تقرير غزة: الدجاج على « قفا مين يشيل » والخسائر بالآلاف

الساعة 06:50 ص|03 مارس 2016

فلسطين اليوم

اشتكى العديد من أصحاب مزارع « الدواجن » في قطاع غزة، من استمرار انخفاض الأسعار على مدار شهر تقريباً الأمر الذي كبدهم خسائر فادحة، محملين وزارة الزراعة المسؤولية عن ما يتعرضون له.

ويبلغ سعر بيع كيلو الدجاج من داخل المزرعة إلى الموزعين نحو 7.5 إلى 8 شيقل بينما يباع كيلو الدجاج في الأسواق للمستهلك بنحو 9 شواقل فقط وهذا الانخفاض المتواصل منذ شهر دفع أصحاب المزارع للشكوى من المسؤولين لعدم مبالاتهم للخسائر التي يتكبدونها.

من جهتها حَمَلت وزارة الاقتصاد في غزة جزء من المسؤولية لوزارة الزراعة عن استمرار انخفاض أسعار الدواجن التي ألقت اللوم على أصحاب المزارع لشرائهم الصوص بأسعار منخفضة جداً في حينه.

بينما منعت وزارة الزراعة التجار من استيراد البيض من الأراضي المحتلة حيث أُدخل إلى قطاع غزة خلال شهر فبراير نحو 2 مليون بيضة من أصل 3.5 بيضة لحماية المزارعين.

المزارع « أبو سامر » أكد، أن انخفاض أسعار الدواجن (اللحم) في أسواق قطاع غزة بالشكل الجنوني وبهذا الوقت بالذات (شهر فبراير تذبذب الأجواء الشتوية) تسبب بخسائر فادحة لكافة المزارعين.

وأوضح أن انخفاض الأسعار ناجمة عن إغراق الأسواق الغزية بالدجاج (البياض واللحم) من قبل التجار دون أن يتم مراعاة مصلحة أصحاب المزارعين في هامش قليل من الربح.

وأشار إلى أنه تكبد خسائر تقدر بنحو 12 ألف دولار خلال الفوج الحالي بسبب الموت وانخفاض أسعار البيع بشكل كبير.

وقال أبو سامر لمراسل « فلسطين اليوم الإخبارية »: « اشتريت 10 آلاف »صوص لحم« قبل ما يقارب الشهر والنصف، وعندما بدأ ينضج أصابه المرض بسبب الأجواء الباردة والشتاء وأصبح يضعف ويموت، إضافة إلى انخفاض سعره حيث يُحمل من المزرعة بـ7 شواكل علاوة على التكلفة العالية جداً نتيجة استخدم الغاز في عملية التدفئة وتكلفة شراء العلف والنجارة وغيره الكثير »، مشيراً إلى أن الأسباب السابقة تسببت بخسارة ما يقارب الـ12 ألف دولار.

وبين أن التاجر على استعداد تام لشراء أعداد كبيرة من البيض كل يوم دون أن يترك هامشاً للربح للمزارع.

وشدد على أن استمرار انخفاض أسعار الدواجن بهذا الشكل الجنوني يجعل المزارع يفكر في إنهاء العمل بهذه المهنة لكثرة الخسائر التي يتلقاها فوق رأسه، قائلاً: « الاحتلال والمنخفضات الجوية لهما دور كبير في خسارتي واليوم جاء التُجار والوزارات الحكومية ليزيدوا الطين بلة في خسارتنا ».

من جهته أكد مدير دائرة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد زياد أبو شقرة أن انخفاض أسعار الدواجن في الأسواق الغزية ناجم عن زيادة العرض في الأسواق وهذا تتحمله وزارة الزراعة.

وأوضح أبو شقرة لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »، أن وزارته قامت بتحديد سعر بيع الدواجن من المزرعة بـ8.5 وللمستهلك بـ10شيقل لكن الذي يحدث أن المُزارع نفسه لا يلتزم بتسعيرة الوزارة وذلك لأنه يريد التخلص من الدجاج بمزرعته قبل أن يمرض ويموت.

وقال مدير دائرة حماية المستهلك: « نحن في الاقتصاد نقف مع المزارعين بكل ما يحتاجونه لحمايتهم من الخسائر الفادحة ».

أما مدير عام الإدارة العامة للتسويق والمعابر بوزارة الزراعة تحسين السقا فعزا سبب انخفاض أسعار الدواجن في قطاع غزة والخسائر الفادحة التي تكبدها المزارع إلى الأعداد الكبيرة من بيض « اللحم » التي دخلت إلى قطاع غزة خلال الشهر الأخير من عام 2015.

وأكد السقا، أن التجار وأصحاب « الفقاسات » أدخلوا ما يقارب نحو 4مليون و700 بيضة إلى قطاع غزة خلال الشهر الأخير من العام الماضي، ما دفع أصحاب الفقاسات إلى خفض سعر الصوص الذي وصل إلى 1.5شيقل وهذا الأمر دفع التجار إلى الطمع فقاموا بشراء كميات مضاعفة عما كانوا يطلبون.

وعن تغاضي الزراعة للتجار بإدخال كميات كبيرة قال السقا لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »: "فتحنا الباب أمام التجار منذ بداية عام 2015 للتنافس فيما بينهم ولم نتحكم في كمية ما يُدخلونه إلى قطاع غزة لكن بعدما اكتشفنا دخول كميات كبيرة جداً خلال شهر (12) وانخفاض الأسعار وتكبد المزارع خسائر كبيرة منعنا استيراد البيض منذ بداية شهر فبراير وحتى منتصفه لتقليل خسائر المزارعين.

وأشار إلى أن البيض اللحم الذي دخل إلى قطاع غزة خلال شهر فبراير يبلغ نحو 2 مليون بيضة، وتم منع نحو مليون ونصف من أجل مساعدة المزارعين. لافتاً الى ان القطاع يحتاج إلى 3.5 مليون بيضة شهرياً.

كما لفت السقا إلى أن الزراعة أوقفت استيراد الدجاج المجمد (الصدر الفخذ الجناحين) لمساعدة المزارع في الخسائر لتي تكبدوها.