خبر خنوع ورقة التين- هآرتس

الساعة 11:08 ص|10 يناير 2016

فلسطين اليوم

بقلم: جدعون ليفي

 (المضمون: برنامج « عوفده » الذي حاول دائما اظهار نفسه بموضوعية ومهنية سقط في فخ اليمين وأصبح جزء من دعايته حينما قام ببث حلقته الـ 600 - المصدر).

برنامج « عوفده » أنهى يوم الخميس حلقته الـ 600 بشكل متواضع حيث ذكر عدد من اللحظات الكبيرة. وسيرغب في محو الحلقة الـ 600 من الذاكرة، وسيأتي اليوم الذي سيخجل منها. هذه الحلقة اشارت الى الانتقال من كونها ورقة التين الى الخنوع الكامل لروح الزمن الجديدة. الانتقال من الامتناع المقصود عن التعاطي مع مواضيع الاحتلال الامر الذي قد يزعج المشاهدين ويقلص نسبة المشاهدة الى التجند وخدمة الدعاية والتمويه والتحريض. في الحلقة 600 سقطت ورقة التين. وضاع التظاهر في أن مقدمة البرنامج صادقة ومهنية.

اليمين والمستوطنون احتفلوا طبعا بهذه المناسبة: بؤرة اخرى سقطت في أيديهم. وقد شبهوا نشيط اليمين عزرا نافي الذي تم تسجيله وهو يقول إنه ينوي تسليم تاجر اراضي فلسطيني للسلطة الفلسطينية – لقتلة دوما وليس اقل من ذلك. انهم معروفين بقلقهم على حياة الفلسطينيين، وقد تزعزع ممثلو اليمين والمستوطنين من اقوال نافي. لكن اليمين ليس هو القصة. القصة هي كيف دخل الفيروس القاتل الى التمويه في خدمة الدعاية الى البؤرة الاخيرة تقريبا في الصحافة الحقيقية. كيف نجح نشيط من اليمين دوافعه واضحة ومصادره خفية في اغراء صحافيين لهم مكانتهم مثل ايلانا ديان وعمري اسنهايم. كيف تنضم سفينة العلم الى أواخر الـ بن درور يمينيين لدعاية الكذب والتمويه المتخفية على أنها صحافة.

هكذا تتم ازالة الشرعية. هكذا تم في الانظمة الظلامية تجاه المنظمات الليبرالية والآن عندنا ايضا وفي برنامج « عوفده »: يصورون منظمات حقوق الانسان على أنها منظمات خطيرة، ودخولها مثل دخول داعش؛ ويضيفون الى ذلك المكارثيين ويصورونهم كأبطال اسرائيل الذين تفوقوا في المعارك في غزة – الجميع معروفين. وحينما تكون الارضية جاهزة فلم يبق سوى تسجيل صوت نافي وهو يتفاخر وضبطه بكلماته المرفوضة وتصويره على أنه « رفيع المستوى » والتغاضي عن جميع السياقات، عن جرائم الاحتلال وسرقة الاراضي في جنوب جبل الخليل التي لم تسمعوا عنها في « عوفده » أبدا، وتجاهل العمل المقدس الذي يقوم به نشطاء اليسار في هذه البلاد المضروبة، واختراع اكاذيب مثل « الاعدام » في السلطة الفلسطينية واضافة عدد من التعميمات، الشبهات والتشويهات – والطبخة أصبحت جاهزة. يوجد « تحقيق »، اوفير ايكونس وميري ريغف يطلبان المحاكمة. في الاوقات الطبيعية كان يجب أن يقلق هذا السلوك كل صحافي مخلص. حيث أن صيد الساحرات في ذروته، هذا يجب أن يقض مضاجع كل من يخاف على الديمقراطية.

لماذا فعل ذلك « عوفده »؟ لقد فعل ذلك لأنه لا يوجد أحد مثله قادر على أن يلائم نفسه مع روح الزمن، سر بقائه 22 سنة. وحينما تكون الازمنة مظلمة فان عوفده « في الظلام ». كم كان اعتراف اسنهايم في الفيس بوك متوقعا ومتملقا في يوم بث البرنامج: أنا محسوب على اليسار. وطني اسرائيلي أكثر من أي وقت مضى، لكن يساري« . هكذا هو الامر حين تحترق الارض تحت الاقدام ويجب انقاذ الاحترام الضائع بطريقة ما. »يساري« لا يرى ما يقوم به المستوطنون يوميا هناك، بدلا من الكشف عن »جرائم« نافي حيث أن نشطاء داعش – تعايش وجنود الجيش الاسرائيلي يجب أن يرافقوا الاولاد الى المدرسة خوفا من عنفهم.

نشيطات »حاجز ووتش« يقدمن المساعدة الانسانية لمن سرقت اراضيهم في غور الاردن؛ »بتسيلم« يقدم الحقيقة حول كل عملية قتل في المناطق ويوثق من اجل الاسرائيليين ما يحدث باسمهم؛ »اطباء من اجل حقوق الانسان« يقدمون العلاج الطبي كل سبت لمن لا يوجد لهم علاج آخر؛ »مناهضو الجدار« يشاركون كل اسبوع باخلاص غير محدود في المظاهرات حول موضوع الجدار.

إنهم البرج الاخلاقي الاخير لاسرائيل. إنهم الاقلية التي تحافظ على احترامها في العالم. واعلن اليمين الحرب عليهم. والان انضم »عوفده". تم إسدال الستارة.