خبر ميشغان قالت كلمتها -اسرائيل اليوم

الساعة 11:09 ص|10 مارس 2016

فلسطين اليوم

بقلم: بوعز بسموت

          (المضمون:   لقد استعادت ميشغان أيامها الكبرى أول أمس وإن كان ذلك ليوم واحد فقط  - المصدر).

          لو كان أحد ما زال متشككا من أن انتخابات 2016 هي الاكثر هستيرية والاكثر عدم توقعا في التاريخ الامريكي. فقد جاءت ميشغان لازالة هذا الشك. دونالد ترامب وبارني ساندرس هما من خارج المعسكرين، لكنهما فازا في الولاية التي ترمز أكثر من أي ولاية اخرى في الولايات المتحدة الى انهيار الحلم الامريكي، وهي ميشغان.

          ليس مفاجئا أن ماركو روبيو وهيلاري كلينتون، المرشحين اللذين يشيران الى المؤسسة وكل واحد في معسكره، لم ينجحا في التحليق في مدينة السيارات ديترويت التي كان يوجد فيها في الخمسينيات مليوني شخص والآن يوجد فيها أقل من 700 ألف شخص.

          الرئيس براك اوباما نجح في سن قانون الصحة والاتفاق مع ايران وتصالح مع كوبا. ولكن كل ذلك على حساب العلاقة الجيدة بين واشنطن والشعب الامريكي. ترامب وساندرس، كل واحد حسب اسلوبه ونظريته، هما الرابحان الاكبر. في موقع مجلة « أتلانتيك » تم الاعلان أمس أن « ميشغان قالت إنها تريد الثورة ». ولحسن حظ الولايات المتحدة فان الثورة هي بواسطة الصناديق.

          فوز ترامب في ميشغان والمسيسيبي يؤكد أن قوة جذب ترامب أكبر من قوة المؤسسة. ففوز ترامب الواضح كان رسالة واضحة لرؤساء الحزب الجمهوري أن لا يتدخلوا أمام رغبة الناخب. وأثبتت ايضا أن ترامب يقدر على جلب المصوت الابيض واصحاب الياقات البيضاء للحزب.

          في ظل هذا الوضع لم يبق لرؤساء الحزب الجمهوري سوى الحل الوسط بين رغبتهم ورغبة الناخب. صحيح أن المؤسسة لا تريد السناتور من تكساس، تيد كروز، لكنه أصبح فجأة خيارا لا مناص منه. وخلافا لروبيو فان كروز نجح في تقديم البضاعة.

          في نهاية المطاف الامر المهم هو عدد المقاعد التي يفوز بها المرشحون من اجل الحصول على الـ 1237 مقعدا المطلوبة في مؤتمر كليفلاند في حزيران القادم. يوجد لترامب الآن 458 مقعدا وينقصه 779 مقعدا من اجل الحصول على التعيين الجمهوري. ويوجد لكروز 100 مقعد أقل منه. وهذا الامر لم يُحسم بعد.

          القصة المحزنة في هذه المنافسة هي ماركو روبيو الذي يؤبنه المحللون في الولايات المتحدة. لقد كان لروبيو كل شيء، الخلفية الهستيرية، المال، المتبرعون، المؤيدون، عائلة تحبه وولاية مع شمس. لكن ينقصه شيء واحد فقط هو الناخبين. أول أمس كان روبيو المرشح الجمهوري الوحيد الذي لم يحظ بالمقاعد. وحتى جون كيسيك تجاوزه.

          يبدو أن الموعد الثاني ليوم الثلاثاء العظيم في الاسبوع القادم سيصبح أشبه بـ ون ون بالنسبة لروبيو. فاذا فاز سيحظى بالتشجيع ويبقى في المنافسة. أما اذا خسر في فلوريدا فان هذا بالنسبة له هو نهاية الكابوس.

          يصعب القول إن هيلاري كلينتون سعيدة من هذه الانتخابات التمهيدية، لأنها ليست في اوساط الافارقة الامريكيين في الجنوب. صحيح أن لها عدد مضاعف من المقاعد مقارنة مع ساندرس (1221 مقعدا مقابل 571 مقعدا)، لكن الضربات التي تتعرض لها في كثير من الولايات تثبت أنها ليست الساكن القادم في البيت الابيض من ناحية الامريكيين.

          لقد استعادت ميشغان أيامها الكبرى أول أمس وإن كان ذلك ليوم واحد فقط.