خبر أم جبر وشاح: رأيت سمير شهيداً في منامي قبل 3 أيام

الساعة 02:10 م|20 ديسمبر 2015

فلسطين اليوم

عبر الراديو تلقى جبر نبأ استشهاد القنطار صباح اليوم، وكان هو من نقل الخبر لوالدته التي أسرت لأولادها أنها رأته في حلمها شهيداً قبل ثلاثة أيام.

« لم أعد من فلسطين إلا لأعود إلى فلسطين » قالها سمير القنطار قبل سبع سنوات يوم خرج حراً من سجون الاحتلال الإسرائيلي التي أمضى فيها سنوات أكثر من تلك التي أمضاها خارجها. ربما لم يعرف أنه لم يغادر فلسطين إلا جسداً، فهي ظلت تسكنه وهو كذلك. ظل يسكن وجدان كثيرين عرفوه من رفاق النضال والأسر والمقاومة، وقلب أم رأته شهيداً في حلم راودها قبل ثلاثة أيام.

هي أم جبر وشاح والدة سمير الفلسطينية التي ظلت تزوره في معتقله يوم كان محروماً من رؤية أي من أفراد عائلته اللبنانية طيلة واحد وثلاثين عاماً قضاها في الأسر. تبنته وأصبح بالنسبة لها كولدها جبر رفيق الأسر لسنوات طويلة ومن ثم عزل انفرادي استمر ثلاث سنوات ونصف في زنزانة شهدت دردشات وحوارات محورها فلسطين.

عبر الراديو تلقى جبر نبأ استشهاد القنطار صباح اليوم، وكان هو من نقل الخبر لوالدته التي أسرت لأولادها أنها رأته في حلمها شهيداً قبل ثلاثة أيام. لا تقوى الوالدة الفلسطينية التي زارت لبنان بعد تحرير سمير للتعرف إلى عائلته على الكلام لشدة التأثر كما يقول ولدها جبر للميادين نت.

بصوت بدا عليه الكثير من التأثر يقول الأسير المحرر جبر وشاح « سمير نموذج من النماذج الفريدة في النضال. فهو صدق الوعد الذي عبر عنه في أول يوم له خارج الأسر حين قال إنه لم يعد إلى لبنان إلا ليعود إلى فلسطين ». يستذكر وشاح ما قاله له سمير يوم زاره ووالدته في لبنان بأنه « سيمضي حياته من أجل قضية فلسطين » ويضيف أنه « لم يمض يوماً من حياته إلا وكان مقاوماً لأجل فلسطين، منذ عملية نهاريا يوم كان عمره لا يتعدى 17 عاماً مروراً بسنوات الأسر التي شكل خلالها نموذجاً للتحدي والنضال رغم كل محاولات السجان لكسر إرادته ثم استئنافه المقاومة وصولاً إلى اغتياله في غارة إسرائيلية ».

محطات الصراع الأساسية مع الاحتلال الإسرائيلي شهدها سمير القنطار أسيراً. تفاعل مع الهزائم حزناً والانتصارات فرحاً والاتفاقات إحباطاً. ينقل جبر وشاح مشاعر سمير يوم جرى توقيع اتفاق أوسلو، « آنذاك أدرك أنه لن يخرج من الأسر بعملية تبادل مع فلسطين ».

لم يتفاجأ رفيق نضال القنطار أن تقوم إسرائيل باغتياله وهي التي لم تغمض عينها لاستهدافه منذ كان أحد قادة الحركة الوطنية الأسيرة لتواصل ملاحقته ورصده بعد تحرره. لكن ما غاب عن ذهن الإسرائيليين يقول وشاح « أن النضال الذي لم يتوقف باستشهاد الكثير من المقاومين والمناضلين لن يتوقف باستشهاد سمير الذي تستلهم الأجيال تجربته الفريدة.. كما أن الأمة ستلد الآلاف ممن يشبهون سمير ».

عائلة سمير القنطار الفلسطينية التي أرادت أن تحضر زفافه تتمنى لو أنها تتمكن من وداعه في رحلته الأخيرة لكن المعابر والاحتلال مجدداً يحولان دون ذلك.

من هناك يودع جبر وشاح ووالدته ومعهما آلاف الفلسطينين سمير القنطار الذي أحب فلسطين واستشهد على طريق العودة إليها.