خبر هل التحركات « الاسرائيلية » على حدود غزة مقدمة لحرب جديدة؟

الساعة 03:08 م|21 يناير 2016

فلسطين اليوم

تباينت آراء المحللين السياسيين، حول ما نشره الإعلام « الإسرائيلي » مؤخراً ودلالاته من اندلاع حرب رابعة على قطاع غزة واستبعادها في ظل استمرار مواجهة قوات الاحتلال لانتفاضة القدس المشتعلة في الضفة المحتلة.

وكانت قوات الاحتلال وفقاً لصحيفة يديعوت أحرنوت أعادت صباح اليوم الخميس، نشر المدفعية الثقيلة قبالة الحدود الشرقية شمال قطاع غزة، بعد مرور أسبوع على إطلاق قوات الاحتلال النار نحو فلسطينيين حاولوا زرع عبوات ناسفة قرب السياج شمالي قطاع غزة أدت لاستشهاد شاب وإصابة ثلاثة أخرين.

محللون سياسيون أكدوا لـ« فلسطين اليوم الإخبارية » أن الأجواء التي يعيشها قطاع غزة هذه الأيام تُشبه تماماً أجواء حرب عام 2014، من تصعيد على الحدود واتهامات متبادلة وتهويل من قدرات المقاومة.

وأوضح المحللون أن ما يقوم به الاحتلال على الحدود مع القطاع تحمل رسائل عدة موجهة إلى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بانها تستعد لأي معركة قادمة ورسالة موجهة للجبهة الإسرائيلية الداخلية، للرفع من جهوزيتها.

الأجواء التي نعيشها تشبه أجواء حرب عام 2014

الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي أكرم عطالله أكد أن المراقب والمتابع للشؤون الإسرائيلية يدرك تماماً بأن الحرب على قطاع غزة مسألة وقت لأن ما نعيشه اليوم من أجواء هي تماماً ما عشناها قبل اندلاع الحرب الماضية عام 2014.

وأوضح عطالله في تصريح خاص لـ« فلسطين اليوم »، أن حركة حماس تتحدث عن استعداداها للحرب فيما يتحدث الاحتلال « الإسرائيلي » بشكل يثير الانتباه عن قدرات حماس الصاروخية والانفاق الهجومية والكومندوز القسامي.

وقال: « الاحتلال ينشر المدفعية الثقيلة والبوارج الحربية لا تسير إلا بالبطاريات وهذه الامور لا تتم إلا في أجواء الاستعداد للحرب ».

وأشار إلى أن الحرب مصلحة « إسرائيلية » وليست فلسطينية فـ« إسرائيل » لم تُحقق انتصارها في الحرب الأخيرة ولم تُنجز أهدافها وحماس لم تستجب لشروط « إسرائيل » والرباعية إضافة إلى عدم قدرة « إسرائيل » في انتزاع سلاح المقاومة وكل هذه الأمور تدفع الاحتلال للاستعداد لشن حرب رابعة على قطاع غزة.

ودعا عطالله، الفصائل لإدراك الموقف قبل وقوعه ويجب على السلطة الفلسطينية أن تتدخل لمنع اندلاع الحرب.

 إجراءات الاحتلال على الحدود اعتيادية ولا مؤشر لحرب رابعة

أما الخبير العسكري واللواء المتقاعد واصف عريقات استبعد أن يكون نشر الاحتلال لمنظومة القبة الحديدية مؤشر قرب اندلاع حرب رابعة على القطاع، معتبراً أن نشرها يأتي في سياق الحرب النفسية.

وقال عريقات في تصريح خاص لـ« فلسطين اليوم »: إن الاحتلال يعتمد دائما في حروبه في المنطقة على عنصر المفاجئة دون الإعلان عن تحضيرات أو مؤشرات وغيرها.

وبين عريقات أن ما يقوم به الاحتلال على الحدود مع القطاع ربما يكون رسالة موجهة للجبهة الإسرائيلية الداخلية، لرفع من جهوزيتها.

