خبر المزيد.. هارتس

الساعة 12:30 م|14 مارس 2016

المزيد
بقلم: أمير أورن
          (المضمون: ما يهم بنيامين نتنياهو الذي يسيطر على الليكود منذ 18 سنة هو سلامته الشخصية وبقاءه في الحكم، لا أقل من ذلك - المصدر).


منذ كانون الثاني 1957 حيث خشيت الادارة الامريكية من زيادة تأثير الاتحاد السوفييتي في الشرق الاوسط ونشرت « نظرية آيزنهاور » – التي وعدت بالمساعدة العسكرية لكل دولة ستعاني من الهجوم عليها أو التآمر السوفييتي – المحللون يميلون الى وضع نظريات عسكرية وسياسية والصاقها باسم الرئيس الموجود. ايضا لبراك اوباما قُدمت اقتراحات لنظرية خاصة به. واحدة منها فقط قام صديقه جيفري غولدبرغ بنشرها في مجلة « أتلانتيك ». 

بسبب أن نظرية اوباما عرفت عنها اسرائيل بفضل الفيس بوك. وهي تتحفظ من عجرفة بنيامين نتنياهو نحو الرئيس. فيفترض أن نعرف عن نظرية موازية لها هنا – نظرية نتنياهو. إنها متوفرة للجميع وتمت كتابتها في القرن التاسع عشر من قبل تشارلز ديكنز ويمكن تلخيصها بكلمة « المزيد ». هذه الكلمة التي تم تليينها من قبل اوليفر تويست مع اضافة « القليل »، « لو سمحت »، « يا سيدي ».


كلمة « المزيد » هي التعبير الافضل لنوايا وحلم نتنياهو. البرنامج الوحيد له. المزيد من نفس الشيء. المزيد من السنوات في الحكم. المزيد من المستوطنات. المزيد من النزيف. المزيد من معارضة الحل الوسط الذي قد يضع حدا للصراع. المزيد من الانتظار للفارس الجمهوري على حصان/ البيت الابيض الذي سيحارب كل العالم من اجل الضم الفعلي ويعطي اسرائيل المزيد والمزيد من عشرات مليارات الدولارات.

نتنياهو يسيطر على الليكود بما مجموعه 18 سنة – 23 ناقص 6 عن اريئيل شارون. الذي بقي جيلا كاملا. أكثر من دافيد بن غوريون كقائد لمباي منذ اقامة الدولة حتى الاعتزال. أكثر من ليفي اشكول وغولدا مئير معا. ضعفي اسحق شمير بعد مناحيم بيغن. تقريبا مثل اسحق رابين وشمعون بيرس معا في قيادة حزب المعراخ بين 1974 – 1992. ليس لديه برنامج يومي باستثناء ضمان يوم آخر له.

منذ 2009 وهو يسيطر، بمساعدة رئيس اركان ثالث، مفتش شرطة ثالث، رئيس شباك ثالث، وزير دفاع ثان، وزير امن داخلي ثان – جميعهم يأتون ويذهبون وهو الوحيد الذي يبقى في مكانه وليس مسؤولا عن الوضع الامني. هو الذي لا يغلق الثغرات في الجدار لأن لديه بديل جاهز هو عقد المجلس الوزاري المصغر من اجل نقاش طواريء تخرج في نهايته البشرى: « قررنا أن نبدأ بقرار البدء » لوضع ميزانية، لاغلاق الثغرات.

في الاجهزة الامنية لا يفهمون نتنياهو: « يتحدثون عن عمليات الاجواء. لماذا لا تغير الاجواء؟ ». تساءل مؤخرا أحد المسؤولين على ضوء اقوال نتنياهو. هذه ليست انتفاضة، يقول مختص آخر بالساحة الفلسطينية. مفهوم « انتفاضة » تستخدمه حماس في غزة، لكن فتح في الضفة الغربية تفضل الحديث عن « هبة ». سواء كان هذا الاسم أو ذاك، فانه لا يوجد حل لدى نتنياهو. إنه يدفع الفلسطينيين الى العنف أو الى الامم المتحدة – وليس للخضوع.

في صيف 1949 في احدى جلسات الحكومة لاستخلاص دروس حرب 1948 واتفاق وقف اطلاق النار، حذر بن غوريون من أنه « من بين جميع الافضليات التي ادت الى انتصارنا يوجد لنا أمن لفترة معينة. ولا أعرف كم من الوقت بالنسبة للافضلية الاخلاقية والفكرية. من يعرف تاريخ هذه الشعوب حتى لو بشكل بسيط، يعرف أنه فجأة ستظهر لديهم قوة اخلاقية كبيرة أو شخصية سياسية كبيرة تستطيع تغيير المجريات وتأجيج الجموع الغفيرة ». يمكن اعتبار ذلك نبوءة صحيحة حول ظهور زعماء مثل عبد الناصر أو السادات. ولكن من الناحية السلبية قد يكون هذا تفسيرا لتأثير « قوة اخلاقية صغيرة أو رجل سياسي صغير يمكنه ادخال اليأس الى الجموع الغفيرة » في اسرائيل.

مقابل مدرسة نتنياهو – صفر تقدم وصفر أمل – مطلوب قيادة حقيقية واعية ومستعدة لتحمل المخاطر، نظرية لا لبيبي: لا للمزيد.