أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بأن التعذيب والممارسات اللإنسانية بحق الأسرى المعتقلين خلال عام 2015 قد ارتفعت بنسبة 200% عنه في عام 2014.
وقالت في الهيئة، في تقريرها الصادر اليوم الأربعاء، إن التعذيب طال الجميع أفرادا وجماعات، وتصاعد أكثر وبشكل انتقامي خلال اندلاع الهبة الشعبية الفلسطينية منذ بداية شهر.
وذكرت أن التعذيب والتنكيل بحق المعتقلين يبدأ منذ لحظة اعتقال الاسير بالضرب والتنكيل والإهانات قبل معرفة الاسير سبب اعتقاله، وأن المعاملة مع المعتقلين امتازت بالوحشية الشديدة، إضافة إلى استخدام اساليب عنيفة وضغوطات نفسية وعزل خلال استجواب المعتقلين في أقبية التحقيق.
ولفتت الهيئة إلى أن الأغلبية من الأطفال القاصرين تعرضوا لأشكال مختلفة من التعذيب منذ لحظة اعتقالهم.
واستعرضت عددا من اساليب التعذيب من خلال الشهادات التي وثقتها من المعتقلين بما يلي:
وقالت هيئة الاسرى ان 90% من المعتقلين اعتقلوا بعد منتصف الليل من منازلهم بعد مداهمة المنازل وترويع السكان والاعتداء على افراد العائلة.
واعتبرت هيئة الاسرى ان تعذيب المعتقلين هو استمرار لسياسة ممنهجة ورسمية لسلطات الاحتلال، وأن التعذيب اصبح مشرّعا وبغطاء القانون الاسرائيلي والقضاء الاسرائيلي تحت حجة ( منع الارهاب) وانه حسب نظرية التعذيب الاسرائيلية فإن كل اسير يعتبر قنبلة موقوتة.
وقالت الهيئة ان التعذيب شرع من قبل حكومة الاحتلال ومحكمة العدل العليا الاسرائيلية والمستشار القضائي في اسرائيل والتي اعطت الصلاحية لجهاز المخابرات باستخدام اساليب عنيفة تجاه المعتقلين الفلسطينيين.
وأضافت: قد اعطت حكومة اسرائيل ضوءا اخضر للأجهزة الامنية وللشرطة الاسرائيلية خلال الهبة الشعبية باستخدام التعذيب والضغوطات النفسية والجسدية بحق المعتقلين، وان مسؤولي الشاباك الاسرائيلي لا يخضعون للرقابة او المسائلة عن ممارستهم التعذيب بحق المعتقلين ويحظون بحصانة من قبل القانون.
وقالت هيئة الاسرى ان مئات الشكاوي حول التعذيب بحق المعتقلين والتي رفعت عبر المحامين او المؤسسات الحقوقية الى المدعي العام الاسرائيلي لم يتم النظر فيها، ولم يتم فتح تحقيق جنائي مع المحققين الاسرائيليين بسبب استخدامهم التعذيب.
وذكرت الهيئة ان القانون الاسرائيلي لا يتضمن اي محاسبة على ارتكاب جرائم حرب كجريمة التعذيب، حيث ان قانون العقوبات الاسرائيلية لا يحاسب اي مسؤول اسرائيلي عن ارتكابه جريمة التعذيب طبقا للقانون الدولي، حيث يمنح القانون المحققين حصانة بالكامل، وقد تعزز ذلك من خلال القانون الذي صادق عليه الكنيست الاسرائيلي في حزيران 2015 والذي يعفي جهاز المخابرات الاسرائيلي والشرطة من توثيق التحقيقات بالصوت والصورة مع المعتقلين، وهذا ما يعطي المجال واسعا لممارسة التعذيب ضد المعتقلين،ويمنع استخدام الاساليب غير المشروعة والتي لازالت تمارس في غرف التحقيق الاسرائيلية.
وخلصت هيئة الاسرى انه خلال عام 2015 فإن عشرات الشهادات الموثقة تفيد أن كل الاسرى والاسيرات تعرضوا للتعذيب والاهانة وسوء المعاملة، وان آليات منهجية تتخذها سلطات الاحتلال لحماية الجنود والمحققين من الملاحقة القانونية وتشمل مثلا نقل الاسرى وهم معصوبي الاعين وغير قادرين على تمييز من يعتدي عليهم من الجنود بالاضافة الى اتخاذ المحققين كنية لهم عوضا عن التعريف باسمهم والامتناع عن تسجيل مسار التحقيق واحتجاز الاسرى في عزلة شبه تامة عن العالم الخارجي.
وقالت الهيئة ان « التعذيب وسوء المعاملة يعتبر جريمة من جرائم الحرب، وجريمة ضد الانسانية وفق اتفاقيات جنيف الاربع وميثاق روما للمحكمة الجنائية الدولية، ومخالفة لسلسة من المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي انضمت اليها اسرائيل والتزمت باحترامها، وأن انتهاك ذلك في اوقات السلم وفي اوقات الحرب بشكل جريمة ضد الانسانية وجريمة حرب، يحاسب قانونيا من يقوم بارتكابها او يشرع سياسات وتعليمات باستخدامها ».