خبر الإرتجاج الدماغي: علاماته، أعراضه، وسبل علاجه

الساعة 08:28 م|28 فبراير 2016

فلسطين اليوم

ارتجاج الدماغ هو إصابات رضية في الدماغ (TBI) سببها إرتداد الدماغ أو التوائه بعنف داخل الجمجمة، وهذه الأنواع من الإصابات يمكن أن تسببها الإصابات في الرأس أو هزة فجائية للرقبة أو الجسم.

يعتبر ارتجاج الدماغ من الإصابات الشائعة جداً، فوفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ((CDC، فإن هناك حوالي 1.4 مليون حالة وفاة، وإدخال للمستشفيات، وزيارات لقسم الطوارئ مرتبطة بإصابات رضية في الدماغ ((TBI في كل عام، و 75 إلى 90% منها تكون ناتجة عن ارتجاج الدماغ أو غيرها من أشكال الإصابات الدماغية الخفيفة.

عوامل الخطر

هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر الاصابة بارتجاج في الدماغ، ومنها:

  • التعرض لحادث تصادم سيارة
  • التعرض لحادث مشاة أو دراجة هوائية
  • أن تكون جندياً مشاركاً في القتال
  • التعرض لاعتداء جسدي
  • السقوط، خاصة عند الأطفال الصغار وكبار السن
  • المشاركة في رياضات خطيرة، مثل كرة القدم والهوكي وكرة القدم الأمريكية والركبي والملاكمة وغيرها من الرياضات التي تتطلب اتصالاً جسدياً مع الخصم، كما أن هذا الخطر يزداد إذا كان هناك نقص في معدات السلامة المناسبة والإشراف
  • التغرض لإرتجاج دماغي سابقاً

الأعراض

هناك الكثير من أعراض ارتجاج الدماغ التي تصعب ملاحظتها، ولكن أكثر الأعراض شيوعاً هي الصداع، فقدان الذاكرة – حيث لا يتذكر الشخص الأحداث الأخيرة أو ما تسبب في حدوث الإصابة-، والارتباك، ووفقاً لعيادة مايو كلينيك فمن المحتمل أن تتضمن أعراض ارتجاج الدماغ أيضاً:

  • الدوخة أو “رؤية النجوم”
  • صداع أو شعور بالضغط في الرأس
  • تأخر الاستجابة للأسئلة
  • الارتباك أو الشعور بالضياع
  • غثيان
  • قيء
  • ثقل اللسان
  • الذهول
  • التعب
  • فقدان مؤقت للوعي
  • فقدان الذاكرة التي تخص ما تسبب بحدوث الصدمة
  • طنين في الأذنين

قد تظهر الأعراض بوضوح على الفور أو قد تتأخر لساعات أو أيام بعد الإصابة، ومن الأعراض التي قد تستغرق وقتاً طويلاً لتظهر، وفقاً لعيادة مايو كلينيك، التهيج أو تغييرات أخرى في الشخصية، ومشاكل في التركيز والذاكرة، والحساسية للضوء والضوضاء، ومشاكل في النوم، والاكتئاب ومشاكل الأحاسيس مثل عدم القدرة على التذوق أو الشم.

من جهة ثانية، فقد تختلف الأعراض لدى الأطفال منها عند البالغين وعادة ما تكون أكثر صعوبة للتشخيص نظراً لأنه من الصعب على الأطفال الصغار التعبير عن شعورهم، لذلك يجب على الآباء ومقدمي الرعاية البحث عن السلوكيات الغريبة مثل قلة الحركة، الذهول، الإحساس السريع بالتعب، ظهور نزعات غريبة، القيام بالحماقات غير الإعتيادية، المشي بشكل غير مستقر، الإفراط في البكاء، أو حدوث تغييرات في أنماط الأكل أو النوم.

خلافا للاعتقاد السائد، فإن معظم الارتجاجات الدماغية لا تسبب غياب الشخص عن الوعي، والكثير من الأشخاص لا يسعون لالتماس المساعدة الطبية ظناً منهم بأن عدم فقدانهم للوعي يعني عدم خطورة الحالة.

