خبر أهلا بالقادم الى النادي- هآرتس ​

الساعة 11:42 ص|14 فبراير 2016

فلسطين اليوم

أهلا بالقادم الى النادي- هآرتس 

بقلم: جدعون ليفي

 (المضمون: حسب الكاتب المعروف توماس فريدمان فان حل الدولتين مات ولا يوجد سوى حل الدولة الواحدة. وهذا الحل يستوجب معاقبة اسرائيل ومقاطعتها من اجل انهاء التمييز العنصري - المصدر).

وصل الى النادي شاب جديد ومهم. ومثل الجدد فهو ما زال يقف جانبا مترددا وغير واثق وقد يكون غير شجاع، وما زال يخاف من الانتقال الى ساحة الرقص الصاخبة – لكنه هناك. أعطوه القليل من الوقت ليتعود. أهلا بالقادم الى النادي توماس فريدمان.

كتب صاحب القلم الاشهر في العالم في الاسبوع الماضي في « نيويورك تايمز »: « لقد انتهى الامر يا اصدقائي، توقفوا عن ارسال اقتراحاتكم للكُتاب حول حل الدولتين ». وبتأخر نموذجي لمن يحاولون وضع أنفسهم في مركز خيالي، توصل فريدمان الى استنتاج أن عملية السلام قد ماتت وأن الرئيس القادم للولايات المتحدة سيضطر الى مواجهة اسرائيل « المصممة على احتلال كل المناطق بين النهر والبحر » وأن اسرائيل لم تعد تلك التي عرفها الاجداد المرشحون للرئاسة. كالعادة مع اعضاء المركز الليبرالي الحذرين فان فريدمان يسارع الى اتهام كل العالم: المستوطنون، شلدون ادلسون، بنيامين نتنياهو، حماس ومحمود عباس. وللأسف أنه يفعل ذلك من جديد. مات متهم أساسي واحد في هذا الوضع. وفقط عليه تقع المسؤولية لانهاء الاحتلال – ولم يبادر الى فعل ذلك. لم يسبق أن كانت لاسرائيل نية، حتى للحظة، للذهاب الى حل الدولتين. هي القوية وهي المحتلة، لذلك لا يمكن توزيع المسؤولية بينها وبين الضعيف الواقع تحت الاحتلال. ولا يمكن ايضا الاكتفاء باتهام نتنياهو، المستوطنون وادلسون – دون الباقين بدءً من شمعون بيرس ومرورا بتسيبي لفني وحتى اسحق هرتسوغ واهود باراك. هل هم متهمون أقل؟ هذه بالطبع خطوات فريدمان المترددة والغير حاسمة بما يكفي على ضوء الوضع القاطع، لكن السطر الاخير بالنسبة له قاطع جدا: « كلهم قتلوا حل الدولتين. لنسمح لمرحلة الدولة الواحدة أن تبدأ ».

فريدمان مجرد صحفي. ومع ذلك لا يمكن تجاهل هذه اللحظة المفصلية حيث انفصل فيها من كان يعكس دائما ما يحدث في واشنطن وأثر عليه عن فكرة رفاقته ورافقتنا سنوات طويلة. سمع فريدمان ذلك في الأروقة. اذا لم يسمع ذلك فهم سيتحدثون منذ الآن عن هذا الامر. هذا قليل ومتأخر – لكنه مشجع جدا. حفل الاقنعة الاطول وفكرة الدولتين وصلت الى نهايتها بالنسبة لفريدمان. يمكن مباركة ذلك. اذا استمعت امريكا الى كبير المحللين فهناك أمل. وسعادة مستمرة في ترديد فكرة الدولتين ايضا بعد موتها – لأن هذا مريح للجميع – وستضطر الى ايجاد فريدمان الخاص بها من اجل ايقاظها من سباتها. فقط امريكا واوروبا تستطيعان ايقاظ الجميلة النائمة، ألا وهي اسرائيل، ايقاظها للواقع الجديد. إنها لن تفعل ذلك بارادتها. كل من يعرف اسرائيل يعرف ذلك.

ما الذي يمكن فعله في اليوم التالي لجنازة الميت؟ فريدمان ليس هناك بعد. انتظروا قليلا حيث قد يتوصل هو ايضا الى الاستنتاجات التي لا يمكن منعها: الدولة الواحدة قائمة منذ خمسين سنة تقريبا وهي موجودة لتبقى، وكل ما بقي لفعله هو محاربة الابرتهايد الذي أقامته على جزء من مناطقها. حقوق متساوية للجميع يجب أن يكون اسم اللعبة الآن، شخص واحد، صوت واحد مثل النضال ضد الانظمة المجحفة الاخرى في التاريخ. وكيف نصل الى ذلك؟ الطريقة الغير عنيفة الوحيدة الباقية هي طريقة العقاب. انتهى كل الجزر وبقيت العصي، كما قالت حركة بي.دي.اس وكما يعرف فريدمان.

صحيح يا توم العزيز، إنها ليست الدولة التي حلم بها أجدادنا. إنها بعيدة عن ذلك. الآن يجب التعامل معها بالمثل من اجل محاولة اعادتها الى المسار الصحيح.