قائمة الموقع

بالصور كادحاتٌ وراء لقمة العيش

2016-03-08T13:28:35+02:00
إحدى النساء العاملات اللواتي تخطين سن الخمسين
فلسطين اليوم

نساءٌ تجاوزت أعمارهن الستين عاماً وعلى الرغم من ذلك إلا أنهن لا يَزَلن يحفُرنَّ بأظافرهنَّ الصخر من اجل تأمين لقمة العيش لهنَّ ولعائلاتهنَّ.

تجاعيد وجوههن دلت على كفاحهِهِن ومدى قوتهنَّ في مواجهة خطوب الحياة، ففي يوم المرأة العالمي الذي يصادف اليوم الثلاثاء الموافق الثامن من آذار/مارس، لا تجد بعض النساء طعماً للراحة والسكون، ولا يعرفن إجازة، بل يعملنَّ على ترتيب البضائع لجذب المشترين.

أم رامي (58 عاماً) افتتحت يوم الثامن من آذار/مارس في تمام الساعة السادسة في شراء مجموعة من الخضار والفواكه من الخان القريب من سوق فراس؛ وتوجت بعدها للسوق، حيث فرشت بضاعتها بعد أن أمنت مظلة تقيها أشعة الشمس.

تقول أم رامي، وهي ترتب جزء من بضاعتها: كل ما يعنينا –نحن النساء العاملات- هو تأمين لقمة العيش لعائلاتنا، وعدم سؤال الناس، لذلك نحن سعيدات في عملنا على الرغم من الظروف الصعبة التي نمر فيها جراء الأوضاع الاقتصادية المرتدية في القطاع والتعب الجسدي والنفسي الذي نلقاه من جراء العمل المتواصل منذ 40 عاماً.

المرأة الفلسطينية تتميز بالصبر وتحدي خطوب الحياة كما وتشارك عائلتها تأمين لقمة العيش

وكثيراً ما تؤكد أم رامي على قوة المرأة الفلسطينية في تحدي مرارة الأيام، وانها تختلف عن نساء العالم بإصرارها على التقدم والكفاح، مشيرةً إلى أن الميزة التي تتميز فيها المرأة الفلسطينية عن غيرها من النساء هي الصبر، وأنها في العامية الغزاوية « بنت عيشة ».

وتطالب ام رامي المجتمع الدولي والهيئات المحلية المسؤولة بضرورة الاهتمام بالشرائح المهمشة والعمل على تحسين أوضاعهنَّ الاقتصادية.

وفي وسط المدينة كانت الحاجة ام حلمي تسعى لتأمين لقمة الحياة، تقول: المرأة الفلسطينية قوية وتتحدى كل الظروف وتقف وقفة ألف رجل إلى جانب عائلتها وتساهم في تدعيم أوضاع العائلة الاقتصادية.

وتضيف وهي التي كانت تساعد والدها في شؤون حياته: المرأة في غزة لا تعرف المستحيل وتتحدى الصعاب، وقليلة الشكوى، وتتميز بصبرها على ضنك الحياة ومشاقها، لذلك هي مميزة عن نساء العالم.

وتوضح أم حلمي وهي المُهَجَّرة من بلدة دسير أن المرأة الفلسطينية استطاعت أن تحقق طفرة كبيرة في النضال الفلسطيني؛ لدى وقوفها إلى جانب الرجل صفاً واحد، بل أنها في مراحل عدة تخطت دور الرجال أضعافاً مضاعفة.

وتشكل الأوضاع الاقتصادية المتردية في قطاع غزة اكبر التحديات للمرأة، لاسيما ان تبعات الأوضاع الاقتصادية كثيراً ما تنضفي على الحياة الاجتماعية على العائلة وعلى وجه الخصوص على المرأة.

وفي مكان ليس ببعيد عن الحاجة أم رامي تقف الحاجة أم محمد (54 عاماً) على « بسطة » للألعاب لتأمين لقمة العيش لها ولأولادها، وعلى الرغم من معاناة أم محمد من أمراض متعددة من بينها مشاكل حادة في الأعصاب إلا أنها مصرة على استكمال مسيرتها العملية.

 الأوضاع الاقتصادية المتردية في قطاع غزة اكبر التحديات للمرأة 

ولا تترك أم محمد البيع على البسطة على مدار العام إلا يوم الجمعة، ولا تفكر بالإطلاق ترك عملها إلا « عندما يأخذُ الله أمانته »، كما قالت.

وتتمنى أم محمد في يوم المرأة العالمي زيارة بيت الله الحرام، وزيارة المسجد الأقصى المبارك، غير أن ظروفها الاقتصادية تقفُ سداً منيعاً لأمنياتها، مختتمةً حديثها، قائلة وهي تقبض يدها اليمنى: المرأة الفلسطينية قوية، واكبر دليل على ذلك النساء اللواتي يضحين باروحههنَّ في الضفة والقدس المحتلتين في إطار الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.

واعتمدت الأمم المتحدة يوم  8 مارس 1975 يوماً عالمياً للمرأة، ودعت الدول الأعضاء إلى الاحتفال بالمرأة في هذا اليوم، وكان الاسم الأصلي لهذا اليوم هو « اليوم العالمي للمرأة العاملة » قبل الاعتماد.

ولعيون المراة الفلسطينية كتب محمود درويش الجميلات هنَّ الجميلاتُ .. « نقش الكمنجات في الخاصرة »  .. الجميلات هنَّ الضعيفاتُ .. « عرشٌ طفيفٌ بلا ذاكرة » .. الجميلات هنَّ القوياتُ .. « يأسٌ يضيء ولا يحترق » .. الجميلات هنَّ الأميراتُ .. « ربَّاتُ وحي قلق » .. الجميلات هنَّ القريباتُ .. « جاراتُ قوس قزح » .. الجميلات هنَّ البعيداتُ .. « مثل أغاني الفرح » .. الجميلات هنَّ الفقيراتُ  .. « مثل الوصيفات في حضرة الملكة » .. الجميلات هنَّ الطويلاتُ .. « خالات نخل السماء » .. الجميلات هنَّ القصيراتُ .. « يُشرَبْنَ في كأس ماء ».. الجميلات هنَّ الكبيراتُ ..« مانجو مقشرةٌ ونبيذٌ معتق » .. الجميلات هنَّ الصغيراتُ .. « وَعْدُ غدٍ وبراعم زنبق » .. الجميلات، كلّْ الجميلات، أنتِ إذا ما اجتمعن ليخترن لي أنبلَ القاتلات.

















اخبار ذات صلة