اقترب التوقيع على المنحة الكويتية لإعمار ما دمره الاحتلال الإسرائيلي في حربه الأخيرة، عامه الأول دون أن يجد طريقاً واضحاً للتطبيق على أرض الواقع مع إطلاق التوقعات والوعودات المتعددة في بداية كل شهرٍ دون أن يتحقق منها شيء.
تلك الوعودات التي تُطلقها وزارة الأشغال العامة والإسكان في حكومة الوفاق الوطني لم تجد طريقها حتى اللحظة للتطبيق، بل ان الاستمرار في الحديث عن المنحة الكويتية وإطلاق التوقعات والوعودات أدخل اليأس والإحباط إلى قلوب من دمر الاحتلال منازلهم، كما بدأت أحلامم وآمالهم تتلاشى نظراً للوعودات المغلوطة.
يذكر أن نائب رئيس الوزراء، ورئيس اللجنة الوزارية لإعمار المحافظات الجنوبية محمد مصطفى قد وقع مع المستشار الاقتصادي للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية طارق المنيس، في العاصمة الأردنية عمان بتاريخ 12-3-2015، اتفاقية بشأن تفاصيل منحة دولة الكويت للمساهمة في إعمار المحافظات الجنوبية، وذلك بقيمة 200 مليون دولار.
وتشمل الاتفاقية الموقعة العديد من البرامج التي ستنفذ ضمن المنحة وهي قطاعات الإسكان والبنية التحتية والمياه والاقتصاد والزراعة، وتنفذها وزارة الأشغال العامة والإسكان، ووزارة الحكم المحلي، وسلطة المياه الفلسطينية، ووزارة الاقتصاد الوطني، ووزارة الزراعة، كل حسب اختصاصها، وسيستغرق تنفيذ البرامج حوالي العامين.
الحديث عن المنحة الكويتية أصبح كالحديث عن المصالحة
المواطن (أبو دياب) علق أملاً كبيرة منذ أن سمع بتوقيع المنحة الكويتية لإعادة إعمار منزله المهدم بشكل كلي من قبل قوات الاحتلال عام 2014 في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، إلا أن آماله وأحلامه بدأت تتلاشي لكثرة الوعود « الكاذبة » كما أطلق عليها في تطبيق المنحة الكويتية.
« أبو دياب » الذي يُعيل 7 أفراد يسكن في حاصل « للإيجار » لا يصلح للسكن الأدمي، ويدفع ما يقارب الـ200 دولار شهرياً، ولا يتلقى الإيجار منذ أن وقع على المنحة الكويتية باسمه بتاريخ 4-8-2015 حيث يعيش ظروفاً اقتصادية ونفسية صعبة، كغيره العشرات ممن وقعوا على المنحة الكويتية.
وبحالة من الاحباط وعدم المبالاة قال أبو دياب لمراسل « فلسطين اليوم »: « إن الحديث عن المنحة الكويتية أصبح كالحديث عن المصالحة بين فتح وحماس فهي كلام معسول لا يطبق على أرض الواقع ».
ويضيف: « أصبحت لا أثق بأي مسؤول يتحدث عن المنحة ورغم ذلك سأطالب بحقي في إعادة منزلي ولن أترك أي وسيلة لتحقيق غايتي وهدفي، مشيراً إلى أن العيش بالإيجار مذلة لا يمكن وصفها.
وأوضح، أنه بدأ يشعر بحالة نفسية صعبة نتيجة استمرار تأخير تنفيذ المنحة الكويتية، قائلاً: »على أساس تلك الوعودات قمت بإطلاق وعود كثيرة للمؤجر وغيره من الناس وعدم تنفيذ المنحة جلعني كذاباً عند الناس« .
وأشار إلى أن عدم إعطاء موعد صحيح أفضل مليون مرة من وعودات »كاذبة« على حد قوله.
ودعا »أبو دياب« وزير الأشغال العامة لبذل جهود مضاعفة لتطبيق المنحة الكويتية على أرض الواقع لإنقاذ أطفاله ونجله الذي أصيب برصاص الاحتلال خلال انتفاضة القدس.
المنحة الكويتية وين؟
ولعدم التوصل إلى طريقةٍ ما لتطبيق المنحة الكويتية منذ أكثر من عام، فقد دشن أصحاب البيوت المهدمة الذين وقعوا على المنحة صفحة خاصة بهم عبر موقع التواصل الاجتماعي »الفيسبوك« أطلقوا عليها »المنحة الكويتية وين؟« لنقل كافة المعلومات عن أخبار المنحة وللتعبير عما يجول في خاطرهم من غضبٍ لتأخير تنفيذ المنحة.
فيما أشارت مصادر خاصة داخل وزارة الأشغال العامة والاسكان لـ »أصحاب صحفة الفيسبوك" بأن تنفيذ المنحة الكويتية سيكون في منتصف الشهر الحالي، دون أن نتأكد رسمياً من الوزارة التي حاولنا التواصل معها دون جدوى.