بالصور الاستشهادي محمد عياد.. شوقه لصديقه تجاوز فرحه عمره

الساعة 07:07 م|19 ديسمبر 2015

فلسطين اليوم

عاد محمد حسين عياد إلى بلدة سلواد شرق مدينة رام الله من الولايات المتحدة الامريكية حيث كان يعمل، بعد إنهاء كافة الترتيبات اللازمة في بلدته لإتمام زواجه على من أحب.

لكن عودة محمد لبلدته سرعان ما اصطدمت باستشهاد صديق عمره (أنس) على أحد الحواجز الإسرائيلية في القرية، وكانت أمنية محمد أن يلتقي بصديقه وأن يشاركه فرحة عمره.

لكن ما عاشه محمد خلال الأسبوعين الأخيرين في البلدة واستشهاد صديقه جعله يتخذ قرار الانتقام لدماء صديقه ودماء أبناء الشعب الفلسطيني قبل أيام من زفافه.

زفاف محمد كان مقررا في نهاية الأسبوع، ولكنه أختصر الوقت وعاش عرسه الأبدي باستشهاده بعملية بطولية، يقول والده لفلسطين اليوم:« كان عاديا جدا، رتب كل تفاصيل زفافه الذي كان مقررا في 24 من كانون أول الحالي، ولم يكن يبدو عليه أي تغيير، خرج من المنزل كما كل مرة حتى أعلن عن استشهاده ».

وكان محمد استقل سيارة والده وهاجم بها مجموعة من الجنود الجمعة، مما أدى إلى إصابة عدد منهم، قبل أن يطلق النار عليه وتركه ينزف لساعات حتى أعلن عن استشهاده، في نفس المكان الذي استشهد فيه أنس حماد، صديق الطفولة لمحمد، قبل أسبوعين وبنفس التفاصيل، أستطاع كلا منهما دهس مجموعة من الجنود على المدخل الغربي للقرية حيث تدور مواجهات أسبوعية مع الاحتلال.

شهود عيان تحدثوا عن ترك محمد ينزف مصابا لساعات دون أن يتمكن أحد من الوصول إليه وتقديم العلاج له بعد إطلاق أكثر من 10 رصاصات باتجاهه.

وبنفس كلمات أنس أيضا، ترك محمد وصية قبل أن يخرج من منزله عصرا:« عند العصر طلب مني مفتاح السيارة وخرج، توقعت أنه كما كل يوم خرج للقاء أصحابه، وبعد ساعة أو أقل أبلغنا أنه قام بعملية، ثم وجدنا وصيته في المنزل، فتأكدنا أنه هو ».

والد محمد، والذي رغم الحزن، خرج وقرأ وصيته على العلن قال:« هذا قراراه الذي سنحترمه جميعا رغم الحزن الكبير، فنحن كنا ننتظر عرسه بعد أيام، إلا أن حزنه على صديقه تجاوز فرحته بزفافه ».

وصية محمد

وجاء في وصيته:« أمي الحنونة أبي العزيز إن قلبي لم يحتمل أن أرى الاحتلال يهدم ويقتل ويدنس المسجد الأقصى لهذا فقد عزمت أن أقدم نفسي في سبيل لله فإن لم نذهب نحن الشباب للجهاد في سبيل الله من سيذهب؟..! أرجو أن تسامحوني، أنه لجهاد نصر أو استشهاد، يجب أن نتذكر دائما الشهداء وإن دمائهم الطاهرة أمانه في أعناقنا ولا يحمل هذه الأمانة غيرنا، وإن الله على نصرنا لقدير، والسلام عليكم ورحمة الله ».

وكان محمد خلال تفكيره بالانتقام لصديقه أعد كل تفاصيل عرسه، وأستأجر بيتا وقام بتأثيثه بالكامل في أمريكا، حتى أنه أتفق مع والده أن يكون حفل الزفاف بسيطا ومقتصرا على الوليمة على روح الشهيد أنس.

وقال والده:« كان يتحدث عن أنس باستمرار وكم تمنى أن يحضر زفافه، ويلوم نفسه على تأخره وعدم رؤيته لأنس قبل استشهاده، كان يزور عائلته باستمرار ».

وكان محمد وأنس اتفقا سويا للسفر إلى أمريكا للعمل والعيش هناك عند أقاربهم، ولكن وبسبب منع السفر من قبل الاحتلال لم يتمكن أنس من السفر وسافر محمد وحيدا قبل ثمانية أشهر، وأعلن خطوبته هناك على إحدى فتيات القرية التي كان من المفترض أن تصل أمس الجمعة لإتمام الزفاف.

وتابع الوالد:« الحياة فرقت محمد وأنس ولكنهم استطاعا أن يجتمعا سوية بالشهادة، ولن يستطيع أحد تفريقهما بعد اليوم ».

وعن محمد قال الوالد، وهو أبنه الثاني، أنه كان مؤدبا وخلوقا ويرتاد المسجد باستمرار، وكان يملك صوتا مميزا بقراءة القرآن الذي أعتاد على قراءته وتعمله في حلقات الذكر بمسجد القرية.



صور الشهيد محمد عياد

بيت الاستشهادي محمد عياد

والد الشهيد محمد علياد

الشهيد محمد عياد

عرس الشهيد