خبر لنغلق فرع التبشير -هآرتس

الساعة 10:02 ص|29 ديسمبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

فرع الوعي اليهودي، الذي يعود الى الحاخامية العسكرية، هو واحد من أدوات التحول الديني البارزة في الجيش الاسرائيلي، والذي يعمل لتغيير طبيعة الجيش لتصبح دينية قومية. يعقد الفرع اياما دراسية ومحاضرات في القواعد، يجري سبوتا خاصة تبحث فيها مسائل الدين، وهو مسؤول ايضا عن نشر مضامين ودروس دينية.

لقد اثارت منشورات ومحاضرات عقدها الفرع في عدة مناسبات الشكاوى من جانب الجنود، بدعوى ان الحاخامية العسكرية تعنى بالوعظ الديني وتنزلق الى الانشغال بالقيم القتالية بشكل يتدخل في صلاحيات القادة. وبالتوازي اشتد أيضا الانتقال في الجيش الاسرائيلي على تعزز قوة الحاخامية العسكرية وتدخلها في عمل سلاح التعليم. وتحدث رئيس الاركان غادي آيزنكوت بعد تسلمه مهام منصبه في صالح تقليص صلاحيات الحاخامية العسكرية واعادتها الى حجومها السابقة. « عندما يتشوش الاتجاه يعود المرء الى نقطة الانطلاق الاخيرة. نحن أخذنا الامور خطوة واحدة أبعد مما ينبغي، وسنتخذ الان خطوة واحدة الى الوراء »، قال آيزنكوت. وفي اعقاب تعليمات رئيس الاركان وضعت في شعبة القوى البشرية خطة لنقل فرع الوعي اليهودي من الحاخامية العسكرية الى سلاح التعليم، حيث سيعمل في صيغة مقلصة، ولكن المبادرة صدت بضغط من الحاخامين. والان يتبلور في الجيش الاسرائيلي بديل بموجبه سينتقل الفرع الى مسؤولية شعبة القوى البشرية، بحيث تتوقف سيطرة الحاخامية عليه.

جاءت أمس غيلي كوهن في « هآرتس » بدليل آخر عن النشاط المتحيز الذي يقوم به الفرع، وطبيعته التبشيرية. فقد تبين أن الفرع طلب 25 الف نسخة من الكتب التي  تصنف بانها « ادبيات مهنية لتعزيز الروح القتالية في الجيش الاسرائيلي من المصادر اليهودية »، والتي تتضمن ضمن امور اخرى رسومات للاطفل، كتب تستند الى حكايات الحاخام نحمان من بارسليف وكتاب « صناعة الاكاذيب » للصحافي بن – درور يميني، والذي يعنى بنزع الشرعية عن الجهات التي يشخصها الكاتب كـ « يسار متطرف ». كما تتضمن القائمة كتبا مكرسة لمسائل حربية من زاوية نظر الحاخامين.

يشهد اختيار هذه الكتب بوضوح على جهد لاشاعة مضامين ذات طابع ديني – يميني، بين جنود وقادة الجيش الاسرائيلي، وهي خطوة مرفوضة من جهة يفترض بها أن تكون بريئة من النفوذ السياسي أو الديني، وتحرص على مجال مشترك للجنود من جماعات سكانية مختلفة.

محظور على جيش الدفاع الاسرائيلي أن يكون عرضة لتأثيرات حاخامية ومسيحانية، تترافق بشكل عام مع رأي سياسي واضح. عليه أن يربي جنوده وقادته على القيم المشتركة لعموم المجتمع الاسرائيلي. على رئيس الاركان آيزنكوت أن يواظب على محاولاته المحقة لوقف عملية السيطرة الدينية على الجيش، وان يغلق فرع الوعي اليهودي، وعلى وزير الدفاع، موشيه يعلون أن يمنحه كامل الاسناد لهذه الخطوة.