خبر مهندسون عرب أولا -هآرتس

الساعة 11:00 ص|29 فبراير 2016

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

          حكومة اسرائيل، ورئيسها، يفضلون البحث عن اصحاب بعض المهن من خلف البحار، بدلا من مد اليد لتناول قطعة النقد من تحت القانوس المحلي. هكذا مثلا يرسل طالبو اللجوء للتعفن في منشأة حولوت، في الوقت الذي يتم فيه استيراد التايلنديين للعمل في الزراعة في العربا؛ وبالشكل ذاته يبقى البناءون الفلسطينيون خلف الحواجز، فيما يرتدي بزات الاسمنت والباطون عمال صينيون.

          اعلن بنيامين نتنياهو مؤخرا بان اسرائيل ستغرق قريبا بالمهندسين من خارج البلاد لان « الصناعة بحاجة » الى ذلك. وبالفعل، فان صناعة التكنولوجيا العليا الاسرائيلية بحاجة بالفعل للمهندسين، ولكن النقص يرتبط ايضا بحقيقة ان الدولة لا تحصي المهندسين العرب، اولئك الذين لم يجتازوا طريق الجيش الاسرائيلي.

          اكثر من 500 طالب عربي يتعلمون في كل سنة في مهن سيعمل فيها نظراؤهم اليهود بفضلها في فرع التكنولوجيا العليا. وهم يصلون الى الجامعات والكليات الاسرائيلية وينهون دراستهم بتميز، ومع ذلك نحو 50 في المئة منهم بلغوا مؤخرا بانهم لا ينجحون في ايجاد عمل في المهنة بعد نصف سنة على الاقل من انهاء دراستهم. ويدور الحديث عن معطى مثير للقلق: بدلا من ان تأخذ الصناعة التي تتطلب أياد عاملة ورؤوس ذكية كل مهندس، وبالتأكيد اذا ما انهى دراسته في مؤسسة معترف بها وبعلامات عالية، ففي اسرائيل لا تعمل الامور على هذا النحو.

          رغم نشاط منظمات القطاع الثالث مثل « تسوفن »، كاف مشفيه« ، »معنتاك« و »ITWORKS"، التي تعمل على ربط العامل العربي بالصناعة التي تحتاجه، فان غير قليل من المهندسين العرب من مواطني اسرائيل يذهبون لتعليم الرياضيات في المدارس، بدلا من الدخول الى مجال التكنولوجيا العليا والمساهمة في تطويره ونيل اجر اعلى بكثير ايضا.

          اسباب hلوضع عديدة ومتنوعة: المهندسون العرب لا ينجحون في اختبارات معاهد التصنيف بعلامات عالية، لان الاختبارات ليست ملائمة لهم. واذا كانوا يجتازون الحد الادنى، فانهم يكونون مطالبين بان يسافروا مئات الكيلومترات للعمل في كل يوم، وذلك لان التكنولوجيا العليا لا تزال متمركزة في معظمها في الوسط وليس في شمال البلاد. واذا كانوا سيخرجون من القرية التي في الجليل ويريدون الانتقال للسكن في هرتسيليا مثلا، فانهم سيجدون صعوبة في ايجاد شقة او مدرسة للاولاد. وفوق كل هذا يحوم كل الوقت الخوف من الاخر ومن المختلف، ولا سيما في فترات التوتر، ومحاولة الحفاظ على فقاعة التكنولوجيا العليا منسجمة وعسكرية.

          ولكن، يمكن التغلب على هذه المصاعب. خطة استراتيجية بعيدة المدى، تتضمن رفع الوعي للوضع وبالاساس تمويل ارباب العمل بالميزانية، هو حل ممكن. صحيح أنه يحتاج الى استثمار بعيد المدى ولا سيما رغبة حقيقية في دمج المواطنين العرب في لباب الحياة التجارية في اسرائيل، ولكن هذه مهمة حكومة يفترض أن تحرص على مصلحة عموم مواطنيها. 

*     *    *