خبر استراتيجية « إسرائيل » الأمنية المقبلة بعيون إسرائيلية وفلسطينية

الساعة 09:03 ص|26 يناير 2016

فلسطين اليوم

خلص معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة « تل أبيب » لبلورة خريطة مخاطر تهدد « إسرائيل » في المنظور القريب وعلى ضوء المتغيرات الحاصلة في محيطها.

ويرى أن الملف الايراني لم يعد تهديدا في المرحلة الحالية، لكن من الممكن أن يكون كذلك بعد عشر سنوات، لذلك يدعو « إسرائيل » للتنسيق الدائم مع الولايات المتحدة في هذه المسألة، وتفعيل دور أصدقائها في الولايات المتحدة واليهود فيها للضغط على النظام هناك من اجل نكث الاتفاق النووي مع إيران وزيادة الرقابة عليها إضافة إلى العمل على إضعاف إيران من خلال الساحة السورية.

ويعتقد المعهد في ورقة تلخيصية أن الملف الإيراني يعد من أهم الصدمات التي تلقت فيها « إسرائيل » ضربة مهمة كما يتجلى الآن بهرولة الغرب نحو طهران.

ويوصي المعهد بأن تبقي على استعدادها لإمكانية استمرار الأوضاع الحالية في سوريا والشرق الأوسط لسنوات طويلة ومواجهة منظمات متشددة غير حكومية مع إمكانية عدم عودة سوريا كدولة واحدة أيضا والوصول إلى تفاهمات مع روسيا من أجل رسم خريطة المنطقة بما يتناسب مع مصالحها ولتفتيت أي خطر من الممكن ان يحدق بـ« إسرائيل ».

وترى « إسرائيل » أن الخيارات التي وجب فعلها، تعزيز حكم السيسي في مصر، وتوثيق العلاقة مع ما يعرف بدول الاعتدال العربي، خاصة الأردن الإمارات الكويت وصولا إلى العربية السعودية. ويعتبر المعهد أن « إسرائيل » حققت بهذا الملف إنجازات مهمة منذ 2014، لكنها في الوقت ذاته أخفقت في تحقيق بيئة تطمئن لها في هذه الدول برغم مساندة الولايات المتحدة لـ« إسرائيل » في ذلك.

كما ينبه لضرورة الاستعداد لإمكانية مواجهة عسكرية أقوى وأكبر مع حزب الله، الذي تعاظمت قدراته التسليحية في الفترة الأخيرة، مع الأخذ بعين الاعتبار الدور الروسي في المنطقة وإمكانية لجم حزب الله من خلال روسيا.

ويحذر المعهد من حالة الفراغ السياسي القائم مع السلطة الفلسطينية موصيا بالعودة إلى المفاوضات معها للوصول إلى حل سياسي.

وفي حال فشل ذلك يعتقد انه على « إسرائيل » القيام بعملية انفصال فعالة عن الفلسطينيين، من أجل حفظ أمن سكانها.

في الوقت نفسه يدعو المعهد لإعداد الجيش لمواجهة أخرى مع غزة في ظل تعاظم وازدياد قوة حماس الصاروخية وبنائها للأنفاق، مع تفعيل الدور المصري في حصار حماس في القطاع والعمل على إشعال فتيل حرب بين مصر وغزة.

ويرجح المركز» ثبات الجبهة في هذا العام مع غزة، لكن مصير الثبات إلى مواجهة ستكون أوسع من سابقاتها».

ويوصي بتعميق العلاقات مع الدول العربية البرغماتية، للمساعدة في حل القضية الفلسطينية ومواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، في ظل وجود قاسم مشترك يكمن بالتهديد الإيراني، منوها أن ذلك يسهل الوصول لاتفاق مع تركيا.

قراءة فلسطينية ويعتبر مركز القدس الفلسطيني « إسرائيل » من أكثر دول العالم التي تواجه مخاطر أمنية كونها دولة احتلال. ويقول في بيان إنه منذ قيامها لم تعرف فترة طويلة من الهدوء، ويرجع ذلك لأسباب موضوعية أهمها سعي الشعب الفلسطيني للتحرر من الاحتلال الإسرائيلي.

