خبر نشأت ملحم شهيدا..بقلم أ. خالد جرادات

الساعة 12:26 م|09 يناير 2016

لقد شغل هذا البطل الشارعين؛ الفلسطيني والصهيوني على مدى الأيام السابقة، فشغلهم بعمليته البطولية النوعية، وشغلهم بانسحابه، فمُنعَ التجول في عاصمة الكيان، ولم تنتظم فيها الدراسة ولا حتى العمل، أما فلسطينيا فكان لانسحابه أثر في نوعية العمليات الفلسطينية التي لم تكن تشمل خطة انسحاب قبله فتلقفها الشباب الثائر فورا ونفذ عددا من العمليات التي نجح أبطالها بالانسحاب، وشغلهم باختفائه، فكان الجميع يتوقع منه عملية نوعية أخرى، فبقي الكيان واقفا ( على رجل ونص ) طيلة 8 أيام بأجهزته الأمنية والسياسية ومؤسساته الإعلامية، فالشارع الفلسطيني عبر بآلاف التغريدات عن إعجابه بهذا البطل حتى وصفه بالأسطورة وحمّله كل أمانيه، أو ألبسه إياها. بينما كان الشارع الصهيوني يتميز من الغيظ.والآن وبعد رحيله شهيدا مجاهدا مقاتلا حتى الرمق الأخير، كعادة قادة الأجنحة العسكرية الذين حوصروا ورفضوا الاستسلام مثل عصام براهمة وإياد صوالحة وإبراهيم عابد وقيس عدوان وأبطال الشجاعية وعشرات ممن فضلوا الشهادة على الاستسلام، يسطر بدمائه وجهاده مرحلة جديدة قديمة، أو لنقل أنه المرحلة الأخيرة بإعادة ضبط البوصلة في اتجاهها الصحيح بعد رحلة عودة طويلة استمرت منذ تسعينات القرن الماضي، فقال نحن (من ثبتنا في أرضنا عام 48) فلسطينيون، لن نكون عرب ( الشمينت) ولن نكون عرب إسرائيل مهما كانت مغرياتكم، ومهما كان حجم تخلي إخوتنا الفلسطينيين عنا خلال رحلة تيه أدخلنا فيها العرب قبل الاحتلال، ولن نتخلى عن فلسطينيتنا، وبما أننا نحمل قلب الفلسطيني ودمه فيجب أن ننخرط في قضاياه الفلسطينية وثورته وانتفاضته، ويجب أن ندفع الدماء ثمنا للحرية.إن الشهيد نشأت ملحم، وقبله الشهيد مهند العقبي - منفذ عملية بئر السبع - وشهداء القدس جميعا يوجهون رسالتين مهمتين أولاهما وأهمهما للصهاينة تقول: نحن أبناء فلسطين وسندافع عن هويتنا وأرضنا ومقدساتنا وسننخرط في الانتفاضة كجزء أصيل لا يتجزأ من الجسد الفلسطيني الواحد، وليس كداعم ثانوي أو متضامن. لقد مضى زمن التيه، وعليكم ايها الصهاينة أن تستعدوا لانخراطنا الأصيل في هذه الانتفاضة وما سيحمله هذا الانخراط.أما الرسالة الثانية - وهي غير مهمة من الناحية العملية - للفصائل الفلسطينية وقادتها، لقد نسيتمونا واستثنيتمونا من برامجكم النضالية، واليوم نحن الشعب الفلسطيني من البحر الى النهر ننساكم، نحن نطبق شعار فلسطين كل فلسطين من البحر الى النهر، ذلك الشعار الذي رفعتموه فارغا أجوفَ بلا عمل، نحن اليوم نطبقه نضالا وجهادا لاشعارات وخطبا جوفاء ليس لها نصيب على أرض الواقع.فلسطين اليوم تنتفض، كل فلسطين تنتفض من بحرها لنهرها.