وأشار الخبير العسكري إلى أن الاحتلال دائماً ما يهول من قدرات المقاومة في قطاع غزة فيما يتعلق بالتجارب الصاروخية أو الأنفاق الهجومية؛ لأسباب عدة أبرزها تبرير أية جريمة قد يرتكبها بحق أبناء شعبنا.

« إسرائيل » تنوي القيام بعدوان كبير على القطاع لتنفيذ مخططاتها التوسعية

من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل: « إن الخطاب الإعلامي والسياسي والأمني »الإسرائيلي« خلال هذه الأيام، يعطي مؤشّرات قوية نحو ما تنوي حكومة الاحتلال القيام به، ثمة تركيز في الخطاب »الإسرائيلي« على أن المقاومة في قطاع غزة، قامت بترميم كامل لشبكة الأنفاق الهجومية، وبترميم قدراتها القتالية، وإجراء العديد من تجارب إطلاق صواريخ في البحر، ما يعني أن »إسرائيل« تنوي القيام بعدوان كبير على القطاع لا يشكل مخرجاً لأزمتها وارتباكها إزاء كيفية التعامل مع الانتفاضة وإنما يوفر لها الفرصة، والذريعة للقفز نحو تنفيذ مخططاتها التوسعية ».

وأضاف عوكل في مقالة له نشرها على صحيفة الأيام المحلية « حتى تحقق ذلك، تنتظر »إسرائيل« ردود فعل من قبل المقاومة في قطاع غزة على التصعيد الذي تمارسه »إسرائيل« يومياً ضد القطاع في البحر والبر ومن الجو، وآخره استهداف ما تدعي »إسرائيل« أنها مجموعة تقوم بزراعة عبوات ناسفة بالقرب من حدود القطاع الشرقية، ما أدى على استشهاد شاب وإصابة ثلاثة آخرين ».

وتابع قوله: « الأرجح أن فصائل المقاومة في غزة والمقصود أولاً واساساً، حركة حماس، الأرجح أن لا تبادر لإعطاء إسرائيل هذه الذريعة وأن تواصل التحلي بالصبر، ذلك أنها تعلم بأن أي رد فعل مهم، سيوفر لإسرائيل مبرراً لشن عدوان واسع لا يحتمله سكان القطاع. وفي الحسابات فإن إقدام المقاومة على توفير ذريعة لإسرائيل، سيجعل حماس ومن يسايرها مسؤولة عن أي عدوان، أمام الجماهير الفلسطينية، وأمام القوى الأخرى عربية كانت أم أجنبية ».

أما السيناريو الثاني وهو الأقرب إلى التحقق فهو أن تقوم حماس بتصعيد الوضع في الضفة الغربية والقدس واراضي عام 1948، من خلال تفعيل العمل العسكري والعمليات الاستشهادية، وكل ذلك تحت عنوان تصعيد الانتفاضة والدفاع عن الشعب، وتدفيع « إسرائيل » ثمن الجرائم التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني. مواقع التواصل الاجتماعي القريبة من حركة حماس أخذت تتحدث عن الاقتراب من هذا الأمر وعلى أن الخلايا النائمة مستعدة للتفعيل، وانها اكتسبت الخبرة اللازمة لتجاوز الحواجز، والمواقع العسكرية والأمنية الإسرائيلية« .

موضوعياً، فإن حركة حماس تعاني من أزمة، أزمة في التحالفات وأزمة تمويل، وأزمة حصار شديد، وأزمة خيارات في ظل الانقسام والأعباء الناجمة عن مسؤوليتها عن الناس في قطاع غزة، ولذلك من المنطقي الاعتقاد بأن تفعيل العمل العسكري ضد الاحتلال يشكل لها مخرجاً أو تحريكاً لعوامل قد تساعد في تخفيف هذه الأزمات أو بعضها، ولتأكيد خطابها الذي يقوم على التمسك ببرنامج المقاومة ».

و« إسرائيل » هي الأخرى مأزومة بعلاقتها مع الضفة سواء في البعد الذي يتعلق بالسياسة العامة الفلسطينية التي تعمق من عزلة « إسرائيل » على المستوى الدولي أو في البعد الذي يتعلق بفشلها في إخماد الانتفاضة.