المخاطر

في الولايات المتحدة، تظهر 1.6- 3.8 مليون حالة إصابة رضية للدماغ مرتبطة بالرياضة أو المجال الترفيهي في كل عام، وذلك وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض، والجدير بالذكر أن الإصابات الرضية للدماغ تقتل الخلايا الدماغية وتؤدي لحدوث تغيرات كيميائية ضمنه.

تبعاً للدكتور (كوري جيل)، وهو أستاذ مساعد في مركز تكساس للعلوم الصحية (A & M) بكلية الطب، وطبيب في فريق تكساس (A & M) لألعاب القوى، فإن أهم شيء يجب على الأشخاص معرفته عن الارتجاج الدماغي هو أنه ليس مثل باقي الإصابات الرياضية الأخرى التي يمكن للشخص فيها الاستمرار باللعب رغم الإصابة، فاللعب على الرغم من عدم الشفاء الكامل من الارتجاج قد يكون أمراً خطيرً، بل يمكن حتى أن يكون مميتاً.

بالإضافة إلى ذلك، فقد وجدت دراسة حديثة بأن لاعبي كرة القدم المحترفين الذين كانوا قد عانوا من فقدان الوعي بسبب ارتجاج الدماغ قد تزداد لديهم مخاطر المعاناة من التغيرات الدماغية وانخفاض قدرات الذاكرة في وقت لاحق من حياتهم.

العلاج

يمكن استخدام الأشعة المقطعية واختبارات الدم لتشخيص ارتجاج الدماغ، وعادة ما تكون الراحة هي العلاج الأكثر شيوعاً للارتجاج الدماغي، ولكن لا ينبغي أن يكون الدماغ خاملاً لفترة طويلة جداً، فعلى الرغم من أن قضاء فترة قصيرة من الراحة مهم للسماح للدماغ لأخذ بعض الوقت للشفاء، إلّا أن الراحة لفترة الطويلة يمكن أن تخفض من الحس الشعوري وتطيل فترة بقاء الأعراض بدلاً من المساعدة على التخلص منها.

عادة ما يتعافى الشخص الذي يصاب بالارتجاج بشكل جيد ولا يعاني من أي مشاكل طويلة الأجل، وعلى الرغم من أنه من النادر أن يصاب المرء بارتجاج ثانٍ قبل أن يشفى تماماً من الارتجاج الدماغي الأول، ولكن في حال حدوثه، فإنه يمكن أن يؤدي إلى تورم سريع وشديد في الدماغ وقد يسبب الموت، وعندها تسمى هذه الحالة أيضاً بمتلازمة الأثر الثاني، وتحدث عادة لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 21 عاماً.

يجدر التنويه هنا إلى ضرورة حماية الأطفال من إصابات الرأس لأن أدمغتهم لا تزال تكون في طور التطور ولأن أنسجتهم لا تكون قد تشكلت بشكل كامل، فتبعاً للدكتور (جوزيف ريمبسون)، المدير المشارك لمركز العناية بالارتجاجات الدماغية وإعادة التأهيل البدني في معهد المركز الطبي لعلم الأعصاب في نيو جيرسي، يبقى الدماغ يتطور حتى يبلغ الفرد عمر الـ20 إلى 25 سنة، وإذا أصيب دماغ الطفل بضرر، فإنه قد لا يصل إلى مراحل التطور النهائية للذاكرة وللوظائف المعرفية.

من جهة ثانية، يشير الدكتور (فاني راو)، وهو طبيب مختص في علم النفس و الأعصاب، فإن غالبية الأشخاص يتعافون من ارتجاج الدماغ الذي يحدث لأول مرة دون المعاناة من أي عواقب طويلة الأمد، ولكن مع ذلك، فإن التعرض لارتجاج الدماغ لمرات متعددة، يزيد خطر الإصابة لديهم بمشاكل عصبية ونفسية مزمنة مثل الاكتئاب والعدوانية ومشاكل الإدراك.