خبر بالصور: قلوب أصحاب الكرفانات 'تحترق' وأعصاب المسؤولين 'أصقع من المنخفض'!

فلسطين اليوم

تحولت الكرفانات المخصصة للمدمرة بيوتهم في قطاع غزة بفعل المنخفض الجوي إلى « ثلاجات موتى »؛ بسبب انخفاض دراجات الحرارة.

ويعيش مئات الفلسطينيين الذين شردتهم الحرب عام 2014 في مخيمات للكرفانات أبرزها أُقيم في بيت حانون شمالا ومنطقة خزاعة جنوب القطاع وجحر الديك في المنطقة الوسطى.

ويضرب المنطقة منخفض جوي عميق، حيث تتساقط الأمطار بشكل غزير مصحوبة بعواصف رعدية.

الحاجة فاطمة لم يكن بوسعها في ظل تلك الظروف إلا أن تلتف هي وأطفالها حول موقد النار لعلها توفر لهم قليلاً من الدفء داخل الكرفانات الحديدية التي وزعت عليهم بعد الحرب الأخيرة على غزة عوضاً عن منازلهم التي دمرها الاحتلال قبل نحو عام ونصف.

وتقول الحاجة فاطمة التي تسكن إحدى الكرفانات في بيت حانون شمال قطاع غزة: نموت من البرد داخل الكرفانات والمسؤولين لا يحركون ساكناً، ولا نتقاضى بدل أجارات، والحياة داخل تلك الأقفاص لا تطاق.

وتضيف: الجهات المعنية وعدتنا عندما نزحنا من بيوتنا التي دمرها الاحتلال بتأمين مساكن صالحة للعيش، والنتيجة نعاني الأمرين (..) أين الجهات المعنية والمسؤولين لوقف معاناتنا.

وتوضح الحاجة فاطمة أن الحيوانات لا يمكنها تحمل العيش في الكرفانات التي لا تحوي أية مقومات للحياة، قائلة « نعيش داخل الكرفانات 12 فرد وعندما يتحرك احدنا يدعس النائمين في الكرفان من الضيق داخله ».

وطالبت الحاجة فاطمة الجهات المعنية والمسؤولين بالتحرك تجاه معاناتهم اليومية، مشيرة إلى ان مشاكلهم داخل الكرفانات تتفاقم دون بصيص أمل أو حل من المسؤولين عن معاناة المواطنين.

ويقول متضرر آخر-رجل كبير بالسن-: أتمنى من جميع المسؤولين ان يعيشوا عشرة دقائق لا أكثر داخل الكرفان للتعرف على معاناة المتضررين، ليشعروا معنا بالبرد الذي يأكل لحم أطفالنا.

ويتساءل المتضرر « متى يصحو العرب من نومهم تجاه معاناتنا؟! »، مطالباً إياهم بالنظر لهم بعين الرحمة والشفقة.

وتقول متضررة أخرى: الكرفانات عبارة عن لوح ثلج، لا يوجد فيه أية مقومات، لا في مدفئة ولا أغطية مناسبة والحياة هناك قطعة من جهنم.

وتضيف بحرقة: لا ننتظر مساعدة من احد، فقط ننتظر الفرج من الله عزوجل، فقد يأسنا من البشر ومساعدتهم.

ويعاني أصحاب الكرفانات من ظروف صحية مأسوية، نظراً لعدم ملائمة الكرفانات لمقومات الحياة، ولافتقادها لعناصر التهوية والتدفئة الكافية، حيث كثيراً ما يصاب سُكانها بأمراض البرد في الشتاء وأمراض عديدة في الصيف.

وشن الاحتلال الإسرائيلي العام الماضي صيف 2014 حربا على قطاع غزة استمرت« 51 »يوما أسفرت عن استشهاد نحو 2200 فلسطيني وإصابة 11الف آخرين؛ وفق وزارة الصحة الفلسطينية، فيما أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية ان إجمالي الوحدات السكانية المتضررة جراء هذا العدوان بلغ 28 الفا و366 وحدة.

ولجأت منظمات دولية إلى بناء نحو ألف كرفان لإيواء المشردين من الحرب لحين بناء منازل لهم.