خبر اكراه غير عادل -يديعوت

الساعة 11:06 ص|22 ديسمبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: سيفر بلوتسكر

(المضمون: مشروع القانون الحالي لحظر التجارة في السبت هو شمولي في حجمه، غير عادل في صياغته ومناهض للمجتمع في نتائجه. وهو لا يخدم التقاليد اليهودية بل الشبكات التجارية الكبرى، المتفرغين الحزبيين الاصوليين، ممن يشكلون مدماكا مركزيا في الائتلاف. - المصدر).

 

ليس لمشروع القانون باغلاق التجارة اغلاقا تاما في السبت أي صلة بالفكر الاجتماعي. هذا قانون إكراه ديني حزبي – ائتلافي ومناهض للمجتمع، وليس أي شيء آخر.

 

لنبدأ بالحقائق. لا أساس من الصحة للادعاء وكأن الاسرائيليين يجرون في السبوت حملات المشتريات. فحجوم التجارة في السبت (باستثناء مخارج السبت، وهكذا لاحقا) هامشية فقط. فالتدفق الى المراكز التجارية خارج المدن التي تفتح في السبت توقف قبل سنوات. وقد حصل هذا لاسباب عديدة – من تعاظم النزعة التقليدية في المجتمع اليهودي، وحتى الاغلاق في السبت لفروع الشبكات الاكثر شعبية. وعدد المجمعات التجارية المفتوحة في السبت في الوسط اليهودي يمكن احصاءها على اصابع اليدين – وحتى فيها، النصف على الاقل من المتاجر تكون مغلقة.

 

وعليه فلا يوجد ايضا أي اساس من الصحة لادعاء آخر لمقترحي القانون، الذي يقول انه يوجد في السبت « منافسة مزعومة غير عادلة مع البقالة الصغيرة ». في اسرائيل يكاد لا يكون تبقى اليوم محلات بقالة صغيرة، وقد احتلت محلها المتاجر الكبرى المفتوحة بالذات في السبت وكذا بضع شبكات غير حلال تعمل في السبت، وفي الغالب في صيغة محلات مريحة. بكلمات اخرى، بالذات في ترتيبات السبت يوجد اليوم ضرر للشبكات الكبرى – وهي التي تضغط، بشكل غير مباشر، لتشريع قوانين الاكراه الديني الشامل. في صالحها.

 

ويضاف الى ذلك موضوع المشتريات نفسها. فالمشتريات في السبت يقوم بها اساسا الناس الكادحون، ممن يعملون على مدى الاسبوع من الثامنة حتى الثامنة. وعمليا المحلات المريحة المفتوحة في السبت تخدم الطبقة الوسطى الضعيفة – وباسعار مبالغ بها، بسبب المنافسة المحدودة.

 

ان الطابع الديني الصرف للقانون يتبين ايضا من تعريف السبت الذي يندرج فيه: الحظر على فتح المحلات ينطبق ليس من منتصف الليل بين الجمعة والسبت وحتى منتصف الليل بين السبت والاحد، بل من دخول السبت وحتى خروجه حسب الفقه. لماذا؟ الفتح المكثف للتجمعات التجارية والشبكات التجارية في منتهى السبت هو الضرر التنافسي الاشد للاعمال التجارية الصغيرة. وهي التي ستكون الخاسرة الاساس.

 

وأخيرا، الجانب الديني. لقد ثبت أن الجمهور اليهودي يحرص على التقاليد في الشؤون التي لا تتدخل فيها الدولة، ويتمرد عليها عندما يحاولون فرض السلوك عليه. فلا يوجد مثلا قانون يستوجب المزوزة (الكلمات العشرة على باب البيت) الختان او تعطيل السيارة في يوم الغفران – ومع ذلك، فكل يهود اسرائيل تقريبا يختارون طوعا التصرف هكذا. بالمقابل، فان الحظر على المواصلات العامة في السبت أدى الى خرق ديني للمواصلات بوضوح. وسيؤدي اغلاق التجارة الى نتيجة مشابهة: التدفق الجماهيري الى مراكز المشتريات في الوسط غير اليهودي.

 

ان مشروع القانون الحالي لحظر التجارة في السبت هو شمولي في حجمه، غير عادل في صياغته ومناهض للمجتمع في نتائجه. وهو لا يخدم التقاليد اليهودية بل الشبكات التجارية الكبرى، المتفرغين الحزبيين الاصوليين، ممن يشكلون مدماكا مركزيا في الائتلاف.