خبر قصة الجاسوس ابراهيم شاهين

الساعة 07:11 ص|23 فبراير 2016

فلسطين اليوم

واجهت المخابرات الصهيونية حملات صحفية عنيفة داخل دولة الكيان وخارجها تقلل من شأنها، بعد عملية رجل المخابرات المصرية رفعت الجمال، فكان رد الموساد من خلال نشر معلومات عبر الصحف الصهيونية عن جاسوس تم زرعة في مصر وكان له الفضل في ارسال معلومات في غاية الدقة عن تحركات الجيش المصري في منطقة قناة السويس إضافة إلى تأكيده بأن المصريين قاموا بتحريك الجسور الخشبية العائمة الحاملة للجنود إلى ضفة القناة.

هذا الجاسوس مواطن مصري عمل في مصر لصالح دولة الكيان طوال سبع سنوات، وكان اسمه « إبراهيم شاهين ».

تبدأ القصة بنجاح المخابرات الصهيونية في تجنيد إبراهيم شاهين إبن مدينة العريش الذي كان يعمل موظفا بمديرية العمل بسيناء بعد أن لاحظت حاجته للمال، وعرض عليه ضابط المخابرات الصهيوني « نعيم ليشع » إعطاءه تصريح للسفر إلى القاهرة، وكانت كل مهمته كما كلفه « نعيم » هي السفر إلى القاهرة وإرسال أسعار الخضراوات والفواكه في القاهرة إلى شقيقه الذي كان يمتلك مكتب للتصدير والاستيراد في لندن، واصطحبه « نعيم » إلى رئيسه المقدم « أبو يعقوب » المختص بتدريب الجواسيس المستجدين.

وأتقن إبراهيم التدريب وأصبح يستطيع التمييز بين أنواع الأسلحة والطائرات والكتابة بالحبر السري، كما نجح في أن يجند زوجته انشراح للعمل معه وحمل معه إلى القاهرة العناوين التي سيرسل إليها رسائله من القاهرة وكانت كلها عناوين في مدن أوروبية.

وبعد وصوله إلى القاهرة تقدم إبراهيم إلى إدارة المهجرين المصريين وحصل على منزل في منطقة المطرية ومعاش شهري تدفعه الحكومة للمهجرين من مدن المواجهة.

وواصل ابراهيم وزوجته إرسال المعلومات المطلوبة، إلى أن طلب منهما السفر إلى روما وهناك تم منحهما جوازي سفر باسم موسى عمر وزوجته دينا عمر، وسافرا من روما على طائرة شركة العال الصهيونية إلى اللد ومنها إلى بئر السبع وتم تكليفه بموجب ذلك بمتابعة وتقصى وقياس الحالة المعنوية للشعب المصري إضافة إلى النواحي العسكرية، وبعد أن عادا من روما قاموا بتجنيد جميع أولادهم للعمل معهم.

وحقق ابراهيم وزوجته نجاحاً كبيراً خاصة في النواحي المعنوية بسبب احتكاكهم بالمناطق الشعبية، وعاود الاثنين السفر إلى بئر سبع مرة أخرى لتلقى دورة تدريبية متقدمة في أعمال التصوير وحصلوا على كاميرات صغيرة تعمل تلقائيا في التقاط الصور، وعادا إلى مصر على أن يتلقوا التعليمات بشفرة خاصة من خلال الراديو.

وبرغم هذا النجاح إلا أنهما فشلا في توقع نشوب حرب السادس من أكتوبر والتي كانت المخابرات الصهيونية قد وعدتهم بمبلغ مليون دولار كمكافأة في حالة توقعهما لميعاد الحرب.

فى بداية عام 1974 سافر ابراهيم إلى تركيا ومنها إلى اليونان ثم إلى تل أبيب وحضر اجتماعا خاصا على مستوى عال مع قيادات المخابرات الصهيونية الجديدة بعد أن أطاحت حرب أكتوبر بالقيادات السابقة.

واستضاف نائب مدير المخابرات الصهيونية ابراهيم وابلغه بأنه سيتم منحه جهاز إرسال متطور ثمنه 200 ألف دولار وهو احدث جهاز إرسال في العالم ملحق به كمبيوتر صغير في حجم اليد له أزرار إرسال على موجه محددة.

وبمجرد وصوله للقاهرة اعدوا رسالة تجريبية ولكنهم اكتشفوا عطلا في مفتاح الجهاز وبعد فشل ابراهيم في إصلاحه توجهت انشراح إلى تل أبيب للحصول على مفتاح جديد.

لم يدر بخلد انشراح أن المخابرات المصرية التقطت رسالة لها عبر جهاز روسي حديث يسمى « صائد الموجات » وذلك أثناء تدريبها وتجربتها للجهاز الجديد.

وأيقن رجال المخابرات المصرية أنهم بصدد الإمساك بصيد جديد، وتم وضع منزل ابراهيم تحت المراقبة وتم اعتقاله صباح 5 أغسطس 1974 مع ولديه وانتظارا لوصول انشراح من تل أبيب أقام رجال المخابرات المصرية بمنزل ابراهيم لثلاثة أسابيع كاملة، وبمجرد وصولها استقبلها رجال المخابرات المصرية وزج بهم جميعا إلى السجن.

وكانت المخابرات الصهيونية قد بثت رسائل بعد عودة انشراح من دولة الكيان واستقبلها رجال المخابرات المصرية على الجهاز الصهيوني بعد أن ركبوا المفاتيح ، ووصل الرد من مصر.

« أنا ابراهيم شاهين والملازم أول انشراح سقطا بين أيدينا .. ونشكركم على ارسال المفاتيح الخاصة بالجهاز .. كنا فى انتظار وصولها منذ تسلم ابراهيم جهازكم المتطور »

تحياتنا إلى السيد « ايلي زئيرا » مدير مخابراتكم.