خبر رئيس الوزراء مع الفساد -هآرتس

الساعة 11:03 ص|09 فبراير 2016

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

          وجد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لنفسه عدوا جديدا لقدرة حكومته على الحكم: الموظفين. يتبين أن الموظفين المهنيين هم الذين يمنعونه من الحكم، وذلك بعد سبع سنوات متوالية في المنصب، وفيما يعتبر رئيس وزراء لا يهدد أحد ولايته.

          ولما توفر عدو جديد، بسببه فقط تفشل حكومة نتنياهو في حربها ضد غلاء المعيشة أو ربما في تحسين مكانة اسرائيل في العالم، فقد اعلن عن تصفيته المتوقعة: الغاء لجنة التعيينات لاختيار موظفي الحكومة المهنيين، ونقل حق اختيار الموظفين للقيادة السياسية، الوزراء.

          تنضم هذه الخطوة الى خطوة اخرى لاضعاف مكانة مئة موظف حكومي كبير تم اختيارهم لولاية محدودة، من خلال اعطاء الحق في اقالتهم لديوان شؤون موظفي الدولة. وهدف هذه الخطوة هو اقالة رئيس سلطة الشركات الحكومية، اوري يوغاف، الذي حرك خطوة (« منتخب اعضاء مجالس الادارة ») كان يفترض بها أن تعزز المهنية، الاجراء التنافسي، مساواة الفرص والتمثيل المناسب في تعيين مجالس الادارة. هكذا يحصل للرجل الذي تجرأ على مخالفة كلمة المملكة، فهو سيقال مكللا بالعار، ولما كان لا يمكن اقالته وحده، فعلى شرفه سيتم تغيير قواعد الاقالة لمعظم الطاقم الكبير في الحكومة.

          الخطوتان معا، اللتان تتمان بمباركة نتنياهو، تضعفان مكانة الموظفية المهنية الحكومية، تمسان من خلالها وتجعلان الحكومة فالتة أمام تعيينات سياسية غير مناسبة. فالسنوات التي سيطر فيها مركز الليكود على الحكومة ولدت بضع لوائح اتهام خطيرة ضد وزراء، وثمن الفساد في الشركات الحكومية يدفعه كل مواطني اسرائيل.

          تحقيقات الرشوة في « مسارات اسرائيل » (دائرة الاشغال سابقا)، شركة الكهرباء او القطار، هي كلها نتيجة ادارة مصابة بالخلل للشركات الحكومية التي تسيطر عليها لجان عاملين ذات نزعة قوة ومدراء مخصيين، هم تعيينات سياسية من الوزراء. وهذا الواقع بالضبط جاء يوغاف لتغييره، من خلال القول ان اصحاب الكفاءات فقط – وليس اصحاب العلاقات – هم الذين سيعينون لادارة الشركات الحكومية. باستثناء أن هذا الاقتراح، الذي هو مجرد خطوة اولى لازمة من أجل القضاء على الفساد، تؤدي الى اقالته – الى جانب ضعضعة المكانة المستقلة لكل الموظفية العليا في الحكومة.

          ان اقالة يوغاف واضعاف الموظفية المهنية سيخدمان الوزراء في المدى القصير وسيعززان قوتهم في مركز الليكود، ولكن الدولة ستدفع لقاء ذلك ثمنا باهظا سيجد تعبيره في تدهور الادارة الحكومية. يفهم نتنياهو جيدا ما هي الخطوات التي يجب اتخاذها من اجل النجاعة في الادارة الحكومية، ولكن بقاءه السياسي مرة اخرى يشوش تفكره. وسيكون مواطنو اسرائيل هم الذين سيدفعون الثمن.