قائمة الموقع

خبر هدم بيوت عائلات المخربين -يديعوت

2015-12-15T10:49:20+02:00
فلسطين اليوم

غير أخلاقي، غير ناجع

بقلم: يرون لندن

 (المضمون: استراتيجية الارهاب ضد الارهاب كفيلة بان تسحق الارهاب شريطة المواظبة عليها واستخدامها بقوة اكبر ودون أي كابح اخلاقي، ولكنها بشكل عام تشعل شهية الثأر وتعزز المبرر الايديولوجي للارهاب. الارهاب يولد ارهابا، واقدر ان هكذا سيكون مع كثرة هدم البيوت - المصدر).

في مقابلة في القناة 7، محطة البث لمؤيديها، تباهت وزيرة العدل بتسريع الاجراءات التي تؤدي في ختامها الى السماح للمحكمة العليا بهدم بيوت عائلات المخربين. وقالت ان في الماضي استمرت المداولات في ذلك بضعة اشهر، أما الان فبضعة اسابيع فقط.

لم تُسأل آييلت شكيد عن الجانب الاخلاقي للفعلة ولا عن غايته، لانه في أوساط المستوطنين لا شك في عدالته، وللحقيقة يقال انه في اوساط الجمهور الغفير ايضا انتحر الجدال في ذلك الى الهوامش المتطرفة. فاستمرار ضرب السكاكين العفوي لا يدعم مبرر الردع من خلال هدم البيوت، ولكن يمكن دوما الادعاء بان تسريع هدم المزيد من البيوت سيبيد الثورة الفلسطينية وأن انعدام التصميم وحده هو ما يعيق اسكاتها. وبودي أن اجدد البحث في هاتين المسألتين معا – المبرر الاخلاقي والغاية العملية.

لا معنى للتمسك بآيات من التوراة تعالج مسألة العقاب الذي يفرض على الابناء في اعقاب جرائم أهلهم وعلى الاهل على جرائم ابنائهم. فقد سبق أن تعلمنا بان تفسير التوراة هو عمل سحري يطهر المدنسين ويدنس الطاهرين. والجواب على السؤال اذا كان مسموحا أم محظورا فرض ظلم الابناء على الاباء يقع في احساس العدل فمن يعتقد ان هذا عمل عادل، سيجد صعوبة في أن يجد سببا بموجبه لا ينبغي قطع يد سارق واقامة عواميد اعدام في ميادين المدن، العقوبات التي أثبتت نجاعتها في حالات غير قليلة.

الردع عن العقاب التعسفي للافراد، قلة كانوا أم كثر، على فرض انهم مؤهلين للجريمة، وعليه فمن المجدي معاقبتهم مسبقا من أجل عرضهم كقدوة للمجرمين المحتملين. هذا عقاب احصائي يستند الى الصلة التي بين تكرار الجريمة وبين المناخ الاجتماعي: الاحتمال في أن تخرج عائلة يهلل فيها للقتلة اليهود من أوساطها فردا يقتل يهودا أكبر من احتمال ان يخرج قاتل لليهود من عائلة محبي امم العالم.

علاقات احصائية مشابهة ستنكشف ايضا اذا ما دخلنا مدينة كبيرة بل وشعب كامل: لا شك أن الاحتمال كبير في أن ينمو ارهابيون في مدينة الكثير من سكانها يمجدون القتلة، وفي اوساط شعب في قلوب الكثيرين من ابنائه تعتمل كراهية عميقة للشعب الجار. والاستنتاج الناشيء هو أنه من المجدي توسيع عصي الردع وهدم ليس فقط بيوت الافراد بل الاحياء والمدن.

هكذا بالضبط تتصرف انظمة الطغيان. فهم يعاقبون أيضا كل من له صلة بمن يصنف كخطر على الحكم – ابناء عائلته، ابناء طائفته، الناس الذين يسكنون في محيطه والناس الذين على ما يبدو يحملون آراء كأرائه. وبالمقابل، برأي ابناء الثقافة، فان معاقبة الاقرباء، حتى وان ارتدت رداء القانون، لا تختلف عن العمل الارهابي. فالارهابي يريد أن يهز النظام من خلال المس الاعمى بالافراد، والدولة الارهابية تحاول أن تردع الافراد من خلال فرض عقوبات على السكان الذين خرج منهم.

يكفي حكم الطغيان الاشتباه بان محيط الارهابي يشجعه، يغض النظر عن مؤامراته، يؤيد ارائه دون ان يساعده عمليا او لا يفعل ما يكفي كي يوقفه. أليس هكذا يدعي الارهابيون ايضا؟ بالنسبة لايديولوجيي الارهاب، فان كل ابناء المجتمع الاستعبادي مذنبون، ومن أجل ازالة ظلمه، لا ينبغي التمييز بين المستعبدين عمليا وبين فلان وعلان. الكل مذنب.

ان استراتيجية الارهاب ضد الارهاب كفيلة بان تسحق الارهاب شريطة المواظبة عليها واستخدامها بقوة اكبر ودون أي كابح اخلاقي، ولكنها بشكل عام تشعل شهية الثأر وتعزز المبرر الايديولوجي للارهاب. الارهاب يولد ارهابا، واقدر ان هكذا سيكون مع كثرة هدم البيوت.

 

اخبار ذات صلة