ويرى مركز القدس أن أهم التحديات أمام « إسرائيل » تآكل قوة الردع الإسرائيلية، كما يتجلى باستعادة غزة قوتها ومقاومتها القادرة على ابتكار وسائل خلاقة كما جاء على لسان وزير التعليم في « إسرائيل » نفتالي بينيت قبل أيام.

كما يرى أن أحداث انتفاضة السكاكين تظهر ضعف الجبهة الداخلية الإسرائيلية، والتي قال حولها «بنيامين نتنياهو» إننا لا نملك حلولا سحرية، ملوحا باتخاذ خطوات قمعية أكبر لمواجهتها. ويرجح أن يؤدي استمرار الانتفاضة لجدل واسع في « إسرائيل » حول الواقع الراهن ومستقبل الاحتلال في ظل هيمنة الخوف الناجم عن عمليات الفلسطينيين .

وعلى مستوى التغيرات الإقليمية ترى الدراسة أن « إسرائيل » تدرك وبشكل جدي بأن التغيرات الحاصلة في الإقليم لن تكون في صالحها، وان كانت مستفيدة الآن من الحروب في محيطها لكنها على موعد مع قوى أكثر تشددا، بالإضافة إلى ذلك فإن « إسرائيل » لا تنظر بارتياح إلى الخلخلة الحادثة للأنظمة العربية الصديقة وعلى رأسها الأردن ومصر.

منوها أن « إسرائيل » تدرك أيضا بأن حزب الله المدجج بالصواريخ ربما يبادر لحرب معها لاستعادة الزخم الإقليمي والتعاطف الشعبي الذي حظي به لسنوات طويلة، وربما هربا من المستنقع السوري ليعيد البوصلة باتجاه « إسرائيل » وان كان هذا الأمر مستبعدا على المستوى التكتيكي في هذه المرحلة على الأقل».

ويشير لخطر إيران لأنها ستصبح أغنى وقد تصبح نووية علاوة على نية واشنطن إسناد دور وظيفي لها يسهم بتداخلات تستفيد منه في المنطقة. لكن مركز القدس الفلسطيني للدراسات وعلى غرار رؤى إسرائيلية أيضا يرى أن المقاومة الفلسطينية ما زالت الباعث الأكثر حيوية في التأثير على منظومة الأمن الإسرائيلي من حيث تأثيرها على البيئة المقاومة في المنطقة.

وبرأيه سيكون في 2016 للواقع في الضفة الغربية والقدستلة المح، والداخل حضور يوازي حجم البيئات الأخرى بل يزيد عليها من ناحية التحديات.

لذلك يرجح أن تعمد « إسرائيل » إلى مواصلة سياسة القبضة الأمنية، لكن في الوقت ذاته ستحافظ على دور أمني محوري للسلطة الوطنية من خلال التنسيق الأمني».

ويعتقد أن هذا الحل لم ينضج بعد لكن خيارات « إسرائيل » تقوم على نمطين من الفعل (إضعاف القيادة السياسية، بأكثر مما هي عليه الآن لصالح خيارات اقتصادية وأمنية).

ويخلص مركز القدس للقول إنه برغم ما حققته « إسرائيل » في ملفات العلاقة من الدول العربية، وتفتيت دول كالعراق وسوريا، ونجاح « إسرائيل » في تجنيد دعم عسكري أمريكي وأوروبي سخي، إلا أنها ما زالت تتحسب لانهيار أي من جبهات الشمال والجنوب.

ويقول مدير مركز القدس علاء الريماوي إن العام 2016 يحمل لـ« إسرائيل » كثيرا من الألغام على المساحة الأمنية، ويحمل أيضا تحولات ستتضح في الربع الأخير منه، والذي من شأنه التأسيس لتحولات أعمق في الشرق العربي.

وبرأيه يتطلب من الجانب الفلسطيني تعزيز رؤية وطنية تفهم الساحات المحيطة، لنجاح بيئة تخفف من حجم الضرر وتعظم من الانجازات".