خبر الكيان الصهيوني يعود للمربع الاول: فشل التطبيع.. والمدركات المعرفية..ياسر رحال

الساعة 08:51 ص|26 يناير 2016

ياسر رحال

« مرور الزمن ».. عبارة تدمغ الكثير من القواعد في العمليات القانونية والاجتماعية، البعض يعتمدها كأداة لتغيير القيم عند الجمهور معتقداً أنها كفيلة بهذا التغيير.


البعض الآخر يعتبرها بابا للقضاء على الأحكام القضائية والأفكار المسبقة في المجتمعات.
أما في فلسطين فإن « مرور الزمن » لا يحكم أية عملية او تصرف.. حتى في ملاعب كرة القدم والتي من المفترض أن جزءا من الروح الرياضية يسيطر على أفعال اللاعبين فضلاً عن الجمهور.
ولمن لا يعرف في فلسطين المحتلة هناك دوري لكرة القدم، تحاول من خلاله سلطات الاحتلال دمج الفلسطينيين تحت عناوين شتى، منها المواطنون العرب، حملة الهوية الزرقاء، الخط الأخضر.. إلخ.
وإليكم النموذج عبر ما ورد في صحيفة « هآرتس » تحت عنوان: « أنشد هتكفاه يا محمد » بقلم: روغل ألفر:
« جميع مشجعي بيتار هم من أبناء القومية اليهودية، يغنون النشيد اليهودي. أما مشجعو سخنين فكلهم من أبناء القومية الفلسطينية، ردوا بالنشيد الفلسطيني ».
ومحمد هو محمد أبو يونس، رئيس فريق أبناء سخنين لكرة القدم، والذي حاول المعلق في القناة العاشرة الصهيونية « رافي ريشف » جره إلى مرمى التطبيع عبر استيضاح ما جرى في الملعب عندما صرخ جمهور نادي سخنين « بالروح بالدم نفديك يا أقصى ».

حتى اليوم ما زال التطبيع في فلسطين أمراً غير مستساغ ولا يمر مرور الكرام، هو « كي الوعي » الذي ما نفع يوماً مع أبناء الأرض المقدسة.
اليوم يثبت شعب فلسطين أن الكبار وإن ماتوا او استشهدوا فالصغار لا ينسون بلا ويقاومون بانتظار اليوم الموعد بالتحرير الشامل.
حاول المعلق الطلب منه إنشاد ما يعرف بالنشيد الوطني للكيان، فرد أبو يونس أنه لا يحفظ كلماته، أكمل المعلق طالبا دندنة موسيقاه، فكان الرد الصاعق: « لا استطيع ولا أريد ».
الرفض بات ملكة يستخدمها الفلسطيني، ولا يكتفي بالتهرب..
أين العرب إذا من هذا الموقف؟
باعوا القضية وتركوا الشعب الفلسطيني لوحده، خربوا سوريا وتركوا الشعب السوري لاجئاً على أبواب العالم.. يهدمون اليمن ويريدون تشريد شعبه كما فعلوا أبان النكبة يوم قال قائلهم للفلسطينيين: « كلها شغلة يومين وبترجعوا.. ».
بعد خمسة وستين من الاعوام ما زال اللاجئون الفلسطينيون في دول اللجوء القسري.. وثروات الحكام العربي ترتفع أرقامها رغم ما يصرف على كتاب الاوراق الصفراء التي تمجد مليكهم وهنا آخر العناوين: « مدركات المعرفة في تكوين الملك سلمان الفكري »...
سأكتفي بالرد بمدركات معرفية حقيقية كتبها الشهيد الفلسطيني إبراهيم عكاري في وصيته لأولاده الذين ردوا على الصهيوني بضرورة خروجه من أرضهم عندما سأل « ما فينا نعيش ما بعض »:
« أولادي الأحباء..
أعلم أنني بعد اليوم لن أذهب معكم إلى مدرستكم صباحا..
لن أقبل جبينكم ليلاً أو أتلو عليكم قصة قبل النوم..
أعلم أننا لن نتصور مثل هذه الصورة مرة أخرى .. ستشتاقون إلي صباح مساء وهذا لن يكون سهلاً..
لكن هذا الوطن مليء بأطفال مثلكم آملين بمستقبل أفضل وبوطن يليق ببراءة وجوههم..
سأرحل لأهدم جميع الجدران التي تفصلكم عن الحياة الكريمة..
سأرحل لأقتل كل محاولة لقمع تاريخنا .. حاضرنا .. ومستقبلنا..
سأرحل لأجلكم ولأجل كل طفل فلسطيني ..
لأدافع عن أحلامكم البسيطة..
تصبحون على وطن..
أبوكم »
شتان بين الأعمى والبصير!