خبر دمشق الصغرى" الفلسطينية تتزين ابتهاجًا بالمولد النبوي

الساعة 02:37 م|23 ديسمبر 2015

فلسطين اليوم

كعادتها في ذكرى مولد الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) من كل عام، والذي صادف اليوم الأربعاء، تكتسي مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، حلتها، فرحاً بالذكرى التي يحتفل بها المسلمون في الثاني عشر من شهر ربيع الأول.

وعلى أصوات قرع طبول فرق « العدة » (إحدى الطقوس الصوفية) التي تميّز مدينة نابلس، التي تجوب شوارع المدينة ابتهاجاً بالذكرى، تتعالى أصوات المدائح الدينية من مكبرات الصوت التي وضعت على أبواب المحال التجارية، فيما يوزع أصحاب المحال الحلوى على المارة الذين لا ينسون ترديد الصلاة على الرسول.

و« العدة » هي فرق مكونة من مجموعة أشخاص يتبعون الطرق الصوفية، يحملون أعلاما ويقرعون الطبول، مرددين الصلاة على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، ويحيون المناسبات الدينية، لا سيما المولد النبوي.

ومع انتهاء صلاة العصر في مساجد البلدة القديمة، تنطلق فرق « العدة » لتجوب زقاق البلدة، وأسواقها العتيقة، التي تشابه أسواق وشوارع مدينة دمشق السورية، ليس ببنائها فقط بل بعاداتها وإحيائها لبعض الطقوس الدينية، لتعرف نابلس بـ« دمشق الصغرى ».

وخلال سير فرق العدة وقرعها الطبول حاملة الرايات الكبيرة التي كتب عليها أسماء الصحابة، والصالحين، يتجمع المواطنون الذين يقصدون التجول في أسواق المدينة للتمتع بأجواء هذه المناسبة.

إحدى السيدات حملت طفلها ليتمكن من مشاهدة فرقة العدة خلال مرورها من أحد شوارع نابلس، استوقفتها الأناضول لتسألها عن انطباعها في هذا اليوم، فقالت: « إنها من المناسبات المميزة جدا بالنسبة لنا في نابلس، نصطحب أطفالنا كل عام ليشاهدوا ويعيشوا أجواء الاحتفال بمولد الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، كما عشناها نحن منذ طفولتنا ».

ليس ببعيد عنها، كان صاحب أحد المحال التجارية يضع سلة الحلوى أمام دكانه، وقد علت أصوات المدائح النبوية من مكبرات الصوت التي وضعها أيضا خصيصاً لهذا اليوم، اقترب من مراسلة الأناضول وقدّم الحلوى، بعد أن قال: « تفضلي وصلّي على النبي محمد ».

مشاهد فرق « العدة » التي ينتظرها النابلسيون كل عام، يعود أصلها بحسب « شيوخ » الطرق الصوفية في نابلس، « لزمن القائد صلاح الدين الأيوبي (532 – 589 هـ/ 1138 – 1193م)، حيث جاء بالرايات والطبول وأرهب بها الصليبيين الذين كانوا يحتلون القدس، وفتح بيت المقدس ».

كما يقول أعضاء تلك الفرق أنهم يذكرون الناس بالصلاة على النبي محمد، عند قرع الطبول وترديد الصلوات عليه خلال سيرهم في شوارع المدينة.

وتتشارك مدينة نابلس مع العديد من المدن العربية والإسلامية التي تحيي مناسبة ذكرى المولد النبوي.