خبر الشهيد محمد علي.. قبر مفتوح بانتظار عودته

الساعة 12:20 م|03 يناير 2016

فلسطين اليوم

لم ينسى أحد ذلك الشاب بالرداء الأزرق الذي أستل سكينه وطعن بها أحد أفرد شرطة الاحتلال الذي استفزه على باب العامود.. إنه محمد سعيد علي، من مخيم شعفاط شمال شرق القدس المحتلة، والذي استشهد في العاشر من أكتوبر الفائت، ولا تزال والدته حتى اليوم تنتظر تسلم جثمانه ودفنه عريسا.

أم محمد علي، شاركت في كل فعاليات المطالبة باسترداد جثامين الشهداء، وجنائز الشهداء الذين تم تسليمهم بعد أيام على احتجازهم، تقول إنها تستمد معنويات من أهالي الشهداء، في انتظار يومها الكبير، كما تصف، يوم تحتضن أبنها وتدفنه كما يليق به.

وكانت سلطات الاحتلال الصهيوني سلمت كل جثامين الشهداء المحتجزة جثامينهم في الضفة الغربية باستثناء اثنين منهم، وأبقت على شهداء مدينة القدس وعددهم 16 شهيدا.

واليوم، أعلن محامي الشهداء الموكل بملف إعادة الجثامين أن الاحتلال أبلغه نيته تسليم جثامين أربعة منهم، من بينهم محمد، في حال وافق الأهالي على الشروط بدفنهم في ضواحي القدس، تقول أم محمد:« نحن ننتظر بكل حرقة أن يتم تسليمهم هذا الأسبوع، ففي السابق عرضوا علينا شروطا من بينها دفنهم خارج القدس ووافقنا جميعا كأهالي شهداء مدينة القدس على ذلك، لكن على أن يدفنوا بالنهار ووفق لجنائز جماهيرية يشارك الجميع فيها ».

ورغم أن مقبرة عائلة الشهيد محمد علي في مدينة القدس « مقبرة باب الزاهرة » إلا أن العائلة وافقت على دفنه في مقبرة مخيم عناتا، قرب مخيم شعفاط حيث تسكن، قال والدته:« نحن تجاوزنا هذا الشرط وقبلنا به من منطلق إيماننا إن كل الأرض أرضنا ولا فرق بين القدس وغيرها من أراضي فلسطين ».

لكن ما لم تقبله عائلة الشهيد محمد، وباقي أهالي الشهداء هو دفع غرامة مالية، كضمان، لدفنهم وفق التعليمات الإسرائيلية، وهو ما علق تسليم الجثامين إلى أجل غير مسمى، ليبقى ذلك القبر الذي حضرته العائلة مفتوحا على أيام أخرى.

تقول الوالدة:« محمد منذ 88 يوما في ثلاجات الاحتلال وهو ما شكل حزنا إضافيا علينا، فنحن لم نعش حياتنا الطبيعية منذ استشهاده ونحن ننتظر بجثمانه، كل شغلنا الشاغل هو كيف يمكن أن نستلمهم ونطمأن على دفنهم ونحزن عليهم ونغلق قبورهم ».

ولم تسمح سلطات الاحتلال لأي من عائلته رؤية جثمانه حتى الآن ولا التعرف عليه ولا معرفة مكان إصابته، فحين تسليمه ستكون النظرة الأولى لهم، كما تقول الوالدة:« نحن شاهدنا محمد على التلفزيون أثناء قتله ولكننا لم نرى حقيقة إصابته ولا كيف تم احتجازه، كل يوم نضع عشرات السيناريوهات كيف سيكون وما هي إصابته بالضبط ».

وتابعت:« أصعب مرحلة أمامي من استشهاده هي الوداع وكيف سأتقبل أنا وعائلتي أن محمد سيضع في قبر ويدفن ».

ليست أم محمد وأبيه وشقيقاته وشقيقه هم من ينتظرون وداع محمد، فجده « والد أبيه » الحاج أبو موسى الذي أعتاد أن ينام عنده محمد كل يومي خميس وجمعة للاعتناء بهم، فقد كان يعود من عمله في القدس يوم الخميس ويتوجه لبيتهم ويبقى عندهم حتى يعود إلى عمله يوم السبت.

ويعمل محمد في ملحمة العائلة في قلب مدينة القدس المحتلة، وكانت العائلة تحضر لفتح ملحمة خاصة به في الأول من العام الحالي، ليعمل بها.

وبحسب والدة محمد، إن لم يسلم الاحتلال جثمان أبنها حتى الأسبوع المقبل فإنها ستعتصم على درجات باب العامود مكان استشهاده إلى حين تسلمه، وقالت:« لن نسمح لهم أن يستفردوا بجثامين أهالي القدس ».