خبر أنا لست جزء من الدولة -هآرتس

الساعة 11:06 ص|10 يناير 2016

فلسطين اليوم

بقلم: روغل ألفر

 (المضمون: حسب اقوال اليمين وعلى لسان رئيس الوزراء وبعض اعضاء حكومته، أنا لست جزء من الدولة ومثلي منظمات حقوق الانسان. الامر الذي يعني أننا نعيش في حرب أهلية باردة - المصدر).

« لن أقبل بدولتين في اسرائيل » اعلن نتنياهو في الزيارة التي قام بها في مكان العملية في ديزنغوف، حينما تحدث عن المجتمع العربي. واضاف أنه لن يسمح لهم باقامة « دولة داخل دولة ». أما عضو حزبه، عضو الكنيست ميكي زوهر، فقد أعلن أن « تل ابيب تتصرف وكأنها دولة بحد ذاتها... هي ليست جزء من دولة اسرائيل – إنها شيء منفصل تماما ».

من خلال تفسيره لرفض كتاب « جدار حي » قال وزير التربية والتعليم نفتالي بينيت إن « الجهاز التعليمي لا يجب أن يدعم قيم مناقضة لقيم الدولة ». وفي دفاعها عن قانون الجمعيات الذي بادرت اليه، قالت وزيرة العدل اييلت شكيد إنه « ليس من المعقول أن الاتحاد الاوروبي يدعم الجمعيات التي تعمل باسم دولة اسرائيل. وفعليا هي تشكل أداة في يد دول اجنبية لتطبيق سياساتها ». من هنا، حسب رأيها، فان مكانة الجمعيات في اسرائيل مثل مكانة تل ابيب حسب رأي عضو الكنيست زوهر: انهما ليسا جزء من دولة اسرائيل بل شيئا منفصل تماما. ايضا الهجوم على « نحطم الصمت » – وعلى صوت الجيش – كل ذلك يتم باسم الدولة. فما هي اذا الدولة؟.

الدولة الآن هي منظمة مسلحة ولديها جهاز بيروقراطي يفرض ديمقراطية اليمين الديني في الاراضي التي تحت سيطرته (وليس بالضرورة سيادته). بناء على الاقوال التي تقال بوضوح، مثلا بأنني لست جزء من الدولة. فان نمط حياتي ليس نمط حياتها، ومبادئي ليست مبادئها وقناعتي تمثل في نظرها دولا اجنبية وأنا اعتبر مؤيد لالحاق الضرر بها. يمكن تسمية ذلك ايضا عرب، يساريين، علمانيين – كل هؤلاء ليسوا جزء من الدولة. وقد تم اعتبارهم حتى وقت قريب جزء من الدولة، لكنهم الآن هم مفصولين عنها. لقد تحولت الى كيان يرفضهم. إنهم ليسوا مشمولين في تقرير المصير الجديد. وهذا يعني أنه تحدث أمام ناظرينا ثورة ونحن نرد بقلة الحيلة.

هذا الانقلاب لم يتم من خلال حرب أهلية. لكن حينما تقول السلطة بوضوح في أكثر من فرصة وأكثر من سياق إنني ومن هم مثلي لسنا جزء من الدولة. فمن الواضح أننا في ذروة حرب اهلية باردة. الوضع الجديد يطرح اسئلة معقدة: ما هو واجبي نحو الدولة التي اعلنت أنني لست جزء منها؟ وهي تخرجني من مؤسساتها، من الجيش الاسرائيلي ومن جهاز التعليم، وتحاول اغلاق فمي واجباري على العيش خلافا لقناعتي وتزعم أن مشاركتي في اللعبة السياسية تهدد وجودها، في الوقت الذي تستمر فيه بأخذ الضرائب مني وتطلب مني الانصياع لقوانينها؟ الاجابات قد تكون مخيفة.

إن مفهوم « الأخ » الذي وضعه بينيت يعني أن من ليس « أخ » فهو عدو الدولة. ليس الحديث هنا عن خلاف داخل العائلة. لقد تغيرت قواعد اللعب. ديكتاتورية اليمين الديني ستسقط في يوم ما، لكن ذلك سيحدث فقط عندما يقوم الواقع ثنائي القومية عليه: حينما لا تستطيع الدولة الرسمية، دولة اليمين، أن تحتوي الدولة الحقيقية، التي يتم انكارها، الدولة ثنائية القومية، التي يتطلب قمعها المزيد من الوسائل والادوات الجديدة. قد يستمر ذلك عشرات السنين.

حتى ذلك الحين على القوات الديمقراطية والغير اصولية، اليهودية والعربية على حد سواء، التعاون في معركة البقاء في الساحة السياسية التي الديمقراطية فيها محدودة وآخذة في الضعف. سيكون من الجيد أن يقوم المجتمع العربي الغير مقيد بمفارقة « يهودية وديمقراطية » بقيادة هذا الصراع.