مخيم قلنديا... ثمانية شهداء يرون حكايات البطولة على أرضه

بالصور المخيم الذي لا يخرج منهُ المحتل إلا بخسائر فادحة في جنوده !

الساعة 07:42 ص|28 ديسمبر 2015

فلسطين اليوم

في كل إقتحام لمخيم قلنديا شمال مدينة القدس المحتلة، يخرج الطفل « بسام » من منزله في حارة السوق وسط المخيم ل« يسلك حجارة » للشبان كما يقول، ثم يعود لبيته قبل أن تكتشف والدته الأمر. يقول أنه لا يخاف من الجيش ولا من الرصاص الذي يطلقه جنوده بكثافة، وهو الطفل الذي لم يتجاوز من العمر 13 عاما، ولكن:« أمي تخاف علي كثيرا ».

و« تسليك الحجارة » كما يقول بسام هو جمع الحجارة من أسطح المنازل في المخيم وتجميعها للشبان في الأزقة ليتمكنوا من رشقها بإتجاه الجيش حينما يمروا من حارات المخيم.

وهذا ليس حال بسام، فكل أطفال الحارة وشبابها يسهرون الليل على حماية المخيم وما أن تقتحم الدوريات المخيم حتى تبدأ الحرب، كل بما يتسير له، ولا يتوقف الأمر على الحجارة والزجاجات الفارغة، والسلاح أيضا، وهو ما يجعل المخيم جبهة صعبة لا يخرج منها المحتل إلا بخسائر فادحة في جنوده ومعداته.

ويقع المخيم بالقرب من حاجز قلنديا العسكري بين مدينة القدس المحتلة خلف الجدار وبين كل الضفة الغربية من جهة أخرى، وهو ما يجعل محيطه أيضا معركة حرب دائمة مع الإحتلال، فسكان المخيم وعددهم يتجاوز 12 الف لاجئ، لا تبعد قراهم التي هجروا منها في محيط القدس سوى أمتار عنهم.

ومنذ بداية انتفاضة القدس مخيم قلنديا كان الرقم الصعب الذي لم تستطيع حتى الآن قوات الإحتلال تجاوزه، فكانت الإقتحامات الدائمة والتي لم تسفر عن تحقيق أي من أهداف جيش الإحتلال بمطاردة مسلحة ومن تسميهم إسرائيل بالمطلوبين فكان الشهداء والاستشهاديين والجرحى والمعتقلين من أبناء المخيم.

يقول ياسين عساف والد الإستشهادي منفذ عملية الطعن في رأس العامود بالقدس عيسى عساف، إن المخيم يعيش كل يوم على صفيح ساخن نتيجة الأقتحامات المتكرره، ففي كل يوم يحاول الأحتلال إقتحام المخيم.

وبحسب عساف فإن كل هذا الضغط على المخيم وشبانه سيولد المزيد من الإنفجار بوجه المحتل والعمليات التي تنتقم لدماء الشهداء والجرحى الذين يسقطون في المخيم.

وكان عيسى (21 عاما) برفقه صديقه عنان المحتسب من المخيم أيضا نفذا عملية طعن في باب العامود يوم الأربعاء الفائت (22 كانون أول- ديسمبر) قتل خلالها إثنين من الصهاينة وجرح آخرين.

عائلة عساف كباقي عائلات شهداء المخيم تعرضت في اليوم الذي يليه لإقتحام لمنزلها والتنكيل، كما قال الوالد:« قاموا بإحتجاز النساء في غرفة واحد وتكبيل أخوته بعد تفجير باب المنزل واقتحامه بكل وحشية ».وتابع عساف:« عندما حاول أبني محمود فتح الباب للجنود لم يسمحوا لنا، قالوا لدينا أوامر بتفجير الأبواب ولم يراعي وجود أطفال ونساء في البيت ودخلوا بكل همجية ».

وبحسب عساف، فإن هذه الممارسات التي يحاول الإحتلال من خلالها ترهيب أبناء المخيم وأهالي الإستشهاديين تأتي بنتائج عكسية عليهم، فقبل أسبوع فقط من قيام أبنه بعمليته كان الجنود في البيت قاموا بتفتيشه بالكامل والتنكيل بعيسى وأشقائه، وهو بالتأكيد ما كان سببا إضافيا لقيامه بما فعل.

وليس في بيوت الشهداء فقط، ففي المخيم كله حاله من التعبئة والحقد على الإحتلال جعل الجميع يتخلص من خوفه منهم، وهو ما يجعل مقاومة المخيم لأي اقتحام بطوله تحتسب إسرائيل لها الكثير، فتعد العدة وتستعين بالطائرات المروحية في عملياتها.

ومن بداية المخيم وحتى آخره، لا يخلو حائط ولا جدران من صور الشهداء الذين سقطوا خلال هذه الإنتفاضة، وآخرين قبلهم، حيث قدم المخيم ثمانية شهداء من بينهم الطفلة هديل عواد، وشهيد تاسع، حكمت حمدان من مدينة البيرة، والذي استشهد في المخيم بعد تنفيذه عملية ضد مجموعة من الجنود خلال أقتحام المخيم في 16 من كانون أول- ديسمبر الحالي.

مركبة حمدان وأخرى نفذ فيها أبن المخيم أحمد جناجرة عمليته ضد مجموعة أخرى من الجنود بنفس اليوم، أحتفظ بها سكان المخيم على بابه إلى جانب صور لكل الشهداء بالحجم الكبير.

وكان آخر شهداء المخيم الشهيد بلال عمر زايد 26 عاما، والذي استشهد خلال تصديه لمحاوله اقتحام المخيم لأخذ قياسات منازل الشهداء عساف والمحتسب بعد يومين من إستشهادهما، بلال خرج من منزله فور سماعه نبأ الاقتحام، وخلال المواجهات والإشتباك مع الجنود أصيب برصاصه برأسه أستشهد على الفور.

تقول والدته إن بلال كان في مقدمة الشبان الذين يتصدون للإقتحامات في المخيم، وخلال المواجهات الدائرة يوم استشهاده قال لمن معه « هذه الرصاصات لي » وتقدم بإتجاه الجنود فأصيب برأسه من قبل أحد القناصة.



20151227_122437-1

20151227_122534

20151227_122630

20151227_122437-1