياً و حكمة، وألا يتجاهلوا الأثر النفسي على أبنائهم كي لا يتعرض الابناء انفسهم لمشاكل نفسية كبيرة.

و بينت أن الأمرين صعبان سواء بالاستمرار في الحياة في ظل المشاكل الأسريىة او بالإنفصال، إلا إنها أكدت بأن الإنفصال اكثر »مرارة" بالنسبة للأبناء الكبار في السن، و أنه يترك أثراً بالغاً في قلوبهم، بمعنى أنهم هم أكثر من يتحمل عناء و تبعات هذا القرار.