خبر زواج ليس من السماء- هآرتس

الساعة 10:54 ص|09 فبراير 2016

فلسطين اليوم

بقلم: موشيه آرنس

(المضمون: قانون رفع نسبة الحسم للانتخابات في الكنيست هو الذي دفع الاحزاب العربية الى انشاء القائمة المشتركة رغم الفوارق الكبيرة بين هذه الاحزاب - المصدر).

          الشيوعيون والناصريون والاسلاميون – هذه هي تركيبة القائمة العربية المشتركة. اضطر جميع هؤلاء الى تشابك الايدي بسبب القانون الذي رفع نسبة الحسم للكنيست. يجب أن نتخيل قائمة يهودية للكنيست تجمع بين ميرتس واسرائيل بيتنا وشاس من اجل فهم أن القائمة برئاسة أيمن عودة تعمل.

          الازمة الاخيرة حدثت عندما تم استدعاء جميع اعضاء القائمة المشتركة من اجل زيارة عائلة بهاء عليان، وهو أحد المخربين اللذين قتلا الون اندريه جوبابرغ وريتشارد لايكن وحبيب حاييم في الحافلة في القدس في تشرين الاول الماضي. الاعضاء الثلاثة من « بلد » وهم العنصر الناصري، استجابوا للدعوة والآخرين لم يستجيبوا. الثلاثة، جمال زحالقة وحنين الزعبي وباسم غطاس، لا يفوتون فرصة للاستفزاز واثبات كراهيتهم لاسرائيل واثارة غضب اغلبية مواطني اسرائيل، يهودا وعربا. يبدو أنه لا حدود لما هم مستعدون لفعله وهم يلوحون بحصانتهم كاعضاء كنيست. مؤسس بلد وزعيمها السابق عزمي بشارة هرب من اسرائيل حينما اشتبه بالخيانة والتجسس. هو موجود الآن في قطر. يبدو أنه النموذج الذي يحاول الثلاثة تقليده.

          زحالقة الذي يرفض استنكار اعمال القتل، يحول القاتل الى ضحية، ومصمم على أن القتلة هم « ضحايا الاحتلال ». أي أن الاحتلال هو الذي قتل حبيب وجوبابرغ ولايكن وليس المخربين الفلسطينيين. ويبدو أن الامر كذلك في حالة نشأت ملحم الذي لم يعش تحت « الاحتلال » والفتاتين في جيل 13 سنة اللتين طعنتا الحارس يوم الخميس.

          القائمة المشتركة هي مثال على قانون النتائج غير المتوقعة. من منطلق النية في تحسين الحكم في اسرائيل بادر افيغدور ليبرمان الى رفع نسبة الحسم في الانتخابات للكنيست. هذا القانون الذي تمت المصادقة عليه وضع الاحزاب العربية الثلاثة في الكنيست امام خيار التوحد أو الاختفاء. التوحد بين الثلاثة يشبه الزواج تحت التهديد بالسلاح.

          الحكم، أي استقرار الحكومة، لم يتحسن بعد الانتخابات، بل على العكس، اصبح ضعيفا. النتيجة المباشرة لهذا القانون هي ائتلاف من 61 مقعد في الكنيست – احد الائتلافات الاكثر تقلصا في التاريخ السياسي في اسرائيل في الوقت الذي يجلس فيه ليبرمان نفسه في المعارضة مع القائمة المشتركة.

          لكن الضرر لم ينته هنا. إن ما فعله اعضاء بلد اثار سخط كثير من المواطنين اليهود، والاخطر من ذلك أنه خلق الانطباع انهم يمثلون موقف القائمة المشتركة كلها ويمثلون العرب في الدولة. كل ذلك لن يساعد على تحسين العلاقات بين اليهود والعرب في اسرائيل. هذا التحسين ليس احد اهداف زحالقة والزعبي وغطاس. من المهم ازالة الانطباع الذي خلقه الثلاثة – أن يقوم رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة بالابتعاد عنهم علنا والقول إنهم يمثلون انفسهم فقط.

          إن استفزاز زحالقة والزعبي وغطاس جاء في الوقت الذي اتخذت فيه الحكومة قرارا تاريخيا بتخصيص 15 مليار شيكل للوسط العربي في السنوات الخمسة القادمة لتحسين مستوى الحياة وزيادة المساواة في المجتمع الاسرائيلي، وهذا ايضا لا يهم الثلاثة. لا يهمهم اذا كانت اعمالهم ستؤثر على تطبيق القرار. وهذا دليل آخر على أن هدفهم ليس مصلحة العرب في اسرائيل. نأمل أن من انتخبهم للكنيست سيستخلص العبر من هذه القضية.