بالصور احذروا النار.. غزيون يُقبلون على شراء « الحطب » للتدفئة

فلسطين اليوم

رغم ما تشكله النيران من خطورة كبيرة على حياة المواطنين إلا أنها تعتبر الوسيلة الأولى والأخيرة للحصول على تدفئة مناسبة، في ظل استمرار تفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة واشتداد البرد القارص الذي يضرب الأراضي الفلسطينية منذ أربعة أيام.

« البيوت الغزية الواسعة حتى الشقق السكنية منها » لا تخلو من « الحطب والفحم » التي تستخدم في تدفئة البيوت كبديل عن المدفئة التي تعمل على التيار الكهربائي.

المنزل يشبه « الثلاجة » وأشعر برفقة زوجتي وأطفالي بالبرد القارص لذلك  أشعل النار

« أبو مصعب » كغيره المئات من المواطنين يلجأ إلى إحدى ورشات النجارة لشراء ما يلزم من الخشب لتدفئة منزله (المثلج) بسبب اشتداد البرد القارص.

يقول أبو مصعب لمراسل « فلسطين اليوم »: « المنزل يشبه »الثلاجة« وأشعر برفقة زوجتي وأطفالي بالبرد القارص لذلك أسعى لتدفئتهم عبر إشعال النار خارج المنزل ثم أدخلها عندما تكون عبارة عن جمر ».

ويشير إلى أنه يُشعل النار بدلا عن التدفئة بسبب انقطاع التيار الكهربائي لمدة تصل إلى أكثر من 22 ساعة في اليوم.

وأوضح أبو مصعب أنه يقوم بشراء (كيس الحطب بـ15 شيقل من ورشة نجارة) تكفيه لمدة تصل إلى أربعة أيام نتيجة الاستخدام المتواصل من قبل العائلة.

ويخشى كغيره من المواطنين من خطورة إشعال النيران داخل المنزل، قائلاً: « بعد أن أشعر بتدفئة المنزل وأطفالي أقوم بإخراج موقد النار من الشقة خشية من الاختناق والتسمم ».

يشار إلى أن الكثير من المواطنين يشعرون بالاختناق الشديد وخاصة المرضى منهم نتيجة إشعال النيران، لأنها تُخرج غاز أول وثاني أكسيد الكربون.

هناك خطورة كبيرة على حياة الأطفال وكبار السن الفئات الأكثر تضرراً من الغازات السامة

مدير دائرة التثقيف الصحي معين الكريري أكد أن إشعال النيران في المنازل المغلقة تشكل خطورة كبيرة على حياة المواطنين خاصة وأنها تفرز غازات سامة تُسبب الموت تدريجياً.

وقال الكريري لـ« فلسطين اليوم »: « عندما يتم البدء في إشعال النيران يخرج غاز أول أكسيد الكربون وهذا أخطر أنواع الغازات السامة وبعد أن يتم إشعال النيران يخرج غاز ثاني أكسيد الكربون ليحل الغازان محل الأكسجين ما يُسبب التسمم التدريجي.

وأوضح أن الحالات التي أصيبت بالاختناق في السنوات الماضية كانت نتيجة الغازات السامة المنبعثة من إشعال النيران، قائلاً: »هناك خطورة كبيرة على حياة الأطفال وكبار السن الفئات الأكثر تضرراً من الغازات السامة« .

وأشار الكريري إلى أن أول أكسيد الكربون المنبعث عن عملية إشعال النيران الغير مكتملة هو أخطر من غاز ثاني أكسيد الكربون لأنه يلتصق بالدم وينتقل إلى خلايا الجسم ما يشكل خطورة كبيرة على حياة الإنسان.

ودعا الكريري، المواطنين إلى تدفئة المنزل وإخراج موقد النار خارجه بعد الخلود إلى النوم خشية من التسمم التدريجي.

وإذا حدث مكروه لا سمح الله قال الكريري: »يجب إخراج المختنق من مكانه ونقله إلى مكان أكثر تهوية ثم عمل تنفس صناعي لتجديد مجرى الهواء وإذا لم تحدث استجابة علينا الاتصال بطواقم الإسعاف ونقله إلى المستشفى« .

القاتل الصامت » خطير جداً ويجب الحذر عند استخدامه

من جهته قال مدير جهاز الدفاع المدني في غزة محمد الميدنة: « هناك الكثير من الناس تلجأ إلى إشعال النار داخل المنازل في ظل المنخفض الجوي واستمرار انقطاع التيار الكهربائي وهذا يشكل خطر على حياة المواطنين إذا لم يكونوا منتبهين ».

وأضاف في تصريح خاص لـ« فلسطين اليوم »: « أن الدفاع المدني يطلق على (الفحم والحطب) »القاتل الصامت« لخطورته الكبيرة »، مناشداً المواطنين لإشعال النيران خارج المنزل ثم إدخال موقد النار للتدفئة وبعد الانتهاء يجب إخراج موقد النار من المنزل والتأكد من تجدد الهواء.

ودعا الميدنة المواطنين إلى فتح نوافذ المنزل وتهويتها، مطالباً من المواطنين التقليل من استخدام الحطب والفحم والكاز الأبيض في إشعال النار.